الخلاصة:
يعدُّ أديب العربية محمد إسعاف النشاشيبي من الأعلام البارزين الذين أنجبتهم تربة هذا الوطن في تاريخها الذي لم ينقطع مدده، ولم ينضب عطاؤه في حقبة واحدة من حقبه الحافلة بالعطاء الجم والأحداث الجسام.والمدقق في آثار النشاشيبي ونتاجه - على قلة ما وصلنا منه - تطالعه شخصية ثرية حافلة متعددة الجوانب والأبعاد ، فقد عرفه بنو قومه أديباً ذوَّاقة ، وكاتباً بليغاً ومثقفاً ، ومحققاً ثبتاً ، ومفكراً خصباً ينادي بالإصلاح ، في سمو نفس وحرارة إيمان، وعمق في التفكير واستقلال في الرأي.وربما كان هذا أحد الحوافز التي شجعتني على ولوج عالم هذه الشخصية الثرية ، التي أسهم صاحبها بأفكاره وآرائه وتوجيهاته وتأصيلاته النظرية في فتح مغاليق الفكر، ورفد ثقافتنا الفلسطينية وإثرائها، وإبراز معالمها داخل الوطن وخارجه. وسأحاول من خلال استقراء ما وقع بين يديَّ من نتاجه العلمي، وما توافر حوله من دراسات قليلة، وتحليلها أن أجلي بعض مناحي التجديد والحداثة في جهوده الفكرية والتربوية، في تلك الفترة الحاسمة من تاريخنا ، التي كانت إرهاصاً لما طرأ بعدها من أحداث جسام أثَّرت - وما زالت - على مستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
