الخلاصة:
تسببت مشكلة الجنوب بالعديد من الأزمات السياسية والاقتصادية في السودان، فهي كانت وراء التوتر الاجتماعي وانقسام القوى السياسية وتخبط السياستين الداخلية والخارجية للدولة، وهي ما أطاح بالنظام العسكري الأول والثاني، وكذلك بالأنظمة الديمقراطية الثانية والثالثة التي شهدتها البلاد، كما يصف بعض الباحثين مشكلة الجنوب بالمشكلة الإقليمية التي تمتد تبعاتها إلى العالم العربي والقارة الإفريقية على حد سواء.وتعددت المحاولات لحل أزمة جنوب السودان، واختلفت طرق تعاطي الحكومات السودانية المتعاقبة مع تلك الأزمة، بين الحل العسكري المتمثل باستخدام القوة لإدماج جنوب السودان مع شماله، وبين الحل السياسي الذي يُقر بالفوارق بين الطرفين ويمنح الجنوب حكماً ذاتياً.وكان اتفاق نيفاشا عام 2005 أبرز تلك المحاولات، فهو الذي أوقف الحرب، ووضع أسساً لتقاسم السلطة والثروة، ومنح أهل الجنوب الحق بعد ست سنوات بالتصويت على مصير الجنوب بالانفصال أو بالوحدة مع الشمال، وقد اختار أهل الجنوب الانفصال، ولكنَّ الأمر لن يتوقف عند هذا الحد، لأنَّ لهذا الانفصال تداعياته على كلا الطرفين.
