Abstract:
ركز البحث على استكشاف أسباب الرفض الفلسطيني للهجرة اليهودية إلى فلسطين من خلال تحليل الخطاب السياسي الفلسطيني للفترة ما بين(1930-1936م). تلك الفترة التي شهدت تدفقًا كميًا ونوعيًا للمهاجرين اليهود من بلدان عدة، وخاصة من ألمانيا، مما شكَّل تحدّيًا نوعيًا للمجتمع الفلسطيني في المجالات كافة ( السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والأخلاقية، والأمنية)، واستوجب صياغة جديدة للخطاب السياسي الفلسطيني الرافض للهجرة ليتلاءم وحجم هذا الخطر. وتبيَّن من خلال الدراسة أن مُبرّرات الرفض الفلسطيني للهجرة تمحْورت حول هذه المبررات ( السياسية ،والقومية، والتاريخية، والدينية، والأخلاقية، والثقافية، والأمنية، والاقتصادية).وتبيّن أيضًا أن هذه المبررات لم تكُن بمستوى واحد من الأهمية، وتم إبراز المبرّرات الاقتصادية والأمنية باعتبارهما الأقوى نظرًا لخطورة المهاجرين الأمنية والاقتصادية على المجتمع الفلسطيني، أو بشكل أدق على مصالح الفئات التي صاغت الخطاب السياسي الرافض للهجرة، واقصد بهم (البرجوازيين وكبار مُلّاك الأراضي). ولوحظ إجماع فلسطيني على رفض الهجرة بكل أشكالها بالرغم من التناقضات السياسية في الساحة الفلسطينية. لكن هذا الرفض لم يُرافَق ببرنامج عملي واضح للتّصدي لها باعتبارها الأكثر خطورة من وجهة نظر الفلسطينيين.