الخلاصة:
كثيرة هي البحوث التي تناولت الطبقات الاجتماعية في الوطن العربي، وغالبا ما تعرضت هذه الطبقات لا سيما البرجوازية الكبرى منها للإدانة لأسباب لا تخفى ولكن البحوث المختصة التي تحاول بيان أصول هذه الطبقة وتفسر لنا خلفيات مواقفها وتحالفاتها تكاد تكون محدودة إن لم تكن منعدمة إلا في ثنايا البحوث والمؤلفات لذا ثمة شك في أصالتها إذا ما قورنت بمثيلاتها الأوروبية من حيث النشأة والدور الذي ينبغي أن تضطلع به كطبقة رأسمالية أما مبعث الشك فلكون المجتمعات العربية تبدو حصيلة لآليات اجتماعية موروثة على الخصوص من المجتمع العثماني، كما أن البرجوازية طبقة تشكلت أواخر القرن 19 ولم تكن غالبيتها تحوز أي نوع من الثراء قبل قانون الأراضي العثماني(1858) وكالمجتمع العربي تبدو الدولة القطرية حصيلة لمعاهدات صاغتها القوى الاستعمارية الأوروبية أواخر القرن 19 وأوائل القرن20، وبالتالي فهي دولة بلا مرجعية إلا من موروث عثماني أو استعماري.باختصار، ما هي تاريخية هذه الطبقة؟ وما هو مصدر الرأسمال الذي تملكه؟ وما هي غايته؟ ولماذا استثمرت في السلطة وفي القطاعات غير المهيكلة وفيما يقترض أنه من اختصاصات الريف ولم تستثمر في التعليم والصناعة؟ ذلك هو السؤال المركزي الذي يحاول البحث الإجابة عليه عبر خمسة مفاتيح مفاهيمية ومنهجية تتبع الصيرورة التاريخية للبرجوازية من حيث نشأتها وتطورها والدور الحضاري الذي تلعبه في مجتمعاتها.
