Abstract:
تعرض هذه الدراسة أحداث نكبة سنة(1948م) وما ترتب عنها من أخطار وخسائر فادحة، تمثلت في تشريد شعب بأكمله لينعم شعب آخر بخيراته، وسط إخفاق دولي في حل مشكلة اللاجئين، مما جعل حق العودة حلماً يراود عقول اللاجئين الفلسطينيين وقلوبهم، رغم تغير الأحوال واختلاف الأوضاع وتبدل الأجيال. وهذا ما حدا بالباحث إلى دراسة واقع التربية على حق العودة تجسيداً لهذا الحق وتعزيزه.سعت الدراسة الحالية بشكل رئيس إلى الإجابة عن السؤال الآتي: ما مدى استجابات تلاميذ الصفين الثامن والتاسع الاساسين حول بعض الممارسات الداعمة لحق العودة؟ وهل تختلف تلك الاستجابات باختلاف متغيري الجنس والصف الدراسي للتلاميذ؟أشارت نتائج الدراسة إلى أن الدرجة الكلية لمتوسط استجابات تلاميذ الصفين الثامن والتاسع الاساسين حول بعض الممارسات الداعمة لحق العودة كانت متوسطة، كما تتباين هذه الممارسات من حيث درجة شيوعها: من العالي (كالاستماع لذكريات المهجرين والاحتفاظ بما يثبت ملكياتهم....) إلى المتوسطة (كمعرفة البلد التي ينحدر منها التلميذ وما تشتهر به والمشاركة بأنشطة ذات علاقة بحق العودة)، وأخيرا المتدنية (كتشجيع الزواج المتبادل بين المهجرين ومن ظلوا في الداخل).كما بينت النتائج، باستخدام تحليل الانحدار المتعدد حول مدى تأثير أبعاد الممارسات الداعمة لحق العودة، أن البعد المتعلق بالالتزام نحو الممارسة الداعمة لحق العودة احتل المرتبة الأولى، فيما احتل البعد المتعلق بالجانب المعرفي المرتبة الثانية، وأخيراً البعد المتعلق بالميل أو الرغبة بالممارسة الداعمة لحق العودة المرتبة الثالثة، وقد بينت النتائج أن العلاقة ما بين هذه الأبعاد طردية. كما أظهرت نتائج الدراسة باستخدام تحليل التباين الثنائي وجود فرق يعزى لمتغير الصف الدراسي حيث تفوق طلاب الصف التاسع على طلاب الصف الثامن الأساسي في استجاباتهم حول مدى ممارستهم الداعمة لحق العودة، فيما لم تظهر النتائج وجود فرق يعزى لمتغير الجنس وإلى التفاعل ما بين متغيري الجنس والصف الدراسي وأوصى الباحث بضرورة إجراء دراسات مقارنة عن واقع التربية على حق العودة أدى تلاميذ اللاجئين الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني والضفة الغربية وفي الشتات، وكذلك أوصى بدمج حقوق اللاجئين الفلسطينيين بعامة وحق العودة بخاصة ضمن المناهج الفلسطينية.