الخلاصة:
نسعى من خلال هذه الدراسة إلى توظيف المتاح من المعارف حول الذكاء التنافسي باعتباره أداة مهمة تستخدمها أكبر المؤسسات الصناعية، ولا سيما الدوائية، فهو يلعب دوراً كبيراً في حل الكثير من المشاكل التي تواجه متخذي القرار، نخصّ منها المشاكل الناتجة عن البيئة الخارجية بمختلف أنواعها ما يجعل هذه المشاكل والمخاطر عائقا يحول دون تقدم المؤسسة، لذا أردنا في هذه الدراسة توضيح عملية من أهم العمليات في المؤسسة، وهي عملية الذكاء التنافسي، ومكانتها وآثارها الإيجابية في الكشف عن المخاطر والتقليل منها قدر الإمكان، وقد انطلقت الدارسة من مشكلة عبَّر عنها في التساؤل الجوهري التالي: ما هو الدور الذي يلعبه الذكاء التنافسي في الكشف عن المخاطر؟ وكيف يمكن تحويل تلك المخاطر الى فرص تزيد من قوة المؤسسة؟ وقد اعتمدت الدراسة على أنموذج فرضي تضمن متغيرين، الأول مستقل وهو الذكاء التنافسي، والثاني تابع وهو المخاطر.كما تضمنت محاور الدارسة التغطية النظرية للمشكلة استعنا فيها على توفير كل المعلومات من أدبيات الموضوع، والتراكم المعرفي في هذا المجال، وتوصلت الدارسة إلى مجموعة من النتائج أهمها: أن الذكاء التنافسي أصبح من أهم وأقوى الوسائل اليوم لحماية المؤسسات من التنافس الشديد ومخاطره لأجل البقاء والنمو أكبر فترة ممكنة في بيئة دائمة التغير، إذ يمكنه الحد من المشاكل والمخاطر التي قد تتعرض لها المؤسسة من بيئتها الخارجية.ومن أهم التوصيات نذكر: أهمية تشجيع تطبيق الذكاء التنافسي داخل المؤسسات وبخاصة العربية كعملية أساسية فيها، لما له من دور مهم في صياغة الاستراتيجية، واتخاذ القرارات الفعالة، فالمؤسسات العربية تعاني أكثر من غيرها من مشاكل التنافس الشديد، خاصة الخارجي منه، بسبب الحرية التجارية التي تفرضها الدول المتقدمة على بلداننا العربية، وما تسببه من آثار سلبية على المنتجات المحلية، بمختلف أنواعها سواء كانت دوائية أو غيرها من المنتجات التي تتميز وتتفوق بها بلداننا العربية.
