Abstract:
يتناول هذا البحث قضية محورية في منهجية البحث في التاريخ الشفوي، وهي عملية اختيار وتقويم الرواة، كونهم يشكلون عصب المعرفة التاريخية المبنية على الثقافة الشفاهية، ولذلك ينبغي أن يحظى هذا الجانب باهتمام بالغ لدى المعنيين بالتاريخ الشفوي والمشتغلين به.وقد تطرق البحث إلى منهجية التاريخ الشفوي فيما يتصل بعملية اختيار وتقويم الرواة، إذ أن معايير تحديد حجم العينة في التاريخ الشفوي تقرره اعتبارات عديدة معظمها ترتبط بظروف الحدث التاريخي والرواة أكثر من ارتباطها بقرارات الباحث والمحددات العلمية المعتمدة في الدراسات الاجتماعية والتربوية، فأمر تحديد حجم العينة في التاريخ الشفوي يترك لمعطيات ميدان العمل وإفرازات الجهة المستهدفة، أما عن عملية نقد وتقويم الرواة، فهي عملية ترتبط بعنصرين، الأول عنصر الرواة أنفسهم، والثاني عنصر الباحث التاريخي، فالرواة يقيمون من خلال تقديمهم إلى محكمة النقد التي يديرها الباحث، أما الباحث فلا يقل دوره بحال من الأحوال عن الرواة أنفسهم فيما يتعلق بتصميم المعايير التي تستند إليها مصداقية الروايات التاريخية الشفوية.
