Abstract:
إن قصيدة "البحار القديم" والتي هي من صنف الأغاني الشعبية تختلف عن النمط التقليدي لأن تركيزها ليس على الأحداث وإنما على الرموز التي في كنه تلك الأحداث. إنها تصف رحلة بحرية ولكن هذه الرحلة هي في داخل النفس الشاعرية وما فيها من إمكانات. هذه النفس هي التي أخذت بمجامع البحّار بعد سلسلة من التحولات الداخلية، وإن قطبي التجاذب في داخلها هو ما بين نزعتها الابداعية من جهة وما اعتادت عليه في حياتها من ألفة من جهة أخرى. لقد استخدم كوليرج أنماطاً من الصور الشعرية المناسبة لتلك الرحلة. إن الشاعر يعاني من أزمة روحية عميقة تستلزم استخدام لغة رمزية للتعبير عنها، وبدون اللجوء إلى القراءة الرمزية فإن كثيراً من الأحداث المهمة ستبدو غريبة وغير منطقية. إن بعض الرموز المستخدمة هي تقليدية وبعضها خاصة، أي من إبداع كوليرج. وبالرغم من التنوع الكبير في الصور الشعرية والرموز إلا أنها جميعاً مندمجة في كيان عضوي متناسق.