Abstract:
جاءت هذه الدراسة للتعرف إلى دور الإبداع الإداري في استراتيجية تطوير التعليم العام بدولة قطر، التي يتولى الإشراف عليها المجلس الأعلى للتعليم، بصفته السلطة العليا المسؤولة عن رسم السياسة التعليمية والتربوية بالدولة، وعن خطة تطوير التعليم والإشراف على تنفيذها، وتكمن أهمية الدراسة في توفير المعلومات عن العوامل المؤثرة في الإبداع، كما يراها العاملين في قطاع التعليم، والعمل على زيادة الوعي والمعرفة لدى القادة في المؤسسات التعليمية عن أهمية الإبداع الإداري ودوره في حل المشكلات، ومواجهة المعوقات والتحديات، ومعالجة السلبيات من أجل تحقيق الأهداف بمستوى عال من الكفاءة والفاعلية.تقوم الدراسة على فرضية مفادها أن هناك علاقة ذات دلالة إحصائية للإبداع الإداري في مبادرة تطوير التعليم العام بدولة قطر، وكذلك هناك فروق ذات دلالة إحصائية لدى العاملين في قطاع التعليم حول واقع الإبداع الإداري ومعوقاته، تبعاً لتباين خصائصهم الشخصية والوظيفية.كانت أهم نتائج الدراسة أن واقع الإبداع الإداري في المجلس الأعلى للتعليم بدولة قطر من وجهة نظر العاملين فيه بشكل عام متوسط، وذلك يرجع لتوافر عدد من الخصائص والسمات والقدرات الإبداعية لدى العاملين فيه.كما تبين أن أهم السبل لتفعيل الإبداع الإداري كانت في تشجيع التخطيط الشامل الذي يوضح رؤية الإدارة العليا ورسالتها وأهدافها. أما بالنسبة لأبرز المعوقات فكانت تتمثل في الجمود في تنفيذ اللوائح والقوانين، وعدم ملاءمة المناخ التنظيمي للابتكار والإبداع، وعدم مشاركة المرؤوسين في صنع القرارات واتخاذها، والاعتماد على التفكير النمطي في إنجاز الأعمال. كما أوضحت النتائج أن هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات أفراد العينة حول اتجاهاتهم نحو واقع الإبداع الإداري، وفقاً لمتغيرات العمر، وطبيعة الوظيفة، والمؤهل العلمي.أما أهم التوصيات فهي ضرورة الاهتمام بتنمية الموارد البشرية، والتركيز على إعداد القيادات الإدارية على مستوى المجلس الأعلى للتعليم بشكل عام والمدارس المستقلة بشكل خاص، والعمل على تعزيز أهمية الإبداع من خلال تهيئة المناخ التنظيمي المناسب الذي يسهم في تطور أداء الأفراد، وينمي قدراتهم وتوجهاتهم الإبداعية، وأيضا تدعيم مشاركتهم في صنع واتخاذ القرارات .