في ظل ما يشهده القرن الحادي والعشرين من ثورات تكنولوجية ومعرفية تزداد يوما بعد يوم، وفي ظل التعقيدات التي باتت تشهدها المجتمعات في كل مناحي الحياة، اصبح لزاماً على النظم التربوية بشكل عام والمدرسة بشكل خاص تعديل طرق تعليمها وتطويرعملياتها بهدف تحسين جودة مخرجاتها، وذلك بالتركيز على الكفايات التعليمية عموماً، وتلك المتصلة بمهارات القرن الحادي والعشرين على وجه التحديد ليتمكن خريجوها من التعامل والتعايش وتحقيق متطلبات هذا العصر، حيث ان تحقيق مثل هذه الكفايات لا يمكن له أن يتحقق الا من خلال عدة مناهج ومواد لتشكل خبرات وسياقات تدفع باتجاه تحقيق هذه الكفايات، حيث سيتم في هذه الوحدة تبيان الكفايات التي يمكن أن يتحصل عليها المتعلمون من خلال التعليم التكاملي، وتبيان أهمها، وتوضيح أساليب وطرق تقييمها.
- تعرف كفايات التعليم التكاملي.
- تذكر تحديات وفرص تحقيق كفايات التعليم التكاملي.
- تبين الخصائص المميزة للمعلمين والاداريين والبيئة التعليمية والمتعلمون الداعمة لتحقيق كفايات التعليم التكاملي.
- تعدد أهم كفايات التعليم التكاملي.
- توضح طبيعة كل كفاية من كفايات التعليم التكاملي.
- تتعرف إلى طرق تطوير كل كفاية من كفايات التعليم التكاملي.
- تعدد المهارات الفرعية التي تتضمنها كل كفاية من كفايات التعليم التكاملي.
- تتعرف الى طرق واليات وأدوات تقويم كفايات التعليم التكاملي.
- تعدد معايير تقييم كل كفاية من كفايات التعليم التكاملي.
للتعرف على تفاصيل الوحدة، يمكنك تصفح الموضوعات التالية، مع الانتباه ان التدريبات تمثل جزء لا يتجزأ من المادة العلمية المطلوبة:
- مقدمة
- مستلزمات تحقيق كفايات التعليم التكاملي
- اختبر نفسك
تعرف الكفاية على أنها بيان عام يصف المعارف والمهارات والسلوكيات المطلوبة من الطالب الذي تخرّج من برنامج (أو إكمال دورة تدريبية)، أي أن الكفاية تتحدد من خلال احتياجات القوى العاملة المهنية التي ينضم الطلاب إليها بعد التخرج، وتعرف في هذا الإطار بأنها حزمة
من المعارف والمهارات والمواقف الأساسية المطلوبة لتحقيق مستوى مقبول من الأداء في عالم الممارسة الفعلي، فالكفايات عادة تحدد المهارات والمعارف التطبيقية التي تُمكّن الأشخاص من الأداء بنجاح في سياقات
الحياة المهنية والتعليمية، وهذا لُب ما يسعى إليه منحى التعليم التكاملي، والمقصود هنا أن نخرج من إطار الأهداف السلوكية الضيقة إلى إطار أوسع متمثلا بالكفايات، بحيث تشكل جملة من الأهداف القابلة للقياس
كفاية معينة، فالتدريس التكاملي (عبر المناهجي) يعد تعليماً يتضمن جهداً واعياً لتطبيق المعرفة والمهارات وبالتالي تطبيق الكفايات على أكثر من مجال أو موضوع في وقت واحد كأساس ومنطلق لتشكيل خبرات تعلم
عميق لدى المتعلمون، مما يسهم في صياغة مواطنين يتمتعون بالاستقلالية، ويشعرون بالمسؤولية، ويسعون باتجاه تشكيل مجتمع ديمقراطي يتسم بالعدالة والنزاهة.
فالكفايات التي يتحصل عليها المتعلمون من خلال المناهج المختلفة خلال التعليم التكاملي تعد الأدوات الأساسية التي تساعدهم على التكيف مع مختلف المواقف، ومواصلة تعلمهم مدى الحياة، فهي ضرورية كي ينجح
المتعلمون في الحياة العملية، من خلال تركيزها بالدرجة الأساس على الاهتمام بمهارات التعاون، وحل المشكلات.
- تعرف كفايات التعليم التكاملي.
- تذكر تحديات وفرص تحقيق كفايات التعليم التكاملي.
- تبين الخصائص المميزة للمعلمين والاداريين والبيئة التعليمية والمتعلمون الداعمة لتحقيق كفايات التعليم التكاملي.
هناك الكثير من الكفايات التي يمكن تحقيقها لدى المتعلمون في حال تم اعتماد منحى التعليم التكاملي، ولكن قبل الخوض في هذه الكفايات وتطويرها تجدر الاشارة الى أن هناك مجموعة من العقبات (التحديات)، يقابلها مجموعة من العوامل التمكينية للتدريس التكاملي (الفرص) يوضحها الجدول الاتي:
التحديات | الفرص |
---|---|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
- أن يتمتع بدافع ذاتي (فردي) للتدريس التكاملي.
- أن يمتلك نظرة ثاقبة ومعرفة للتخصصات الأخرى، خارج تخصصه الدقيق.
- ان يكون لديه الفضول، وتفتح فكري عريض.
- أن يمتلك مهارات الإدارة العامة، وكفايات ادارة المشاريع التعليمية التعلمية.
- أن يكون لديه علاقات جيدة مع الزملاء (المدرسين).
- أن يكون لديه تجربة حياتية واسعة.
- الحرص على توضيح العلاقات بين أجزاء المعرفة، من خلال الموضوعات التي يدرسها الطالب.
- توضيح العلاقة بين المحتوى التعليمي والمتعلم، أي ربط المادة بحياة المتعلمين.
- توضيح العلاقة بين المحتوى التعليمي، والمدرسة والمجتمع.
- البدء بوضع المعايير، والأهداف، بالتعاون مع المعلمين الآخرين، لإيجاد منهج متماسك وقوي.
- مناقشة المتعلمون واخذ آرائهم في مراحل العمل؛ بدءا من التخطيط للتعلم، مرورا بالتدريس، وصولا إلى التقويم.
- البدء مع المعلمين الآخرين، بتطوير مفاهيم المنهج، وربطها معا وصولا إلى الموضوعات المتكاملة، كبدائل للموضوعات المنفصلة.
- مناقشة استراتيجيات التقييم الجديدة، لتي تعكس إنجازات الطالب، باستخدام الاختبارات، معيارية المرجع.
- أن يشرك المعلم المجتمع المحلى في العمل التعليمي التعلمي.
- أن يمتلك المديرين الكفايات التربوية والإدارية القوية.
- أن يكون لدى المديرين المعرفة الشاملة والقوية في موضوع التعليم التكاملي؛ من حيث الفلسفة والأهداف.
- أن يكون لديهم الاستعداد للتعاون مع الأطراف المختلفة (معلمين، مشرفين، مرشدين، متعلمون، اولياء الامور، أفراد المجتمع المحلي....الخ)، والعمل مع المعلمين كفريق.
- أن يشجع المديرون الأنشطة الابتكارية والافكار الابداعية.
- أن يتصفوا الانفتاح على التغييرات، وامتلاك الاستعداد للتطوير.
- أن يقوموا بالتخطيط الفعال، والتواصل مع المجتمع المحلي، وعقد لقاءات دورية مع أهالي المتعلمون.
- عرض أعمال المتعلمون، لبيان أهميتها وقيمتها (مخرجات تعليمية).
- تصميم زوايا ممتعة، داخل الصفوف، والاستفادة من بناية المدرسة في النشاطات التعلمية وتنفيذها.
- تسهيل وصول المتعلمون إلى مصادر التعلم المختلفة.
