Abstract:
تعاني المرأة الفلسطينية من ممارسات الاحتلال، لذلك تعدُّ خبرة الفقدان مرحلة مميزة في حياتها من ناحية، وتعدُّ عملية التكيف والدعم الاجتماعي مورداً لا يتجزأ من عملية مواجهة أعراض ما بعد الفقدان من ناحية ثانية. هدفت هذه الدراسة إلى وصف دور الدعم الاجتماعي المستند إلى نهج من "فاقدة إلى فاقدة" ومناقشتها، ومن خلال استخدام المنهج الكمي بهدف رصد التغييرات التي حصلت لدى الفاقدات نتيجة الدعم، وباستخدام استمارات مناسبة. تستخدم الدراسة أساليب إحصائية متعددة وصفية (المتوسط الحسابي والانحراف المعياري)، واستدلالية (اختبار ت للمقارنات الثنائية، وتحليل التباين أحادي الاتجاه واختبار شيفيه لفحص مصادر الفروق في المواقف).أظهر التحليل الإحصائي أن لنوع الفقدان، وعمر الفاقدات، وحالتهن الاجتماعية ولسنوات التعليم، لا يوجد أي تأثير على أنماط التواصل خلال القياس القبلي والبعدي. في حين أن التحليل أظهر وجود الفروق في متغيرين: المنطقة السكنية ونوع الفاقدات.أظهر التحليل الإحصائي أيضا حصول تغييرات جوهرية في مواقف الفاقدات اتجاه اضطرابات الفقدان وتجربة الدعم، حيث يؤكد أن لعملية الدعم تأثيراً على التعامل مع اضطرابات الفقدان. إن جزءا من هذه الاضطرابات موجود لدى الفاقدات قبل الفقدان، وهذا مؤشر لتأثير الفقدان الجمعي الذي تعاني منه شرائح عديدة في المجتمع الفلسطيني نتيجة لممارسات الاحتلال. من الاستنتاجات المهمّة التي توصلت إليها التجربة الحالية أن نهج الدعم المتبادل الشمولي "من فاقدة إلى فاقدة" أثبت فعاليته وإمكاناته في التخفيف من حدة اضطرابات الفاقدات والداعمات، وبخاصة على مستوى أنماط تواصلهن مع أنفسهن ومع الآخرين. يمكن اعتبار تجربة الدعم مع تحدياتها وإنجازاتها هي البداية، فالحاجة ملحة إلى تطوير هذه التجربة وتوفير الشرعية لها على المستوى المؤسساتي والاجتماعي.
