عــــــــــزيزي الطالب،

ارتكز القبول المبكر والواسع للتخطيط كأداة للتنمية على عدد من المبررات والاعتبارات، كان من أبرزها فشل أو قصور السوق، وتعبئة الموارد وتخصيصها الأمثل من وجهة نظر الاقتصاد الوطني أو المجتمع. علاوة على أن نظام السوق يؤدي إلى سوء توزيع الدخل القومي، وأن عملية التنمية التلقائية – أي المرتكزة إلى نظام السوق – تستغرق فترة زمنية أطول من تلك التي تستلزمها في ظل نظام التخطيط.

فالأسواق في اقتصاديات البلدان النامية لا تزال تعاني من مواطن قصور كثيرة تجعل من السوق أداة غير قادرة على التخصيص الأمثل لموارد المجتمع. وفي الوقت نفسه كانت نتائج التخطيط خلال العقود القليلة الماضية دون المستوى المرغوب فيه بكثير، كما أن سجل الفساد وسوء الإدارة الاقتصادية للدولة قد جعل من الصعب الدفاع عن التخطيط ودور الدولة في عملية التنمية الاقتصادية.