الخلاصة:
الزواج وإن كان ظاهرهُ قضية شخصية، لكنه في نتاجه قضية اجتماعية كبرى، مساحتها العالم الذي يعيش فيه الإنسان، فالأسرة أو المجموعة التي يكوّنها الزوجان، هي حجر الزاوية في بناء المجتمع أو اللبنة الأساسية التي يتوقف عليها صلاح هذا البناء، وعليه فمسؤولية الزوجين المترتبة على حياتهما الزوجية في واقعها، مرتبطة بتأدية الحقوق على أكمل وجه؛ ليكتب لهما النجاح والاستمرار.ومن هذا المنطلق نجد مواقف عديدة لأم سلمة رضي الله عنها تؤكد عنايتها واهتمامها بحقوق الزوجية وحرصها على تطبيقها في حياتها لضمان استقرار الأسرة ، ومن هنا تظهر أهمية هذا الموضوع وعلاقته الوثيقة بنظام الإسلام الاجتماعي في قضية جليلة لها دور كبير في صلاح المجتمع، وهي مسؤولية الزوجة المسلمة عن بيتها الذي أُمرت بالقرار فيه ، والذي هو محل الراحة والسكن للزوج، وفيه يجتمع أفراد الأسرة من الزوجين والأولاد ، ويقوم كل فرد بواجباته، وحقوق أهله، والذي يُعد من جانب آخر المدرسة التأسيسية الأولى لتربية الأولاد وتنشئتهم، فكانت الحاجة ماسة إلى إبراز هدي الإسلام في واجب الزوجة، ومسؤوليتها الأسرية في رعاية بيت الزوجية وحفظه .وقد استخدم المنهج التاريخي ذلك المنهج المعني بوصف الأحداث التي وقعت في الماضي وصفاً كيفياً، وتطبيقها في الواقع المعاصر. المنهج الاستنباطي عملية استدلالية تنتقل من العام الى الخاص.وقد أمكن في هذه الدراسة طرح بعض المواقف التربوية من حياة أم سلمة رضي الله عنها في طاعة الزوج، والاعتراف بفضله بعد موته، وصبرها وتحملها لزوجها أبي سلمة رضي الله عنه، وخدمتها وتربية أبنائها، وحصافة فكرها ورجاحة عقلها مع زوجها الرسول صلى الله عليه وسلم، ومكانتها عند ضرائرها في استشارتهن وعرض حاجاتهن عليها لأخذ المشورة منها، فكانت مثالا عملياً تطبيقاً يقتدي به نساء المؤمنين.