علاوة على ما سبق ولكي ينمي المعلم اتجاها ايجابيا نحو التعليم التكاملي وتحقيق كفاياته لابد وان يتوافر لديه جملة من الخصائص هي:
كما أن التعليم التكاملي القائم على الكفايات لديه القدرة على تزويد المعلمين بالتفكير الأكثر تنظيماً فيما يتعلق بما يحاولون تدريسه، والتأمل في ممارساتهم المهنية، مما يجعلهم أكثر وعياً بالكيفية التي سيتعلم بها المتعلمون بشكل أفضل، وبالتالي توظيف الاستراتيجيات الأكثر ملائمة، كما يدفعهم إلى التركيز على مخرجات التعلم المتعلقة بالكفايات بالتوازي مع تركيزهم على اهداف التعلم المرصودة، والتوجه نحو توظيف طرق تقويم تعلم تتناسب وهذه الكفايات كاتباع التقويم النوعي، حيث أن التعليم التكاملي يدفع المعلم باتجاه توظيف طرق مختلفة في التعليم، بما فيها العمل في مجموعات، والتركيز على الانشطة العملية، والتفاعل مع المتعلمون وأفكارهم، اضافة الى دفعه باتجاه اثراء موضوعات الكتاب، وتطوير الروابط والعلاقات بين المباحث والمواد المختلفة، اضافة الى صقل مهارات التخطيط للتعليم لديه، إذ يمكن تلخيص دور المعلم في المنحى التكاملي بالآتي:
أما على مستوى مديري المدارس والبيئة التعليمية فلابد من:
في حين أن التعليم التكاملي على صعيد البيئة التعليمية يؤدي إلى:
أما على مستوى المتعلمون فانه لابد عند المضي في التعليم التكاملي الانتباه إلى أن المعرفة السابقة للمتعلمون يمكن أن تساعد في حدوث عملية التعلم أو تعيقها، كما أن كيفية تنظيم المتعلمون للمعرفة تؤثر بدرجة كبيرة على كيفية تعلمهم، وعلى تطبيق ما يعرفونه، كما أن دوافع المتعلمون تعمل على توليد وتوجيه ودعم ما يفعلونه للتعلم، كما انه ولتطوير التعلم للإتقان لدى المتعلمون يجب إكسابهم مهارات محددة، والعمل على دمجها معا، ودفعهم باتجاه معرفة متى يطبقون ما تعلموه، فالممارسة الموجهة نحو الهدف والتغذية الراجعة هما أمرين حاسمين في التعلم، إضافة إلى ما سبق لابد من معرفة أن مستوى تطور الطلاب الحالي يتفاعل مع المناخ الاجتماعي والعاطفي والفكري للمادة الدراسية، وبالتالي يؤثر على تعلمهم، ولكي يصبح المتعلمون متعلمين ذاتيين، يجب إكسابهم توجها نحو تقييم متطلبات المهمات المطلوبة منهم، ودفعهم باتجاه تقييم معارفهم ومهاراتهم، وإعادة تخطيط نهجهم، ومراقبتهم لعملية تقدمهم، فالتعليم التكاملي يحمل وعدًا بتزويد المتعلمون بإحساس أكثر دقة وشمولية وواقعية عما يمكنهم القيام به عند إتمام موضوع التعلم، ويكسبهم كفايات عدة يصعب حصرها، وتعمل معاً في الوقت نفسه، وتكمل بعضها بعضاً كتحمل المسؤولية، والعمل الجماعي، والقدرة على الاتصال مع الآخرين، وتقييم أعمالهم ذاتياً، إضافة إلى إشاعته للاحترام المتبادل فيما بينهم، واحترام القوانين والأنظمة، ويكسبهم مهارات يمكن من خلالها زيادة قدرتهم على العيش في القرن الحادي والعشرين.
جملة القول؛ إن تحقيق كفايات التعليم التكاملي يتعاظم كلما تم التخطيط لها، وإتباع منحى نظامي لتحقيق ذلك، حيث لا يمكن عزلها عن محتوى المواد التعليمية والبرامج التدريسية، لا بل يجب أن يشارك بها الجميع على
اعتبارها مسؤولية مشتركة، وتتطلب التخطيط المشترك ليتم الالتفات لها في مواقف ومناسبات مختلفة، فهي ليست عملية مجردة تتم في فراغ، بل يجب أن تنبع وتتجذر في السياق التعليمي، ومختلف الأنشطة التي تمارس في
الحياة المدرسية، فعندما تتم الإشارة إلى كفاية بصورة صريحة أو عابرة وغير كافية في إحدى المواد التعليمية لابد وان يتم البحث عن دعائم لهذه الكفاية في المواد الأخرى، وكذلك دعمها في مواقف التعلم غير الرسمية
(اللامنهجية).
كلك يجب على المتعلمون إدراك أن بعض خصائص المهارات المكتسبة في الأنشطة الخاصة بالموضوع (مادة معينة) هي ذات طبيعة عامة، وعليه يمكن تطبيقها في مجالات أو مواضيع أخرى. وبمجرد حدوث تطور لدى المتعلمون
بهذه المهارة فان كفايات التعليم التكاملي تعمل على زيادة استيعاب وإثراء هذه المهارة الخاصة بالموضوع المحدد، وفي مجالات أخرى غير التي نشأت فيها، إضافة إلى ما سبق قد تكون الكفاية التي حققها أو اكتسبها
الطالب غير ذات صلة بأي من مواضيع المناهج الدراسية، فكل تعلم جديد عادة يؤدي إلى حدوث تغير لدى الفرد ويطور مهاراته؛ فالقدرة على التعبير عن الذات بشكل جيد، ومعرفة الظواهر التاريخية أو الدينية على سبيل
المثال تساعد في تفسير الأحداث الجارية، كما أن فهم الأدوات التكنولوجية اليومية تعزز القدرة على تنمية المسؤولية الذاتية لدى الفرد، وعليه فان المتعلمون الذين طوروا مثل هذه الكفايات العامة قادرين على
الإدراك، والفهم والقيام بما هو أكثر؛ فهم بذلك يحققون إمكاناتهم، ويصبح هناك معنى أكبر لتعلمهم، ويصبح لديهم حافزيه أكبر لمواصلة التعلم والاستمرار فيه.
- مقدمة
- كفاية استخراج المعلومات واستخدامها
- كفاية حل المشكلة
- كفاية التواصل
- كفاية الابداع والحلول الإبداعية
- كفاية مهارة التحليل والتفكير الناقد
- الكفايات الشخصية والاجتماعية
- اختبر نفسك
يحمل التعليم التكاملي وعدًا بتزويد المتعلمون بإحساس أكثر دقة وشمولية وواقعية عما يمكنهم القيام به عند إتمام موضوع التعلم، ويكسبهم كفايات عدة يصعب حصرها، اذ تعمل المواد والمناهج معا على صقل مثل هذه الكفايات، وتكمل بعضها بعضاً، وتجدر الاشارة الى أن هذه الكفايات كثيرة ومتعددة وقد تطول وتقصر بحسب توجهات الكاتب او التربوي الي صاغها ومن هذه الكفايات على سبيل المثال لا الحصر: استخراج المعلومات، وحل المشكلة، والتواصل، والتفكير الابداعي، والتفكير النقدي، والكفايات الشخصية والاجتماعية وغيرها، لزيادة قدرتهم على العيش في القرن الحادي والعشرين.
- تعدد أهم كفايات التعليم التكاملي.
- توضح طبيعة كل كفاية من كفايات التعليم التكاملي.
- تتعرف إلى طرق تطوير كل كفاية من كفايات التعليم التكاملي.
- تعدد المهارات الفرعية التي تتضمنها كل كفاية من كفايات التعليم التكاملي.
تتميز المجتمعات في العصر الحالي بالنمو السريع للمعرفة في جميع أنواع الموضوعات، وإمكانية الوصول المتزايدة لمصادر المعلومات المختلفة والمتنوعة، حيث أصبحت محركات البحث تتيح استكشاف مجموعة المعلومات المتوفرة على شبكة الإنترنت، وامكانية جمع المعلومات حول مواضيع مختلفة، وعلى الرغم من ذلك فإن قواعد البيانات الضخمة المطبوعة أو الإلكترونية أو الرقمية ليست هي المصادر الوحيدة للمعلومات في القرن الحادي والعشرين كما يظن البعض؛ حيث يمكن الوصول إلى قدر كبير من المعلومات أيضًا عن طريق أجهزة أخرى كالكاميرات، وأجهزة الاستشعار، ومقاييس الضغط، والتلسكوبات، ومسجلات الأشرطة، وما إلى ذلك، فهناك كمية هائلة من المعلومات يمكن الحصول عليها بسهولة، لكن يجب التنبه الى انها ليست متساوية في قيمتها.
