بعد أن تعرفت نشأت فكرة التعليم التكاملي بشكله الحالي، وتمكنت من تحديد مفهومه الواسع ننتقل بك عبر هذه الوحدة للتعرف على اهم المداخل التي يمكن توظيفها لتعزيز التعليم التكاملي وتجسيده على ارض الواقع وذلك بهدف احداث فهم عميق لدى الطلبة، واكتسابهم لخبرات أكثر معنى ترتبط بحياتهم العملية ومشاهداتهم اليومية، حيث سيتم في هذه الوحدة استعراض اهم المداخل التي يمكنها تعزيز فرص التكامل بين المواد والمناهج الدراسية المختلفة وهي: المدخل الرمزي، والهرمي، والتكامل القائم على التقاطعات بين المناهج او التخصصات المختلفة، اضافة الى المدخل القائم على استغلال الفرص والمناسبات والأحداث، ومدخل التكامل القائم على المهارات، والتكامل القائم على المشاريع، وسيتم بعد ذلك عرض بعض التطبيقات التربوية على التعليم التكاملي، ومن ثم الانتقال الى تصميم خرائط المنهاج.
- تتعرف الى مداخل التعليم التكاملي.
- تحدد الخصائص والآليات المتبعة في كل مدخل من مداخل التعليم التكاملي.
- تتجه نحو توظيف مداخل التعليم التكاملي في التدريس.
- تتعرف إلى مفهوم خريطة المنهاج.
- تتعرف إلى مكونات كل عنصر من عناصر خريطة المنهاج.
- تتجه نحو امتلاك كفاية تحليل المنهاج للتعرف الى عناصر خريطة المنهاج.
للتعرف على تفاصيل الوحدة، يمكنك تصفح الموضوعات التالية، مع الانتباه ان التدريبات تمثل جزء لا يتجزأ من المادة العلمية المطلوبة:
- مقدمة
- مداخل التعليم التكاملي
- اختبر نفسك
تتنوع وتتباين المداخل التكاملية لتدريس أكثر من مادة دراسية (موضوع دراسي) معاً، ومعالجة مشكلة أو موضوع أو قضية، ولكل من هذه المداخل والأنماط أهدافها المختلفة، وتعتمد على استراتيجيات تعليمية متباينة، تؤدي لفرص تعلم مختلفة، اذ ان لكل مدخل من هذه المداخل هدف مختلف، وتصنيف مغاير بحسب مجال التركيز على الدمج بين الموضوعات، ويمكن للمعلم أن يختار المناسب منها للتعلم الذي يرغب بدعمه عند طلبته، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر: المدخل الرمزي، والهرمي، والتكامل القائم على التقاطعات بين المناهج أو التخصصات المختلفة، اضافة الى المدخل القائم على استغلال الفرص والمناسبات والأحداث، ومدخل التكامل القائم على المهارات، والتكامل القائم على المشاريع.
- تعدد مداخل التعليم التكاملي.
- تفرق بين كل مدخل وآخر.
- توضح مضامين واجراءات كل مدخل.
- تعطي أمثلة على كل مدخل من هذه المداخل استنادا الى المنهاج الفلسطيني.
تتنوع وتتباين المداخل التكاملية لتدريس أكثر من مادة دراسية واحدة (أو موضوع دراسي واحد) ومعالجة مشكلة أو موضوع أو قضية، ولكل من هذه المداخل والأنماط أهدافها المختلفة، وتعتمد على استراتيجيات تعليمية متباينة، تؤدي لفرص تعلم مختلفة، اذ ان لكل من هذه المداخل هدف مختلف وتصنيف مغاير بحسب مجال التركيز على الدمج بين الموضوعات، ويمكن للمعلم أن يختار المناسب منها للتعلم الذي يرغب بدعمه عند الطلبة ومن أشهر هذه المداخل:
وتعد هذه المداخل عبر مناهجية بالاسم فقط، حيث لا تقيم ارتباطات حقيقية بين الموضوعات أو تطور التعلم في أكثر من موضوع واحد، فربما أغنية تقدم لموضوع تاريخي مثلاً، لكن لا يتم استغلال الأغنية لدعم تعلم الموسيقى او الغناء، فالهدف الوحيد هو جلب مزيد من التركيز على موضوع التاريخ مثلا، وكمثال آخر على هذا المدخل أن يسأل المعلم عن عدد الاشخاص في صورة الدرس في حصة اللغة العربية مثلاً.
