الخلاصة:
أماني الجنيدي من الجيل الثالث من كتاب القصّة العربية القصيرة في فلسطين، نشاطها الأدبي في تتابع، فكانت مجموعتها "رجل ذكي ونساء بليدات" محور الدراسة المعنونة بـ"كرمة في ظلال الحرم" مما جعلنا نتعرف على أنها: تخلّصت من مرحلة التجريب، واستطاعت وضع لبنات في جسد نتاجها القصصي، فتكون قد استكملت ما يمايزها عن غيرها من الكتاب، من أدوات البناء الفني، فكان أسلوبها قشيباً، ولغتها مفعلة، وإن وازنت بين العامية والفصحى، إلاّ أنها تجذب القراء إلى جانب نصها، فكانت شخصياتها من بيئتها فلم تتدخل في نموها أو نشاطها، وإنما نجدها تنهض فيها روحية النماء، مما يرينا صراعاً محتدماً، إن كان من أثر المحيط، أو من أثر التنشئة والوعي المتجدد، فكان للعادات والتقاليد حيزٌ مرموق في نسجها القصصي، والسياسة وتموجاتها، كل ذلك خلق حالة من الثورة التكاملية في نصّها، جعلتها تنتصر للمحتاجين والمجتمع والبيئة دون اسفاف أو تحريض، فكانت المرأة فاعلة، لكنها جسدت واقعها المتقلب، حتى شخصت نهايات قصصها بدراية العارف بفنه وفكره، فكانت نهاياتها متعددة، كما هي موضوعاتها متعددة. مما يرينا النهاية المغلقة والمفتوحة على حد سواء، إلاّ أن النهاية وإن تعددت تنمّ عن ذكاء ووعي هادفين.