الخلاصة:
إذا كانت الذات عند لاكان لابد وأن تتخذ موضعة – بنية إكلينيكية – ما فى مواجهة نقص الرغبة ومتعة الآخر، فإنه فى الإدمان يتم إسقاط الدال الأبوى وتصبح الذات هى الجسم فى إسكيما المرايا (O-Ó)، ومن ثم فإن الذات المدمنة تُدير المتعة فى علاقتها (التى هى محاولة للتفادى) بالآخر من خلال ميكانيزم الإبدال، حيث يتخذ العقار مكان الوكيل (الوسيط) الذى يحجب استحضار الذات لدال آخر وذلك بأن يمتص الدال الرئيسى (a- s1) فى محاولته لوضع الموضوع (العقار) ومثالية الأنا فى نفس المكان، كما يخفى الإحساس بالقدرة المطلقة - الناتج عن التخدير- العلاقة بالاستحالة (أو نقص الرغبة)، تاركاً الذات فى وهم إمكانية تحقيق الهارمونية الكاملة بين هذا الوسيط والآخر وميكانيزم الاستقلال عن الآخر الأكبر الذى يشير إلى اقتحام الرباط الاجتماعى وفصل الذات عنه، مما يؤدى إلى نبذ الذات نتيجة الاعتمادية على قانون الأم الذى يغمر الذات بالسموم عندما لا يُرمز شىء متعلق بالجسم وهذا ما يُعطى للإدمان خصوصيته السيكوباثولوجية. وبذلك يُعد الإدمان بما هو عرضاً جديداً مجرد اغتراب فى البُعد النرجسى الذى يُشار إليه بكسر الرابطة مع الرمزى.