ويتحقق ذلك عندما يتم استخدام خبرة ما من موضوع معين لدعم التعلم في موضوع آخر، فهدف التعلم في مجال دراسي محدد كاللغة أو الرياضيات أو العلوم يتم دعمه من خلال إدخال موضوع جانبي من مادة أخرى كالموسيقى أو الفن أو الرقص، ففي حال تم الربط بينهما بأصالة فسيحدث تعلم ملحوظ وقابل للقياس، فالأغاني والهتافات والإيقاعات والانطباعات الصوتية، يمكنها على سبيل المثال أن تخدم تعلم الرياضيات أو اللغة، ولكن يفضل أن يضع المعلم أهدافا جديدة وواضحة لتعلم الموسيقى أيضًا، حتى لو كان الهدف الأصلي هو تعلم المجال الدراسي الأساسي الرياضيات أو اللغة.
بمعنى أنه يمكن للمعلم في هذا المدخل استدعاء خبرات سابقة أو مألوفة من مجال أو مادة أخرى، أو من نفس المجال أو الموضوع أيضا لدعم تعلم خبرة جديدة، ولكن عليه التأكد من أن الطلبة قد مروا بهذه الخبرة سابقًا وألفوها، كما يمكنه استدعاء خبرات من أكثر من موضوع في الوقت نفسه لدعم تعلم موضوع محدد.
يعطي هذا المدخل اهتماما مقسماً لموضوعين دراسيين أو أكثر، حيث يتم جلب مجموعتين أو أكثر من المعارف من مجالين دراسيين (منهاجين) مختلفين، يمكن تعلمهما من خلال خبرة واحدة، والهدف من هذا المدخل هو استخدام خبرة واحدة لتحفيز التعلم في هدفين أو موضوعين منفصلين، وعلى الرغم من أنهما ينبعان من نفس الخبرة، إلا أنه ليس بالضرورة أن كل منهما يدفع للتفكير في الآخر، حيث يبقى التعلم في كلا الموضوعين منفصلا عن الآخر، حيث يخطط المعلم للتقدم في المفردات والمهارات المحددة في موضوعين هما ذا صلة وثيقة بالخبرة، ويسمي الموضوعين المختارين ليجعل الطلاب واعيين بموضوع التعلم الحادث، فاللغة على سبيل المثال غالبا ما تقدم في التعلم عبر المناهجي، حيث يتم توظيف الاستماع والمحادثة في أي تعلم، وعادة ما تكون القراءة والكتابة ضرورية في توسيع نطاق التعلم في الخبرات القائمة على انخراط المتعلم، تحت اسم التكامل القائم على اللغة (التكامل اللغوي)، فاللغة وتعليمها وتحقيق أهداف فيها يمكن مكاملتها مع أي موضوع آخر وبسهولة وتحقيق اهداف في كليهما شريطة التخطيط الواعي للأنشطة والخبرات من قبل المعلم.
ومن أهم صور هذا المدخل:
- البحث عن التقاطعات في المواضيع (الوحدات/الدروس) في منهاج الصف الواحد، والصفوف المختلفة، بهدف التخطيط لأنشطة، وتقديم خبرات تعليمية تعلمية تكاملية تجمع بين هذه الدروس او المواضيع.
- يتم البحث عن مفاهيم تم تناولها في المادة الواحدة في مستويات عدة، وكذلك في مواد أخرى، ومن ثم التخطيط لتدريسها من خلال تصميم أنشطة تحقق الهدف بصورة تكاملية.
- يتم اختيار أحد المفاهيم المركزية التي تهتم بها المناهج المختلفة كمفهوم البيئة، أو الإنسان، ومن ثم يتم البحث عن الوحدات أو الدروس التي تهتم بهذا المفهوم ومكوناته وكل ما يتعلق به، ومن ثم تصميم أنشطة تحقق الاهداف بصورة تكاملية.
- يتم سرد قصة من قبل المعلم وقد تكون من التراث على سبيل المثال، ومن ثم يتم تخطيط فعاليات حولها بحيث ترتبط بعدة مواضيع في المنهاج والمواد المختلفة.
