الخلاصة:
شكلت هجرة اليهود إلى فلسطين عدوانا صارخا على مستقبل الإنسان الفلسطيني، إضافة إلى المخاطر الاقتصادية، وذلك بتبني الحلم الصهيوني عبر وعد بلفور الشهير الصادر في الثاني من نوفمبر عام 1917م ولمواجهة المخططات البريطانية-الصهيونية، فقد شكلت لجنة قومية في مدينة نابلس في 20 إبريل1936 دعت البلاد إلى الإضراب العام المستمر، حتى تبدل حكومة الانتداب سياساتها، واستجابت البلاد للدعوة، وشمل الإضراب مختلف نواحي الحياة.وفي 25 إبريل أجمعت الأحزاب على تشكيل لجنة عربية عليا، بقيادة الحاج أمين الحسيني وعضوية ممثلين عنها، ودعت هذه اللجنة إلى الاستمرار في الإضراب، حتى تبدل الحكومة سياستها، وتوقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وتمنع انتقال الأراضي إلى اليهود، وتقيم حكومة وطنية نيابية، وعمت التظاهرات المدن والقرى الفلسطينية، ووقعت اشتباكات اندلعت على أثرها أحداث 1936م، وتوالت وقائعها وكانت اللحظة التاريخية وبداية المسلسل الدموي من اشتباكات مسلحة وإضراب شامل شمل المدن والقرى الفلسطينية فيما حملت هذه الخطوة مخاطر جمة على الاقتصاد الوطني، فسارع الأحرار إلى تأييد الثورة وأخذت اللجان والهيئات زمام المبادرة وقيادة الشارع، وظهرت مجموعات مسلحة أبرزها كانت ثورة الشهيد عز الدين القسام، وظهر ثوار برزوا في مواقعهم وقادوا الفصائل، وكان لهم دور نضالي عريق.ومن هؤلاء القائد فايز الزير، مدار حديثنا في هذا البحث، الذي كان يقود مجموعات مسلحة في منطقة سلفيت حيث حرص فايز على التواصل مع القادة في المناطق الأخرى لتوحيد الكلمة والجهود ليكون العمل منطقيا ومنظما وفعليا.
