Abstract:
جاءت الدراسة كقراءة معمقة تحليلية للسياسات، والمواقف التركية من حربي عام 2012، 2014 ،الّتي شنتهما "إسرائيل" ضد قطاع غزة، دون أي أهداف معلنة، بالرغم من أن القارئ لهذين الحربين، ومواقف القوى الإقليمية العربية يدرك أن الهدف الأساسي والرئيسي هو ترويض المقاومة، وترويض غزة الّتي تعتبر حجر العثرة في تمرير أي مشاريع سياسية، تتساوق وتتناسب مع نتائج الحراكات ومفارزها ، وأن الأحداث والمتواليات السياسية، والهزات العنيفة الّتي شهدتها المنطقة أثرت وبشكل فاعل على كلُّ المواقف الإقليمية، ومنها الموقف التركي، الذي بدأ يتصاعد شيئًا فشيئًا منذ فوز حزب العدالة والتنمية عام 2002، وانحيازه للقضية الفلسطينية على حساب علاقاته مع "إسرائيل"، كمدخل للمشرق العربي بعدما أغلق بوجه أبواب الغرب. هذه السياسات للحكومة التركية استمرت في الحفاظ على المنهجية نفسها، والنهج في حربي عام 2012، 2014، وإن شهدت سكوتًا وتراجعًا في حرب عام 2014، نتيجة الأزمة السورية التي حيّدت النّظام السوري وحزب الله. وتوصلت الدراسة للعديد من النتائج، أهمها: أن الظاهرة التحولية التركية في المواقف والسياسات نحو القضية الفلسطينية، هي ظاهرة صوتية على المستوى السياسي مدعمة بمساعدات إنسانية، وتحركات شعبية للوقوف مع الشعب الفلسطيني. وأن الحراكات العربية والمتغيرات في المنطقة، وة وبخاصة في سوريا، ومن ثم الإطاحة بحكم الرئيس المصري محمد مرسي، أثر على المواقف والسياسات التركية، وجعلها تقف لإعادة حساباتها الاندفاعية في المنطقة خشية من التأثر داخليًا مع تصاعد لهجة القوى المعارضة التركية في الشارع التركي. واستكفاء تركيا بلعب دور الوسيط فقط، دون الاندفاع لخسارة الطرف الإسرائيلي والّتي الذي ترتبط معه باتفاقيات سياسية، واقتصادية، وثقافية، وعسكرية. وضعف الموقف التركي، ومحور الممانعة من خلال تراجع الموقف الإيراني وضعفه، وتراجع سوريا وحزب الله