الخلاصة:
إن مسألة قضية يهودية دولة إسرائيل، التي طرحها قادتها في الآونة الأخيرة من خلال تصريحاتهم، تُعد من أخطر القضايا المطروحة في منطقة الشرق الأوسط؛ لأنها تهدد مصير القضية الفلسطينية، وتنذر باندثارها تماماً، وبخاصة إذا ما وُضع هذا الطرح محل التنفيذ الفعلي على الأرض، وأصبح أمراً واقعاً، دون فعل شيء ملموس من الجانب العربي.وللحقيقة فإن طرح (يهودية الدولة) لم يكن وليد هذه التصريحات، بل سبقها في التاريخ الحديث تصريحات للعديد من القادة الصهاينة، وتحديداً في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وأيضاً ما صدر عن الساسة الإنكليز خلال النصف الأول من القرن العشرين، كما في تصريح بلفور عام 1917، وتقرير اللجنة الملكية (تقرير لجنة بيل) عام 1937، وأخيراً القرار الدولي رقم 181، الذي صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947.وفي رأينا تكمن خطورة تصريحات قادة إسرائيل فيما يتعلق بيهودية (الدولة)؛ بأنها ستؤدي إلى إلحاق الأذى بالقضية الفلسطينية برمتها وكل ملفاتها، وإفراغها من مضمونها، وستجعل من الفلسطينيين ومن دولتهم المنتظرة مجرد رقم ثانوي لا قيمة له في منطقة الشرق الأوسط.