ويلمس المتتبع أن الاستخدام السليم لهذه الموارد على اختلافها يتطلب عمليات معقدة بشكل متزايد، وتتطلب احساسًا حادًا وحكمًا فكريًا جيداً، فبالإضافة إلى العثور على المعلومات ومقارنتها وتقييم قيمتها أو مدى ملاءمتها، يجب أن يكون الأفراد قادرين على تنظيمها وتوليفها من أجل الاستفادة منها، فالاستخدام الجيد للمعلومات يتعلق بتحديد المعلومات التي نحتاج اليها، وإجراء مزيد من البحث للعثور عليها، بمعنى أن نبحث عن معلومات جديدة ونتعلم استخدام الأجهزة المختلفة لتسجيلها وحفظها الامر الذي يتطلب من المدارس أن تتأكد من أن طلبتها يتعلمون كفاية اكتساب المعارف الجديدة، وأن تساعدهم في تطوير المرونة المعرفية المطلوبة لمعالجة واستخدام مجموعة واسعة من المعلومات على نحو فعال.
إن علاقة هذه الكفاية (كفاية استخراج المعلومات) كأحد مخرجات التعليم التكاملي ترتبط ارتباطا واضحا بما يعرف بمحو الأمية المتعلقة بالوسائط، ففي الواقع لا يمكن معالجة أي مجال من مجالات التعلم بشكل صحيح وفاعل دون الاستخدام الفعال للمعلومات، فعلى مستوى المدارس، وبالتحديد المدارس الثانوية يمكن للمتعلمون الوصول إلى كمية متزايدة من المعلومات من خلال الوسائط المتعددة، مع الاخذ بعين الاعتبار أن الوصول الى بعض مصادر المعلومات تكون أقل سهولة من غيرها، ومع ذلك، فمن المهم أن يكون الشخص قادرًا على الرجوع إلى هذه المصادر كلما لزم الأمر، فعلى سبيل المثال، تتضمن بعض قواعد البيانات ترميزًا ونظامًا صارمين، الامر الذي يتطلب تعليمات من أجل استخدامها بشكل فعال.
وتأسيسا على ما سبق فإن على المدارس أن تتولى مسؤولية مساعدة المتعلمون على اكتشاف ثروة المعلومات المتوفرة بأشكالها المختلفة، من خلال تنظيم عملية التدريس، ووضع الموارد المادية اللازمة تحت تصرفهم.
يتعامل المتعلمون وبشكل متزايد مع مهام تعلم تتطلب منهم تحديد المعلومات التي تحتاجها، اضافة الى معرفة تحديد مصادرها وصولا الى استخراجها وتنظيمها، ووتوليفها من مجموعة متنوعة من المصادر، حيث أن هذه الأنشطة معا يمكن تعليمها وتعلمها حيث أطلق عليها البعض اسم حل المشكلات المعلوماتية وأكدوا على أهمية تعليمها للمتعلمون في ضوء أن كثيراً من المتعلمون عادة ما يستخدمون خطوات واستراتيجيات سطحية للبحث عن المعلومات، فالهدف المنشود الذي يجب ان ترعاه المدرسة في هذا الاطار يمكن ان يساعد المتعلمون من خلال تطوير هذه الكفاية على تنظيم الأنشطة، والقدرة على توضيح متطلبات المهمة والمعلومات التي تلزمها، والقدرة على الحكم على جودة المصادر التي يمكن الرجوع اليها.
ففي المرحلة الأساسية الأولى عادة ما يتعلم الطبة الادراك للمعلومات التي تساعدهم على فهم العالم من خلال المصادر الموضوعة تحت تصرفهم، ويعملون على توسيع مدى نطاق هذه المصادر لتششمل المصادر الحسية المختلفة، لا سيما الأصوات والصور ويقومون باضافة النصوص المكتوبة الى هذه المصادر، كما ان القراءة تمكنهم الاستفادة من مجموعة واسعة من المعارف، ومقارنة المعلومات من المصادر المختلفة وتعريف عناصرها الأساسية.
أما في المرحلة الأساسية الثانية فيواصل المتعلمون تنويع بحثهم وتوسيع دائرة البحث عن المعلومات من خلال المصادر المكتوبة (الورقية)، والمرئية والسمعية البصرية، والوسائط المتعددة، والخبراء، وقواعد بيانات الكمبيوتر وما إلى ذلك، دون إهمال الملاحظة كوسيلة للحصول على المعرفة، في العلوم والتكنولوجيا على وجه الخصوص، حيث يطور المتعلمون استراتيجيات أكثر فعالية لإدارة مصادر المعلومات المختلفة، ويطورون حكمهم الخاص فيما يتعلق بوفرة المعلومات المتاحة، ويصبحون معتادين على مقارنة المعلومات من مصادر مختلفة بهدف وضعها في منظورها الصحيح، وتحديد أوجه التشابه والاختلاف بينها، والحكم على مدى موثوقيتها، كما أنهم يطورون استراتيجيات تنظيم المعلومات التي سيستخدمونها لاحقا لحل المشكلات، وانجاز المهمات.
أما في المرحلة الثانوية فيستخدم الطبة استراتيجيات البحث التي تمكنهم من تحديد ما هو ضروري لموضوع التعلم وبسرعة أكبر، ويتشجعون لإخضاع معلوماتهم للتحليل النقدي وتنظيمها بطرق منهجية، ويتعلمون استخدام هذه المعرفة المنظمة في سياقات مختلفة في المدرسة أو في عالم العمل. إنها منهجية لمعالجة جميع أنواع المعلومات - المرئية أو السمعية أو الرمزية - واستخدامها بطرق متكاملة، بحيث تدعم الصور والخطابات والرموز بعضها بعضاً.
ان لكفاية استخراج المعلومات واستخدامها مهارات عدة أهمها:
أولاً : مهارة تنظيم المعلومات، وتشمل:
- القدرة على تحديد ووضع استراتيجيات البحث عن المعلومات.
- القدرة على ملاءمة المعلومات التي تم الحصول عليها وتنظيمها.
- البحث عن المعلومات والوعي بالمتاح منها.
- جمع معلومات اضافية وحديثة باستقلالية.
- استخدام العديد من مصادر المعلومات.
- التحقق من المعلومات التي تم الحصول عليها، ودرجة صحتها.
- السعي الى الحصول على المزيد من قواعد البيانات والمعلومات.
ثانياً : مهارة جمع المعلومات، وتشمل:
- اختيار مصادر المعلومات المناسبة.
- تحديد قيمة كل جزئية من المعلومات.
- تقييم صلاحية المعلومات وفقا لمعايير محددة.
- اقامة صلات وروابط بين ما يعرفة الطالب بالفعل، والمعلومات الجديدة.
- التمييز بين المعلومات الأساسية والثانوية.
ثالثاً : مهارة وضع المعلومات موضع الاستخدام، وتشمل:
- الإجابة عن الاستفسارات من خلال المعلومات التي جمعت.
- مقارنة التعلم الجديد مع التعلم السابق.
- استخدام المعلومات في سياقات جديدة.
- احترام حقوق النشر.
تلعب عملية حل المشكلات والتي تعد جانبًا من جوانب النشاط البشري بأكمله، دورًا محوريًا في المدارس الثانوية على وجه الخصوص، ففي الحياة اليومية يوجد العديد من المواقف التي تتطلب استراتيجيات متنوعة لحل المشكلات، وهذه العملية ليست عملية خطية يمكن تقليصها واختزالها وتحديد مسارها في اتجاه ثابت، ورغم ذلك يمكن تحديد اطارها العام حيث على الشخص أن يبدأ بتحديد المشكلة، والتعرف على عناصرها في موقف معين - والذي عادةً ما يكون عن طريق التجربة والخطأ-، واستكشاف الحلول الممكنة، ومن ثم اختبار الفرضيات، وإعادة صياغة المشكلة في ضوء النتائج، حيث يبني المرء حلاً مرضًيا - وهذا لا يعني أنه الحل الوحيد الممكن-.
