الخلاصة:
ربما كانت "الفجوة المعرفية وعدم تكافؤ الفرص في الحصول على المعلومات" التي شكلّت عنوان المحور الأول من المؤتمر السادس عشر للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات* بمثابة الإشكالية الأبرز في نطاق الحديث عن اللغة العربية وتداخلاتها الحوسبية، وما يتعلق بهذا من معالجات آلية ترمي إلى رقمنة أنظمة العربية (الصوتية والصرفية والنحوية والمعجمية)، ووضعها على مواقعها من الشبكة العالمية(الإنترنت) لتكون في متناول البحثين، مختصرة لهم الزمان والمكان، ولعل ذلك يسد ثغرة مخجلة من التخلف الذي ابتلى به البحث العلمي في عالمنا العربي يسبب ضآلة حجم الميزانيات الداعمة لهذا البحث مما انعكس أثره سلباً على المؤسسات الأكاديمية وغير الأكاديمية في تطوير البحث والإبداع والتأليف والترجمة.إن اختيار الباحث قضية المعجمية وصناعة المعجم الآلي بالتحديد لهو محاولة لاختبار مدى إسهام علماء الأمة ومفكريها ودورهم في البرهنة على إمكانات اللغة العربية للدخول إلى العصر الرقمي، والبرهنة كذلك على قدرة هذه اللغة للإسهام الفاعل في مجتمع المعرفة والتبادل الثقافي باستثمار الفرص الضخمة التي تتيحها شبكة المعلومات الدولية( الإنترنت) دون أن يغفل البحث تداعيات ذلك كله، سواء في النواحي الإيجابية كجسر الفجوة في إيصال المعرفة اللغوية/ المعجمية ونشرها، وتعزيز الوحدة العربية، وتأكيد الذات القومية للخلاص من التهديد بالضياع الذي تشكله العولمة، والإسهام في الحضارة العالمية، أو التداعيات السلبية التي لا بد من توقعها كالمشكلات الفنية التي تواجه فرق المعالجة الآلية، وكذلك ضعف التواصل بين العديد من علماء اللغة وأقرانهم من المنشغلين في مجالات الحوسبة والذكاء الاصطناعي، أو حتى الفجوة الرقمية التي تعانيها المجتمعات العربية عامة.وقد اعتمدت الدراسة منهجا وصفيا تحليليا، حاول فيه الباحث وصف الظاهرة وتحليلها للوقوف على ما أنجز من جهة، واقتراح سبل تنمية ذلك وتطويره من جهة أخرى.
