Abstract:
كان الموت ولا يزال الحقيقة الأولى التي واجهها وسيواجهها الإنسان، لكنه وقف إزاءه عاجزا لم يجد له دواء ولا قوة تردعه وتصده؛ فسلم به وعده هادما للذات ومفرقا للجماعات، وجاء الشعراء وتحدثوا عنه طويلا، وإن كان حديثهم عنه مقتضبا، لكن رواد القصة الشعرية ساحوا في مساحته، فتناولوه مستفيضين، وصوروه مختلفين في مشاهد كثيرة متباينة، وبشخصيات مختلفة، فمات الإنسان والحيوان والنبات وحتى الجمادات، لكن ماهية الموت مع هؤلاء وأسبابه وأهدافه كانت مختلفة متوزعة بين السلب والإيجاب، والقبول والرفض، الاستحسان والاستهجان وغيرها، وانزاح الموت عن معناه الدلالي إلى معان أخرى تطلبها موقف الشاعر، لذلك جاءت هذه الدراسة لتبين الموت كتيمة وموضوع تناوله الشعراء، فانقسمت بالتالي إلى قسمين: قسم نظري تطرق إلى المنهج الموضوعاتي، وقسم تطبيقي تناول تيمة الموت في الشعر العربي القديم أولا، ثم في الشعر العربي الحديث والمعاصر ثانيا.