ان عملية حل المشكلة يمكن أن تتخذ أشكالًا متعددة، وذلك حسب تنوع السياقات المختلفة التي يتم تنفيذها فيها، فحل مشكلة رياضية ليس هو نفسه حل مشكلة تتعلق بالحياة اليومية، ولكن هناك اشياء مشتركة بينهما: فكلاهما يستتبع استكشاف العديد من الاحتمالات، والانفتاح على بدائل جديدة، والاستفادة من مختلف الموارد المتاحة، والتفكير في النهج المستخدم.
ان المنطق النظري المرتبط ارتباطًا وثيقًا بكفاية حل المشكلة يظهر ان هذه الكفاية تستند الى مناهج تكاملية، كما ان التفكير المنطقي يعد مصدرا مثمرا لاستراتيحية حل المشكلات، وشرط اساسي لنقل التعلم من خلال التعامل مع مجموعة متنوعة من المشكلات، فيكتشف المتعلمون امكانية وجود أكثر من طريقة لحل المشكلة، وأن بعض الحلول قد تكون أكثر فعالية من غيرها، وأن السياق والموارد المتاجة غالباً ما تحدد الحلول المناسبة، لذلك من المهم لمعلمي جميع المواد وضع مشكلات معقدة نسبيًا لطلبتهم، والاستفادة من فرص حل المشكلات في مجموعة متنوعة من الأنشطة، بل من المهم أيضا أن يزودوا الطلاب بمشاكل تتوافق مع مستواهم، ومساعدتهم في التعرف على مصادرهم الخاصة، ومنحهم إمكانية الوصول إلى الموارد والمصادر التي يحتاجون إليها، كما ينبغي أن تشجيعهم على المثابرة وتنظيم العمليات العقلية الخاصة بهم، والتسامح معهم عند ارتكاب الأخطاء.
في المرحلة الأساسية الأولى يتعلم الطلاب كيفية تحديد العناصر الأساسية لمشكلة ظرفية بسيطة نسبيًا، كما يمكنهم شرح كيفية تعريف بعض عناصر المشكلة، وسرد الحلول الممكنة وتقييمها، مع مراعاة الموارد المتاحة لهم، كما يمكنهم تبرير خياراتهم، ويتمكنون من بناء علاقات بين الموقف قيد النظر والحالات المماثلة، ويبدأون في تحليل عملياتهم المعرفية.
أما في المرحلة الأساسية الثانية ، يتعامل الطلاب بشكل أكثر تعقيدًا إلى حد ما مع المشكلات، وتحديدها بشكل أكثر دقة وصرامة، كما يحاولون تحديد فعالية العديد من استراتيجيات حل المشكلات قبل اختيار الحل الأنسب في ضوء الموارد المتاحة لهم. حيث يصبح المتعلمون أكثر ادراكا للعلاقات والروابط بين السياقات المختلفة التي تنطوي على حل المشكلات، خاصة السياقات المتعلقة بطبيعة الموضوع، ويكتشفون أهمية التشكيك في وجهات نظرهم، ومقارنتها مع وجهات نظر الآخرين بهدف تعميق تحليلهم وإيجاد حل فعال، فعند إدراكهم لمواردهم الخاصة، يطورون القدرة على إضفاء طابعهم الشخصي على أساليب حل المشكلات وإدارتها بشكل مستقل.
بينما في المرحلة الثانوية يتعامل الطلاب مع المشكلات الأكثر تعقيداً، لأنها لا تكون محددة، ولا تأتي ضمن سياقات ممنهجة، وعليه عادة ما تتصف بالغموض، فهم قادرون على تحديد خصائص الحلول الممكنة، وهيكلها، وإجراءاتها على التوالي، فتجدهم يقومون بتحليل تداعيات كل خيار، وتقييم استراتيجياتهم واستراتيجيات الآخرين من أجل إيجاد أفضل الحلول الممكنة، وتجدهم يعتمدون على مجموعة واسعة من الموارد، ويستخدمون استراتيجياتهم الأكثر فاعلية لحل المشكلات المماثلة، فهم قادرين على النظر بشكل ناقد في عملياتهم، واستخدام التعلم السابق لحل مشاكل جديدة.
إن لكفاية حل المشكلات مهارات عدة أهمها:
أولاً : مهارة تحليل المكونات والظروف الموضوعية للمشكلة، وتشمل:
- تحديد السياق، وتصور العناصر الرئيسية، والروابط فيما بينها.
- التعرف على أوجه التشابه مع المشكلات التي تم حلها سابقًا.
- فهم هيكل وبنية المشكلة المراد حلها.
ثانياً : مهارة اختبار الحلول الممكنة، وتشمل:
- سرد ووصف الحلول الممكنة.
- النظر في مدى ملاءمة كل حل ومتطلباته وعواقبه.
- اختيار حلاً ممكنًا وتطبيقه وتقييم فعاليته.
- اختيار حل آخر واختباره إذا لزم الأمر.
ثالثاً : مهارة اعتماد نهجا مرناً، وتشمل:
- استعراض الخطوات المتخذة.
- استبدال بعضها إذا لزم الأمر.
- تحديد الاستراتيجيات الناجحة، وتحليل الصعوبات التي واجهته.
يلعب التواصل دورًا رئيسيًا في تشكيل علاقاتنا مع الآخرين، في ظل عالم يساهم فيه التنوع لاجتماعي والعرقي والثقافي في تعقيد العلاقات الاجتماعية، حيث يمكن لبعض أشكال التواصل أن تقرب الأفراد والمجتمعات من بعضها البعض، بينما يمكن لأشكال اخرى زيادة المسافة بينهم أو توجيههم ضد بعضهم بعضاً.
ان كفاية التواصل ترتبط بشكل وثيق بالقدرة على تنظيم التفكير، فهي تمكننا من تبادل أفكارنا ومشاعرنا، ومشاركة قيمنا والتعبير عن حدسنا وتصوراتنا، وتبيان نظرتنا إلى العالم، وتأكيد هويتنا الثقافية والاجتماعية الشخصية، فهي بذلك كفاية ترتبط بجميع مجالات التعلم الواسعة، نظرًا لوجود الكثير من القضايا التي لا يمكن فهمها الا من خلال مشاركة المعرفة وتمثلها، والتي تأخذ أشكالا عدة منها: اللغة المنطوقة والمكتوبة، والصوت، والنغمة، والإيماءات، والتقليد، والملابس، والصور والرموز ... إلخ.
إن تحقيق واكتساب هذه الكفاية يستلزم معرفة ومراقبة القواعد والاسس الخاصة بكل طريقة من طرق التواصل والاتصال، ومراعاة العديد من المتغيرات التي ينطوي عليها استخدامها. نظرًا لأن كل موضوع مرتبط في المقام الأول بوسيلة من وسائل التعبير، حيث تعد المدرسة المكان المثالي للمتعلمون لتجربة أشكال الاتصال المختلفة ومنها: الفنية، والموسيقية، والرياضية، وتلك المرتبطة بالكمبيوتر، اضافة الى الإيماءات (حركات الجسد)، والرموز.....إلخ. حيث تتيح المدرسة للمتعلمون فرصًا لاستكشاف موارد كل شكل من هذه الأشكال التواصلية.
في المرحلة الأساسية الأولى يتعلم المتعلمون أن يأخذوا في الحسبان الجوانب المختلفة لحالة التواصل، وأن يكونوا أكثر استجابة لردود الفعل على طريقة التواصل التي يستخدموها، ويعبرون عن أنفسهم بكل سهولة، ويحترمون القواعد والخصائص المحددة لأسلوب التواصل المستخدم، فهم يدركون آثار أنماط التواصل المختلفة، ويأخذون في الاعتبار وجهات نظر الآخرين من أجل تحسين قدرتهم على التواصل
أما في المرحلة الأساسية الثانية فيحسن المتعلمون من إتقانهم لموارد التواصل الشفهي والكتابي، مع الانتباه إلى المفردات والخصائص المحددة للغة المستخدمة في كل مادة من المواد مثل: الرياضيات، والعلوم، والحاسوب، والأدب، والفن، وما إلى ذلك، ويواصلون استكشاف وسائل الاتصال المختلفة: الفنية، والموسيقية، والك المتعلقة بالكمبيوتر، والإيمائية والرمزية، فهم قادرون على تعلم ضبط اتصالاتهم وفقًا لردود الفعل التي يتلقونها. ويعبرون عن أنفسهم باستخدام موارد ووسائل التواصل المختلفة، ويولون اهتماما خاصا لجودة لغتهم المكتوبة والمنطوقة خلال تنفيذ الأنشطة المنهجية واللامنهجية، فهم أيضا قادرون عادة على التواصل بشكل فعال باستخدام لغات أخرى غير لغتهم الام.
