الخلاصة:
تتناول هذه الدراسة مسألة تدريس الشعر العربي للطلاب الملايو داخل ماليزيا، ويحتل تعليم اللغة العربية المرتبة الثالثة في ماليزيا بعد اللغتين: الملايوية([i]) والإنجليزية، ويبدأ تدريس الأحرف العربية في مرحلة ما قبل المدرسة من أجل قراءة القرآن والكتابة الجاوية التي تعتمد على الحروف العربية بصورة تكاد تكون تامة.ويتبع ذلك تدريس اللغة العربية بوصفها مادة أساسية في المدارس الحكومية مع التركيز على حفظ المفردات والقواعد النحوية وبناء الجمل، غير أن طريقة التدريس في هذه المرحلة لا تكاد تختلف عن طريقة تعليم اللغة العربية في بلدان الشرق الأوسط أصحاب اللغة الأم.وحددت هذه الدراسة الإشكالات التي تعتري تدريس الأدب العربي عند طلاب المدارس الحكومية الماليزية، والتي تتمثل في خمسة مجالات رئيسة هي: تدريس الأدب كتدريس اللغة، وعدم الإلمام بالثقافات والمجتمعات المختلفة في المناطق العربية، وغياب الارتباط العاطفي بالمادة المدروسة، وطريقة التدريس، وعدم القدرة على نقل المهارات من لغة الملايو إلى حالات مماثلة في اللغة العربية.وقد اعتمدت هذه الدراسة بشكل كبير على تصنيف بنيامين بلوم للفهم والتفاهم ([ii])ثم عرضت أسلوبا جديدا للتدريس؛ وتقديمه من خلال طرح خمس وحدات دراسية لفهم الشعر العربي والأدب وإتقانهما.وتتويجا لهذا الأسلوب، ستُعبأ في وسائط عدة من أجل أن تكون مثيرة لاهتمام الطلاب، ولأجل تمكينهم من استخدامها في الدراسة الذاتية أو في وجود معلم.وسوف تعتمد هذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، بحيث يتكئ في شقِّه الأول على وصف الظاهرة من خلال رصد محاولات تدريس الشعر العربي في البيئة الماليزية، في حين يتمحور الشقُّ الآخر حول تحليل العملية التدريسية مع تقديم رؤية نقدية لها.
