الخلاصة:
يتميز الاقتصاد العالمي في الوقت الحاضر بتقاسم مراحل الإنتاج وتدويله، وبروز ما بات يعرف بسلاسل السلع العالمية. ولهذا انتشرت في كثير من دول العالم المناطق الصناعية المعدة للتصدير.وقد تبلور في السنوات الأخيرة مدرستان: واحدة ترى في ظاهرة تقسيم العمل فرصة سانحة لتتكامل الدول النامية في الاقتصاد العالمي من خلال التصدير وانتقال التكنولوجيا، وما ينعكس ذلك على توفير فرص العمل والحد من البطالة. وتركز المدرسة الثانية على عدم تكافؤ الفرص بين الدول الصناعية والدول النامية، وبخاصة في توزيع مراحل الإنتاج. فالدول الصناعية تمتلك الشركات الكبرى التي تحتفظ بالمراحل الحساسة، وذات القيمة المضافة المرتفعة وتقذف بالمراحل التي تحتاج إلى أيدي عاملة كثيفة ورخيصة إلى الدول النامية. ومن هنا تطور مفهوم سلاسل السلع العالمية (سابق الذكر) إلى سلاسل القيم العالمية. وغالباً ما تتنافس الدول النامية في جذب المزيد من الاستثمارات، وذلك بتقديم أسعار متدنية للغاية يصبح معها تحقيق الأهداف التنموية مستحيلاً. وبالمقابل تمتلك الشركات الكبرى قدرة أكبر في التفاوض، مما يجبر الدول النامية على الخضوع لها. ارتبط الأردن بسلاسل القيم العالمية من خلال مصانع الملابس في المناطق الصناعية المؤهلة، وهذه المصانع إما أردنية تقوم بالعمليات الإنتاجية متدنية القيمة المضافة، أو أجنبية يعمل فيها الأردنيون في مراحل هامشية.وتأتي هذه الدراسة لتحليل الحاكمية في سلسلة القيم في صناعة الملابس في المناطق الصناعية المؤهلة والتعرف إلى أنواعها، ومن أجل هذا الهدف، دُرس 65 مصنعاً عاملاً في المدن الصناعية المؤهلة . وقد توصلت الدراسة إلى أن هناك أشكالاً متعددة للحاكمية في مصانع الملابس الأردنية، جميعها تعمل على تحقيق قيمة مضافة متدنية بالنسبة للأردنيين.