وخلال المرحلة الثانوية فيتعلم المتعلمون اختيار طريقة التواصل الأنسب لحالة معينة، ويتعلمون التمييز واحترام قواعد ورموز كل وضع من أوضاع التواصل، واستخدامها لتسهيل العلاقات التعاونية والتنشئة الاجتماعية، حيث يستطيعون توقع ردود أفعال الآخرين، ونقل الرسائل المناسبة لاحتياجاتهم وقدراتهم، فمن المهم هنا أن يتم تشجيعهم على استخدام التحليل والتقييم الذاتي بشكل أكبر لتوسيع ذخيرتهم من الموارد بهدف تحسين الجودة والدقة في التعبير عن أنفسهم.
ان لكفاية التواصل مهارات عدة، أهمها:
أولاً : الألفة مع أنماط التواصل المختلفة، وتشمل:
- معرفة مختلف وسائل الاتصال.
- ملاحظة وإدراك استخداماتها وقواعدها ورموزها.
- استخدام مواردها.
ثانياً : الاستخدام الأمثل لانماط التواصل المختلفة، وتشمل:
- تحليل حالة الاتصال.
- اختيار واحدًا أو أكثر من طرق التواصل المناسبة للسياق والهدف منه.
- تحديد طرق التواصل المناسبة للجمهور المستهدف.
- استخدام واحدة أو أكثر من وسائل التواصل المناسبة للموقف.
ثالثاً : إدارة عملية التواصل، وتشمل:
- الاخذ بعين الاعتبار العوامل التي قد تسهل أو تعيق التواصل.
- تعديل حالة التواصل بحسب الجمهور المستهدف الفعلي أو المتوقع.
- معرفة الاستراتيجيات المستخدمة خلال عملية الاتصال، وتقييم فعاليتها.
لا يقتصر الابداع على مجال الفنون كما يظن البعض، وانما يلعب دورًا مهما في جميع مجالات النشاط البشري، فالابداع يتيح التعامل مع كل ما هو غير متوقع وغامض، ويدفع باتجاه التكيف مع الظروف الجديدة ومواجهة التحديات، فالكثير من المواقف الغامضة تسترعي قدرًا من الإبداع وتستلزم تصوراً للحلول الممكنة، وتخيل سيناريوهات الحل، اضافة الى اتباع طرق جديدة للنظر في المشكلات وطرق عمل الأشياء، وهناك الكثير من المشكلات المرتبطة بالتعلم ومجالاته لا يمكن سبر غورها من خلال الحلول النمطية، ولا يمكن كشف غموضها الا من خلال توظيف التفكير الابداعي.
فالإبداع في الأساس يتشكل من خلال استخدام وتوظيف الموارد والمواد المتاحة والموجودة تحت تصرف الفرد بطريقة جديدة ومبتكرة، حيث أن هذه الموارد والمواد تشمل جميع الأفكار والمفاهيم والاستراتيجيات، اضافة الى الأدوات والتقنيات. ففي حالات كثيرة يحدث الإبداع من خلال استخدام الموارد والمعارف التي لدى الفرد ولكن بطرق مختلفة وغير نمطية، فالابداع ليس بالضرورة أن يرتبط بالمعلومات الجديدة، وانما بالطريقة التي يعالج بها الفرد ما لديه من معلومات ومعارف وخبرات. حيث يستلزم إيجاد طرق جديدة للتعامل مع العقبات، وتحقيق التوازن ما بين الحدس والمنطق، اضافة الى إدارة العواطف التي قد تكون متناقضة في بعض الأحيان.
وعليه ينبغي أن تعزز جميع الأنشطة المدرسية الابداع لدى المتعلمون، وذلك من خلال توفير مواقف تعلم تشجع المتعلمون على استخدام مواردهم الشخصية، وما يملكون من معارف وخبرات، وقيامها بوضع المتعلمون أما مشكلات لها أكثر من حل، وتنطوي على طرق مختلفة للوصول إليه، اضافة الى اختيار المواقف التي تحفز خيال المتعلمون، وتعزيز طرق التفكير المتنوعة والأصلية بدلا من تبني نهجا ونمطا واحدا، فيمكن للمدرسة توجيه حاجات المتعلمون لتأكيد أنفسهم من خلال تقدير وتثمين المبادرة والمجازفة والإبداع لديهم، والسماح لهم باختيار الطريق المختصرة والأقل عناءً، وتوفير سياقًا مرنًا ومفتوحًا يشعر المتعلمون فيه بحرية التعبير عن اختلافهم.
في المرحلة الأساسية الأولى يبدأ المتعلمون بتعلم تنظيم خطوات المشاريع الإبداعية بشكل منهجي، ذلك لأنهم أقل عرضة للتأثر بالآخرين، حيث يظهرون استقلاليتهم في أنشطتهم التي تعكس ابداعاتهم، فمعيقات التفكير التي تنتج عن الانا الاعلى تكون اقل لديهم، فعند استكشافهم للمواقف والخبرات المتنوعة من مصادر الإلهام والتجارب المختلفة يكتسبون مجموعات جديدة من الأفكار والاستراتيجيات والتقنيات تمكنهم من التعرف الى العناصر الأصيلة في أعمالهم.
أما في المرحلة الأساسية الثانية يصبح المتعلمون أكثر وعياً بقدراتهم الشخصية واكتشافها ومن ثم الاستفادة منها في تنفيذ المهام، ويستطيعون تخيل طرق مختلفة للتفكير والقيام بالأشياء، واعتماد وجهات نظر مختلفة، والتعبير عن أفكارهم بطريقة شخصية، فهم قادرون على التعامل مع مجموعة واسعة من الأفكار والمفاهيم والطرق.
بينما في المرحلة الثانوية فيتعلم المتعلمون الاعتماد على مواردهم وخبراتهم الخاصة للتعامل مع المواقف غير المألوفة، وينفتحون على مجموعة واسعة من الخيارات واحاملالات الحلول الممكنة، كما يكونون أكثر ادراكا وتحسسا للاوضاع غير السليمة والتي تتطلب حلا، ويستطيعون اعادة تنظيم عناصر الموقف وخلق علاقات جديدة بينها، حيث يستطيعون ربط الصور والأفكار والانطباعات بطرق أصلية ومبتكرة، ويستخدمون الاستعارة والقياس لانتاج وجهات نظر جديدة ومختلفة؛ فهم قادرون على النظر في المواقف من وجهات نظر مختلفة، ويصيغون وجهات نظرهم الخاصة بناء على مجموعة أوسع من المراجع والمعارف والخبرات.
ان لكفاية التفكير الابداعي مهارات عدة أهمها:
أولاً : الألفة لعناصر الموقف الابداعي، وتشمل:
- معرفة الأهداف والمواضيع والقضايا التي يتألف منها الموقف.
- الانفتاح على طرق مختلفة لإدراك الموقف.
- الاستجابة للاحاسيس والحدس.
- تصور وتوخي سيناريوهات، واجراءات مختلفة.
ثانياً : استكشاف الموقف، وتشمل:
- تقبل المخاطرة والمجهول.
- تقليب الأفكار ومحاججها.
- تحويل العقبات، والتحديات إلى فرص.
- إدراك الحلول الممكنة أو الجزئية.
ثالثاً : تبني نهجاً مرناً، وتشمل:
- تجريب أساليب جديدة.
- الانفتاح على لافكار الجديدة وتقبلها.
- استكشاف استراتيجيات واجراءات جديدة.
- التعبير عن الأفكار بطرق جديدة.
