تتحدث هذه الوحدة عن استقرار الإنسان ونشأة الحضارات الأولى على أرض فلسطين وحتى نهاية العهد البيزنطي، حيث تتناول الحضارات الأولى التي نشأت على أرض القدس في عصور ما قبل التاريخ، ثم تعرض لك الحضارات التي قامت في القدس في العصورالتي سبقت الفتح الإسلامي للمدينة، ويأتي في مقدمتها الحضارة الكنعانية التي يعود لها الفضل في بناء المدينة وتسميتها، وقد ربطتها صلات قوية بحضارات اليونان ومصر وما بين النهرين. كما توضح الاحتلالات التي تعاقبت على المدينة؛ كالاحتلال اليهودي،والأشوري، والكلداني، والفارسي، واليوناني، والروماني، والبيزنطي، وما تركته من تخريب ودمار، ومحاولة طمس هوية المدينة العربية، والثورات التي قام بها اليهود في العهدين اليوناني والروماني، والتي انتهت بطرد اليهود من المدينة. إلى أن الوجود العربي في القدس لم ينقطع طوال تلك الحقب، وحافظ أهلها على عروبة مدينتهم، باحتفاظهم بطابعهم الثقافي حتى مجيء الفتح الإسلامي، واحتفاظ المدينة بأسمائها الكنعانية والإسلامية بالرغم من كل المحاولات التي جرت لطمسها.