Abstract:
اهتمت الحركة الصهيونية منذ إنشائها باستلاب فلسطين، وتهويد الأرض، وطرد الإنسان، وتهويد الثقافة، والاقتصاد، ورأت أن التهويد يجب أن يكون بشكل شمولي متكامل؛ لذا سعى الصهاينة إلى امتلاك اقتصاد قوي؛ لأنه أحد أركان الدولة، التي لابد للمشروع الصهيوني من إنجازها.إن المفهوم الشامل للمشروع الاقتصادي، جعل الصهاينة يهتمون بالزراعة، والصناعة، والتجارة، وقطاع الخدمات، على حدٍ سواء، وقد تأثرت الصناعة بعوامل عدة، منها ما هو صهيوني داخلي، ومنها ما هو دولي خارجي، وقد وظّف الصهاينة تلك العوامل؛ لإنجاح الصناعة، وامتلاكها في فلسطين، جزءاً من أجزاء الإحلال الصهيوني في محل العربي.تطورت الصناعة الصهيونية في فلسطين، متأثرة بالتطورات السياسية والأمنية والعسكرية في فلسطين، وخارجها، واستغلت أي حدث لخدمة المشروع.يكثر الحديث عن الأوضاع السياسية في فلسطين ما بين 1918-1948م، والحديث عن الأوضاع الاقتصادية أقل بكثير، ومع ذلك فإنه حديث عام، لا يفصل بين المقدرات والإمكانات العربية والصهيونية؛ الأمر الذي دفع إلى إعداد هذه الدراسة لبيان درجة التغلغل الصهيوني في الصناعة في فلسطين خلال فترة الاحتلال البريطاني، ما بين عامي 1918-1948م.