تعد عملية اصدار الاحكام على الاشياء والقضايا من اهم الامور التي قد تؤثر على اجراءات عملها وادائها من قبل الافراد، بمعنى ان تصرفات الآخرين تتاثر بالحكم على ادائهم، حيث أن اصدار الاحكام يكاد يطال جميع اعمال وتصرفات البشر، ويمارسه الناس في شتى المجالات السياسية، والدينية، والأخلاقية، والعلمية، والرياضية، والفكرية، والفنية، والأعمال التجارية، والاستهلاكية...وما إلى ذلك.
ان اصدار الاحكام النقدية وممارسة التفكير النقدي أمر صعب حتى بالنسبة للكبار، ولابد من التأكيد على أهميته في ظل مجتمع تعددي تتعايش فيه الآراء والقيم المتباينة، فهو ينطوي على القدرة على تجاوز القوالب النمطية والتحيز والأحكام المسبقة والافتراضات البدهية، واستبدال الآراء غير المدروسة بالحكم الصائب والمعقول والمستند الى جملة أسباب صحيحة وكافية، والتخلي عن تبني الكثير من المعتقدات المتعلقة بالأشخاص أو الأشياء دون تفكير؛ حيث ان بناء الحكم الصائب والمدروس يتطلب من المرء أن يدرس المسألة والنظر في المعلومات وتقييم درجة دقتها، وهذا الامر يتطلب تحليلًا قويًا مثل: استكشاف ومقارنة وجهات النظر المختلفة، والعثور على الحجج، وتطبيق معايير صارمة للحكم.
وبحلول المرحلة الثانوية يصل الطبة إلى مرحلة تطورية يحرصون فيها بشكل خاص على تأكيد أنفسهم، والمناقشة والتحقق من شرعية قناعاتهم، إنهم قادرون بشكل متزايد على فهم تعقيد بعض المسائل والقضايا، والأخذ بعين الاعتبار وجهات النظر الأخرى وإدراكها، والتمييز بين الأحكام التي تقوم على أساس العاطفة من تلك القائمة على العقل، ورغم ذلك يمكنهم فقط تعلم ممارسة الحكم الناقد إذا شكل معلميهم قدوة ومثل يحتذى في هذا الإطار، وكان لديهم العديد من الفرص للتعبير عن آرائهم ومناقشتها مع الآخرين، ومقارنتها بوجهات نظر مختلفة وتحليل صلاحيتها.
خلاصة القول فان الحكم النقدي ليس ذا معنى حقيقي إلا إذا تم ممارسته بشكل متكرر وباستمرار، وبما أن هذه الكفاية تقوم على أساس المعرفة فلا يمكن حصرها في موضوع واحد، ومن المهم بشكل خاص في المجالات التي تنطوي على اتخاذ مواقف جلية وواضحة؛ مثل الأخلاق والعلوم والتاريخ، أو تقدير الأدب أو الفن، وتحليل المشكلات الرياضية، أو فحص القضايا الإقليمية والاجتماعية والاقتصادية أن يتم دعم هذه الكفاية لتحقيق الأهداف التعليمية لجميع مجالات التعلم الواسعة، لأن معظم القضايا المعاصرة تتطلب قدراً كبيراً من الحكم الناقد.
في المرحلة الأساسية الأولى يتعلم المتعلمون التمييز بين آرائهم وآراء الآخرين، والتعبير عن وجهة نظرهم بوضوح تام، والدفاع عنها وعن التشكيك في حكمهم، كما يتعلمون أن يبقوا ملتزمين بالحقائق وتقييم عواقبها على أنفسهم والآخرين، ويتعلمون التمييز بين الحجج المستندة الى العاطفة وتلك المستندة الى العقل؛ فهم يدركون بعض الآثار المنطقية أو الأخلاقية أو الجمالية للموقف أو القضية، ويعترفون إلى حد كبير بالقيم والمبادئ والحقوق والواجبات التي تستند إليها أحكامهم.
أما في المرحلة الأساسية الثانية فيتعامل المتعلمون مع مواقف أكثر تعقيدًا، وتنطوي على مجموعة متنوعة من القضايا، ويتعلمون ادراك التأثيرات التي قد يتعرضون لها، والتشكيك في آرائهم ومواقفهم، وتحليل القيم الكامنة وراء هذه الاراء، ويطورون رفضاً للأحكام المسبقة والإجابات الاحتمالية، يشعرون بالقلق حول صحة حججهم، ويكون لديهم الاستعداد لإعادة النظر فيها عند الضرورة، إنهم قادرون على وضع معايير لتقييم المواقف المختلفة فيما يتعلق بالموقف، مع مراعاة السياق ووجهات نظر المعنيين، ويعبّرون عن أحكامهم بدقة أكبر ويكونون أكثر قدرة على أخذ جميع العوامل ذات الصلة بعين الاعتبار.
بينما في المرحلة الثانوية يصل الطلاب إلى مرحلة يتمتعون فيها بمزيد من الاستقلالية والمسؤولية، ويمارسون فيها الحكم بتأكيد وثقة متزايدة، حيث ان تطويرهم واختيارهم المبدئي للسير في مهنة معينة يعد مثالا على ذلك، ففي هذه المرحلة يمكنهم مراجعة وشرح مواقفهم بحيث تستند تفسيراتهم وقناعاتهم على تفكير متماسك، فتجدهم يتعلمون قبول الاعتراضات، وإدراك الأطر المرجعية المختلفة ضمن مجموع الزملاء، ويستطيعون تحديد الحجج المتباينة في موقف ما، وقادرون على المخاطرة باتخاذ موقف مع علمهم أنه قد ينطوي على بعض عدم اليقين.
ان لكفاية التحليل والتفكير الناقد مهارات عدة أهمها:
أولاً : تشكيل وجهة نظر وتبنيها، وتشمل:
- تحديد السؤال قيد النظر.
- تقييم القضايا المنطقية أو الأخلاقية أو الجمالية المتضمنة.
- العودة إلى المعطيات، والتحقق من دقتها ووضعها في منظورها الصحيح.
- النظر إلى مختلف الخيارات، والتفكير في وجهات النظر الحالية أو المحتملة.
- بناء الرأي على معايير منطقية أو أخلاقية أو جمالية.
- اعتماد موقفًا وتبنيه.
ثانياً : التعبير عن الرأي، وتشمل:
- التوضيح والتبليغ عن وجهة النظر وموقف.
- الانتباه واليقظة لصياغة الأفكار بأفضل الطرق.
- تبرير الموقف والرأي الشخصي.
ثالثاً : تأهيل الرأي وصيانته، وتشمل:
- مقارنة الرأي بآراء الآخرين.
- اعادة النظر في الموقف أو الرأي.
- تقييم تأثير كل من العقل والعاطفة على الرأي أو الموقف.
- الاعتراف بانحيازه ان وجد.
- تكرار واعادة العملية كلها إذا لزم الأمر.
تعد المدرسة مكان مهم للتنشئة الاجتماعية ذلك لأنها تجمع بين أعداد كبيرة من الطبة من مختلف الأعمار، وللمدارس تفويض للذهاب إلى أبعد من التنشئة الاجتماعية من خلال اتخاذ تدابير مدروسة ومنهجية لضمان تطور الكفايات الاجتماعية القائمة على القيم مثل: تأكيد الذات الذي يحترم الاختلافات، والنظر في مشاعر الآخرين ومراعاتها، والانفتاح على التعددية واللاعنف، فالمدرسة تعد المكان المناسب والمثالي لتعلم العيش المشترك، ولاكساب المتعلمون العمل الجماعي والحوار، والتي تسهم بشكل خاص في المهام التي يتطلب نطاقها التعاون، والتي تساهم في بناء المعرفة من خلال توفير فرص لمقارنة وجهات النظر المختلفة والتفاوض بشأن طرق القيام بالاشياء. حيث يتم تعليم المتعلمون قيمة التعاون من خلال سياق العمل الجماعي، فتعاون المتعلمون يخلق روابط إيجابية، تنطوي على تقاسم المسؤولية لتحقيق الاهداف المشتركة، ووضع قواعد العمل وتنظيمها، مع الالتزام المتبادل بالمضي قدماً في دعم المتعلمون لبعضهم البعض، واحترام الاختلافات واستخدامها بطرق بناءة، وتقاسم الموارد، وإدارة الصراعات، وتوفير الدعم المتبادل، والعمل بشكل تعاوني، حيث يقع على عاتق المدرسة مسؤولية تطوير هذه المهارات والمواقف.
