الخلاصة:
تعد الحدائق من أبرز استخدامات الأراضي في المدن في الوقت الحاضر، بل وتشكل نسبة جيدة ضمن المدن الجديدة في الدول المتقدمة، والغاية من تأسيس الحدائق هو ايجاد المسطحات الخضراء المناسبة للترويح، في الوقت الذي تعاني منه معظم المدن من تلوث بيئي ناجم عن الاستخدامات الصناعية وغيرها.وقد جاءت هذه الدراسة بهدف التعرف على نمط التوزيع الجغرافي للحدائق في مدينة حائل، وعلاقة ذلك بالتوزيع الجغرافي للكثافات السكانية في أحياء المدينة، كما أن الدراسة تهدف إلى حساب متوسط نصيب الفرد من الحدائق في المدينة، وطبيعة التباين في عدد ومساحات الحدائق في أحياء المدينة.وتأتي أهمية هذه الدراسة في أن مدينة حائل تشهد في الوقت الحاضر نهضة عمرانية كبيرة بسبب نشأة وتوسع الجامعة فيها، وتأسيس المنطقة الاقتصادية، وبما أن الترويح يعد في الوقت الحاضر أحد متطلبات الفرد الضرورية، فإن هذه الدراسة تهدف إلى تحديد مساحات وتوزيع الحدائق ونمط التوزيع ونصيب الفرد منها، وبذا فإن نتائج هذه الدراسة ستشكل قاعدة بيانات للمخططين في المدينة.استخدمت الدراسة منهج الإحصاء الوصفي التحليلي، في تحليل البيانات الرقمية والبيانات المجدولة الصادرة عن أمانة منطقة حائل، والذي يستخدم فيه العديد من التقنيات الإحصائية لتحديد نمط التوزيع الجغرافي للحدائق، وحجم التركز في ذلك التوزيع، والعلاقة بينه وبين الكثافة السكانية، حيث استخدم مربع كاي ومعامل ارتباط بيرسون، ، ومنحنى لورنز.وقد توصلت الدراسة إلى أن نحو 73،3% من الحدائق في حائل تتمتع بمستوى خدمات ممتاز وجيد، إلا أن نحو 79,9% من الحدائق تتركز في مساحة لا تتجاوز 12,8% من مساحة المدينة، مما يؤكد ظاهرة التركز.وتوصي الدراسة بضرورة الاهتمام بإنشاء حدائق تتوزع على كافة أنحاء أحياء مدينة حائل، وتطوير الخدمات التي تقدمها الحدائق العامة، بحيث يمكن تحويلها إلى حدائق متخصصة تنتشر فيها المراكز التعليمية والثقافية.
