عزيزي الطالب،  لقد قدّم لهذا العلم العظيم مجموعة متميزة من العلماء، بذلوا جهداً واسعا في تحقيق فهم مراد الله تعالى من المعاني والألفاظ، ففاق بعضهم الآخرين في وضع القواعد، ونظم المباديء، حتى فاق نفسه؛ فجعل من مبادئه أسساً يعتمد عليها من جاء بعده، فكأنهم جميعا رحمهم الله تعالى رسموا لنا خطوطاً عريضةً للسير وفقها، وعلى إثرها تأتي النتائج.   

سننطلق عزيزي الطالب في هذه الوحدة سوياً لنتعرف على أهم مؤلفات العلماء القدامى والمحدَثين في إعجاز القرآن الكريم، لنرى كيف وضع علماؤنا رحمهم الله حجر الأساس لهذا العلم، وشكلوا نواةً أساسية لينطلق منها خَلَفُهم، فيبحثون في عجائب كتاب الله التي لا تنضب ولا تنقضي، ولتنتهي دراستك لهذه الوحدة عزيزي الطالب وقد عشت لحظات خشوع مع الأئمة: الخطابي، والباقلاني، والرماني، والجرجاني، والزمخشري، والرافعي، وقطب، ودراز، وبنت الشاطيء، فتعي ما وعَوْا من أسرار القرآن، لتتمكن بعدها من فهم ما تتلو بطريقة فاقت تصورك قبل الدراسة.