فتدريس مواد معينة كالدراما والرقص والتربية البدنية من الصعب تخيله دون العمل الجماعي، الأمر الذي يتطلب خلق مواقف تعلم تعزز التعاون، ففي المدارس الثانوية يتم تشجيع الطلاب في كثير من الأحيان للقيام بمهام أو مشاريع تعاونية على هامش المنهاج، وضمن نشاطات لامنهجية، وعلى المدرسة أن تظهر للطلاب أن مثل هذه التجارب يمكن أن تكون مفيدة أيضا في أنشطة التعلم الخاصة بالموضوع، كما عليها تشجيع الموظفين أيضاً على تبني نفس روح التعاون التي يسعون إلى غرسها لدى المتعلمون، فأنشطة التعلم متعددة التخصصات (التكاملي) يمكنها تعزيز التعاون بين المعلمين، ليكونوا قدوة يحتذي بهم المتعلمون.
في المرحلة الأساسية الأولى يتعلم الطبة العمل داخل هياكل تتسم ببعض التعقيد، فهم يدركون المهام التي يمكن تنفيذها بسهولة أكبر من خلال العمل الجماعي، ويشاركون في مشاريع جماعية، ويشتركون في فرق الأنشطة ومجموعات لعب الأدوار، ويمكنهم التعبير عن مشاعرهم ووجهات نظرهم بوضوح وقبول مشاعر الآخرين، كما انهم يبدون الاستعداد لمساعدة الآخرين، ويطلبون المساعدة كذلك ويرحبون بها.
أما في المرحلة الأساسية الثانية يقوم الطلاب بمهام محددة ومتعددة التخصصات، يتطلب نطاقها أو تعقيدها التوليف ما بين الموارد، ويطورون حل المشاكلات بشكل جماعي الذي يتضمن مقارنة وجهات النظر، وتنسيق الإجراءات من أجل اختبار الحلول الممكنة، فهم قادرون على تقديم الحجج، وتحديد وجهات نظرهم، واحترام وجهات نظر الآخرين، فتقيمهم للحالات التي تنناسب وعمل الفريق ونوع التعاون المطلوب دقيقة بشكل كبير.
بينما في المرحلة الثانوية يتعلم المتعلمون من خلال العمل الجماعي تحديد نقاط القوة والضعف لديهم، ويتعرفون على مساهمات بعضهم البعض، فهم يدركون بشكل متزايد التكامل بين الأدوار والمسؤوليات، وبالتالي قيامهم بالمناط بهم ضمن الاعمال الجماعية وتحمل مسؤولية ذلك، كما انهم يتعلمون تقدير واحترام مواهب بعضهم البعض، وإيجاد طرق للعمل يبرزوا من خلالها، فهم يدركون قيمة التوافق والحلول الوسطية، والحاجة إلى قبول أن أفكارهم لا تعتمدها المجموعة دائمًا. انهم أصبحوا يدركون تأثير مواقفهم وسلوكياتهم على الحفاظ على مناخ من الاحترام المتبادل وحل النزاعات، ويتعلمون تشجيع الجميع على المشاركة، في حال عدم اظهار بعض الأشخاص مواقف تلقائية تفضي إلى التعاون، ومن أجل توسيع مجال تعاونهم تجدهم يعملون على مشاريع ذات نطاق أوسع، وتتطلب شراكات مع أشخاص أو منظمات من خارج بيئتهم المباشرة.
ان للكفايات الشخصية والاجتماعية مهارات عدة، أهمها:
أولاً : الاسهام في جهود الفريق، وتشمل:
- المشاركة بنشاط في الأنشطة الصفية والمدرسة.
- استثمار الاختلاف بطريفة بناءة لتحقيق هدف مشترك.
- تخطيط وتحمل العمل مع الآخرين.
- القيام بالمهمة وفقا للقواعد التي وافق عليها الفريق.
- التعرف على المهام التي يمكن القيام بها بفاعلية عن طريق العمل الجماعي.
ثانياً : التفاعل بعقل منفتح على الآخرين، وتشمل:
- تقبل الآخرين كما هم، والاعتراف بمصالحهم واحتياجاتهم.
- تبادل وجهات النظر، والاستماع للآخرين.
- احترام وجهات النظر المختلفة.
- تكييف السلوك بحسب أعضاء الفريق، وطبيعة المهمة.
- إدارة الصراع.
ثالثاً : تقييم المشاركة في العمل التعاوني، وتشمل:
- يقيس التحديات والقضايا المرتبطة بالعمل التعاوني.
- الاعتراف بفوائدالعمل التعاوني للفرد نفسه وللآخرين.
- تقييم المشاركة الذاتية، ومشاركة الاقران.
- تحديد التحسينات المطلوبة.
- مقدمة
- تقييم كفايات التعليم التكاملي
- معايير تقييم كل كفاية من كفايات المنهاج التكاملي
- اختبر نفسك
ينبغي مراعاة الكفايات المشتركة بين المناهج الدراسية في العديد من السياقات الخاصة بالموضوع، أو التخصصات وذلك بهدف التأكد من تحققها بصورة جلية، حيث ان المكونات التي سيتم تحقيقها سواء كانت معارف أو اداءات أو اتجاهات سوف تنشأ من خلال هذه السياقات المختلفة، فعلى سبيل المثال فان كفاية استخدام المعلومات يمكن تطبيقها على معلومات علمية أو تاريخية مثل: المشكلات الاجتماعية أو الأخلاقية المرتبطة بالصحة، أو الرياضة الجماعية.
- تتعرف الى طرق واليات وأدوات تقويم كفايات التعليم التكاملي.
- تعدد معايير تقييم كل كفاية من كفايات التعليم التكاملي.
بالاضافة الى قدرة المتعلمون على القيام بكفاية معينة واتقانها يجب عليهم ان يكونوا قادرين على تحديد الكفايات الأكثر فائدة في سياق معين، حيث تعد القدرة على التعرف على الجوانب العامة للمشكلات العلمية المحددة، أو الأخلاقية أو غيرها من المشكلات اليومية شرطًا هاما لمعرفة أي الكفايات التي ينبغي استخدامها وتوظيفها لحلها، اذ لا يمكن ملاحظة هذه القدرة واختبارها إلا في المواقف مفتوحة النهاية، ويمكن هنا تحديد الهدف من قبل المعلم ويترك اختيار الوسائل والطرق للمتعلمون، فغالبًا ما تكون المواقف متعددة التخصصات هي التي توفر إمكانيات مثمرة للغاية.
مما سبق يتضح وبسهولة بان اصدار الحكم، وتقييم مدى تحقق كفايات المناهج التكاملية لدى المتعلمون لا يمكن له أن يتم الا خلال طرق متنوعة لا طريقة واحدة، والتي من أهمها ملاحظة سلوك المتعلمون وتصرفاتهم، وتحليل إنتاجهم في سياقات مختلفة (عبر مناهجية)، كما انه وخلال العام الدراسي لابد وأن يتم تقييم هذه الكفايات لدى المتعلمون الا من خلال التعاون الوثيق بين المتعلمون أنفسهم وجميع العاملين في المدرسة، بحيث يزود الموظفون المتعلمون بالملاحظات والتغذية الراجعة ويساعدونهم على تطوير مهارة التنظيم التي ستمكنهم لاحقا من تقييم أنفسهم والحكم على مدى تقدمهم وانجازهم.
كذلك فان التواصل مع المتعلمون وأولياء أمورهم فيما يتعلق بكفايات المناهج الدراسية التكاملية يكون أكثر فائدة، لان تقييم هذه الكفايات يكون وصفيا ومبينا على درجة مضي الطالب فيها اكثر من هدف مقارنة ادائه باداء الاخرين، كما ان هذا التواصل يهدف قبل كل شيء لتعزيز هذه الكفايات وتطويرها، كذلك فان تقرير (شهادة) نهاية العام الدراسي يجب أن يتضمن تقييماً لتعلم الطلاب في المناهج الدراسية المختلفة، وللقيام بهذا التقييم والحكم على درجة تحقق الكفايات ينبغي على المعلمين العمل معًا، وإشراك الطبة كذلك في هذه العملية (كتابة التقرير)، فيجب أن يكون تقييم كفايات المناهج الدراسية التكاملية وصفيًا بطبيعته، وينبغي توظيفه لدعم التطوير الشامل لدى المتعلمون.
