الخلاصة:
تهدف هذه الدراسة إلى معالجة موضوع الثقافة والتغيير الحضاري في ظل العولمة التي تعبر – في رأي الباحثين-عن المركزية الأوروبية في نزوعها الدائب، وسعيها الحثيث إلى تنميط البشر والقيم والمفاهيم وفق معاييرها الجديدة.وقد اختار الباحث موضوع الثقافة لإدراك بأن من الصعوبة بمكان مقاربة ظاهرة العولمة وانعكاساتها بمعزل عن بعدها الثقافي، ولاسيما بعد ظهور ما يسمى بالثقافة الإلكترونية التي تغلغلت في أرجاء العالم غير آبهة بالحواجز والأسوار والمسافات، مما شكل تحدياً سافراَ للأمم والشعوب التي تعتز بقيمتها الثقافية والحضارية كالشعوب العربية والإسلامية.من هنا تنبع الإشكالية التي تحاول هذه الدراسة معالجتها، واقتراح الحلول والآليات لإنجاز عملية التغيير والتحديث، واستيعاب مفرداتهما بعد دراسة مظاهر الأزمة التي تمر بها ثقافتنا، والتحديات التي تواجهها، والمقومات التي تتوافر لديها، والتي ينبغي استثمارها لتحقيق الحداثة والتناغم مع معطيات العصر.وقد استخدم الباحث منهجاً قائماً على الاستقراء والتحليل، وكان من أبرز النتائج التي توصل إليها ضرورة العمل على وضع استراتيجية للتنمية الشاملة تأخذ في اعتبارها متطلبات التغيير ووسائله في إطار البعد الثقافي، وهو المحور الأساس الذي ينبت عليه هذه الدراسة.