مما سبق يلحظ بأنه عادة ما يتم استخدام أساليب التقويم الأصيل (الحقيقي) في تقويم كفايات التعليم التكاملي، حيث أن عملية التقويم هذه تعد عملية مستمرة، وتشمل مراحل عدة تشخيصياً وتكوينياً وختامياً، كما يمكن أن يشترك فيها أطراف عدة هي:
- المعلم: يجب أن يحدد المعلم قائمة بالمؤشرات المرغوبة لتقييم أداء الطلاب، ولابد أن تكون هذه المؤشرات قابلة للقياس، وتعتمد على طبيعة الكفاية ومكوناتها، وعلى المعلم إشراك المتعلمون في تحديد هذه المؤشرات.
- الطالب نفسه: من خلال وصف الطالب لتقدمه في الكفاية وكتابة تأملاته الذاتية، والمشكلات التي واجهته موضحا طرق تغلبه عليها.
- الاقران: بحيث يبدي المتعلمون رأيهم في أداء زملائهم في نفس المجموعة، أو المجموعات الأخرى، وينقدون اعمال بعضهم نقداً بناءً.
- المعلمين الآخرين: من خلال خبرتهم بالطالب وادائه في الواد الاخرى، وتقييم الجوانب المتعلقة بموادهم ضمن هذه الكفايات التكاملية.
- المدير (الإدارة): الاسهام في تبيان خصائص وسمات القوة والمبادرة لدى الطالب وتعاونه.
- أولياء الأمور: وجهة نظرهم في الكفاية ودرجة تحققها لدى الطالب ومدى نقلها الى مواقف خارج البيئة المدرسية، وتطلعاتهم المستقبلية فيما يخص الطالب.
وهناك الكثير من الأدوات والطرق والاساليب التي يمكن استخدامها في تقويم كفايات المنهاج التكاملي، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما تضمنه الجدول الاتي:
الرقم | التقييم | الوصف | المزايا |
---|---|---|---|
1 | المقابلات الشفوية | يقوم المعلم المعلم بسؤال المتعلمون اسئلة تتعلق بالخلفية الشخصية، والأنشطة، والقراءات، والاهتمامات. |
|
2 | القصة أو اختبار اعادة الرواية | يقوم المتعلمون بإعادة سرد الأفكار الرئيسية، أو تفاصيل النص المختارة من خلال الاستماع أو القراءة. |
|
3 | عينات الكتابة | يقوم المتعلمون بتأليف وكتابة ورقة سردية، أو تفسيرية، أو ورقة مرجعية. |
|
4 | المشاريع/والعروض | يقوم المتعلمون بعمل وانتاج مشاريع في مجال المحتوى، فرديا، او جماعياً. |
|
5 | التجارب والبراهين | اكمال المتعلمون وقيامهم بتجربة، أو ادارة واستخدام إحدى الأدوات. |
|
6 | بناء فقرات استجابة | يجيب المتعلمون كتابياً على أسئلة مفتوحة النهاية |
|
7 | ملاحظات المعلم | يلاحظ المعلم انتباه الطلاب واستجابتهم للمواد والادوات التعليمية، والتفاعلات مع الطلاب الآخرين. |
|
8 | ملف الانجاز | جمع مجموعة مختارة من اعمال المتعلمون لاظهار تقدمهم مع مرور الوقت |
|
للاطلاع على سلم التقدير اللفظي (روبرك) يمكنك زيارة الموقع الاتي: http://qoutech.blogspot.com/2015/07/blog-post_6.html
هناك عدة معايير يمكن الحكم في ضوئها على درجة تمكن المتعلم من كفاية مهارة استخراج المعلومات ومنها:
- فعالية استراتيجيات البحث المستخدمة.
- خصوصية المصادر التي تم الرجوع إليها وانتمائها للمجال.
- جودة التحليل النقدي للمعلومات.
- درجة تماسك وتنظيم المعلومات.
- مجموع ومجمل السياقات التي يتم استخدام المعلومات فيها.
هناك عدة معايير يمكن الحكم في ضوئها على درجة تمكن المتعلم من كفاية مهارة حل المشكلة ومنها:
- درجة الصرامة في استخدام البيانات المقدمة.
- دقة تعريف المشكلة.
- ملاءمة الاستراتيجيات المختارة.
- دقة تقييم الاستراتيجيات المختارة.
- المرونة في متابعة الحلول الممكنة.
- جودة التفكير في العملية.
هناك عدة معايير يمكن الحكم في ضوئها على درجة تمكن المتعلم من كفاية مهارة التواصل ومنها:
- درجة إتقان المفردات، وبناء الجمل والرموز.
- درجة احترام قواعد الاستخدام والاتفاقيات.
- اختيار اللغة المناسبة.
- ملاءمة الرسالة للسياق والجمهور.
- درجة تماسك الرسالة.
- دقة الحكم الصادر بفعالية الاتصال.
هناك عدة معايير يمكن الحكم في ضوئها على درجة تمكن المتعلم من كفاية مهارة الابداع والحلول الإبداعية ومنها:
- تنوع الأفكار والسيناريوهات المتصورة.
- درجة الانفتاح على طرق جديدة لعمل الأشياء.
- درجة التسامح والتعامل مع الغموض.
- أصالة الروابط بين عناصر الموقف.
- المرونة في استخدام الأفكار الجديدة.
هناك عدة معايير يمكن الحكم في ضوئها على درجة تمكن المتعلم من كفاية مهارة التحليل والتفكير الناقد ومنها:
- وضوح صياغة السؤال، والقضايا الأساسية.
- ملاءمة المعايير المستخدمة.
- جودة التعبير عن وجهة نظره.
- القدرة على صقل وصيانة حكمه.
- درجة الانفتاح على التشكيك في الحكم، والطعن فيه.
هناك عدة معايير يمكن الحكم في ضوئها على درجة تمكن المتعلم من الكفايات الشخصية والاجتماعية ومنها:
- درجة المشاركة في عمل الفريق.
- درجة الاحترام للنظام الداخلي.
- درجة الحساسية لاحتياجات وخصائص الآخرين.
- مدى المساهمة في المناقشات الجماعية.
- القدرة على إدارة الصراعات.
- جودة تقييم مساهمته ومساهمة الزملاء.
تم في هذه الوحدة تقديم عرض مفصل لأهم كفايات المنهاج التكاملي، حيث تم تعريف الكفاية وضرورة تحقيق المتعلمون وامتلاكهم لها ذلك لأنها تمثل المتطلبات المستقبلية التي يحتاجها المتعلمون في ميدان العمل، والتي ستفيدهم في الحياة الواقعية والعملية، كما تم تبيان المستلزمات الرئيسة التي يجب توافرها غي كل من المعلم والمدير والمتعلمون والبيئة التعليمية كعوامل مساعدة في تحقيق كفايات المنهاج التكاملي، تم بعد ذلك تقديم عرض لأهم كفايات المنهاج التكاملي وخاصة تلك التي تتوافق وتحقق مهارات القرن الحادي والعشرين وهي: مهارة حيث تم تبيان طبيعة الكفاية واليات تطويرها ومن ثم عرض وتحديد المهارات الفرعية التي تشتمل عليها كل مهارة من هذه المهارات، وذيلت الوحدة بأهم الآليات والطرق والأدوات التي يمكن من خلالها تقييم مهارات التعليم التكاملي، وعرض قوائم بمعايير تقويم كل كفاية من هذه الكفايات.
- Amadio, M. (2013). A rapid assessment of curricula for general education focusing on cross-curricular themes and generic competences or skills. Background paper for EFA Global Monitoring Report, 14.
- Dossey, J., Csapó, B., de Jong, T., Klieme, E., & Vosniadou, S. (2000). Cross-curricular competencies in PISA: Towards a framework for assessing problem-solving skills.