- وهناك حالة متقدمة لهذا المدخل تحمل اسم مدخل التكامل متعدد التخصصات، ويقوم هذا المدخل على دمج موضوعين أو أكثر من مواضيع التعلم المختلفة حيث يكون الاهتمام في هذه الحالة مرتكزا على محتوى المناهج، حيث يتم مزج موضوعين تعليميين معاً أو أكثر لتوليد أفكار أو منتجات أو عروض أصيلة، ففي مثل هذا المدخل تتضافر الموضوعات لتعمق الاستجابة لخبرة مفردة، ولتقييم ناتج التعلم، ففي هذا المدخل عادة ما يعتمد المعلم على "الأداء القائم على الفهم"، حيث يكون التعلم في كلا الموضوعين/المواضيع قائم على العرض، حيث على المعلمين أن يخططوا الوسائل المناسبة لدمج الموضوعين/المواضيع، إضافة إلى توضيح الأهداف من المادتين الدراسيتين، لهذا فإن هذه الحالة هي أكثر تعقيدًا وربما مخاطرة من الحالة السابقة ومن أشهر الامثلة والتطبيقات على هذا المدخل البرنامج التعليمي المعروف باسم (STEM).
- العلوم Science: وتشمل المعارف، والمهارات، وطرق التفكير العلمي والإبداعي، واتخاذ القرار.
- التقنية Technology: تتضمن التطبيقات العلمية والهندسية وعلوم الحاسب.
- الهندسة Engineering: وتتضمن التصميم الهندسي ويشمل عنصرين هما: تقديم قاعدة أساسية من الثقافة التقنية في المرحلة الثانوية، وإعداد الطالب لدراسة التصميم الهندسي في مرحلة ما بعد الثانوية.
- الرياضيات Mathematics: وتتضمن قاعدة أساسية عريضة من أسس الرياضيات وحل المشكلات الرياضية.
عرفت وزارة التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية (STEM) بأنه "البرامج التي يتم من خلالها توفير الدعم لـلعلوم، أو تعزيز العلوم، والتقنية، والهندسة، والرياضيات في المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية ومن خلال المستويات العليا بما في ذلك تعليم الكبار". ويعّرفه لينتس وجي آر (Lantz & Jr, 2009, p.1) بأنه "التعليم المستند إلى المعايير بما يحقق انضباط المعلمين على مستوى المدرسة وبخاصة في تدريس العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، وإتباع منهج متكامل للتعليم والتعلم، حيث يتم تدريس محتوى معين كوحدة دراسية ديناميكية متكاملة". ويعرف أيضا بأنه اختصار لنهج تعليم وتعلم يستند إلى تكامل حقول العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات (Science, Technology, Engineering, Mathematics) بحيث تُدرّس هذه الحقول في صورة وحدة متماسكة، ويتطلب تمكين المعلمين والمتعلمين من فهم الممارسات الهندسية والعلمية، والمفاهيم المتداخلة والأفكار الأساسية لحقول (STEM)، كما يتطلب تجهيز بيئات التعلم في سياق العالم الحقيقي، بحيث يستمتع المشاركون في ورش العمل والمشاريع التعليمية، ويتمكنون من الوصول إلى المعرفة الشاملة والمتعمقة للموضوعات والقضايا العلمية المستهدفة والتي تعكس طبيعة العلم، بعيداً عن المفاهيم النظرية المنعزلة.
كذلك فإن برنامج تعليم (STEM) لا ينطوي فقط على تدريس هذه التخصصات والموضوعات في عزلة، بل إتباع نهج متعدد التخصصات، كما ويقر بالصلة القوية بين تعليم (STEM) والفنون التي تعزز التصميم والإبداع والابتكار، الأمر الذي يتطلب توفير وتهيئة بيئة التعلم بطريقة تساعد المتعلمين على الاستمتاع والانخراط في ورش عمل تكامل بين هذه العلوم، وتمكنهم من تنمية معارفهم ومهاراتهم بما يتيح لهم فهم وإدراك العلوم بطريقة ميسرة وسهلة وبأسلوب تعلم ممتع، بحيث يمتد أثر هذه المهارات ليشمل كل نشاطات المتعلم التعليمية في الحياة، وعبر جميع مراحله التعليمية، ومن خلال التعلم الصفي واللاصفي.
يتمحور هذا المنهج حول محتوى رئيسي يتمثل بالآتي:
ويرى كل من ستيفاني ومارشل (Stephanie, 2008) متطلبات تطبيق تعليم (STEM)، ويشيران إلى ثلاثة محاور رئيسة للتغيير من المنهج التقليدي إلى المنهج متكامل الخبرات تقوم على إحداث التغيير في:
- أولاً: تغيير رؤية تدريس العلوم، والرياضيات ليوائم ما يتم تدريسه داخل الفصول مع ما يحدث في الواقع، وبطرق تعزز الخبرات والتساؤل والتحليل والاكتشاف، تكوين الفروض والتجريب العلمي، وإصدار الحكم المعتمد على الدليل، والتعاون بدلا من التنافس.
- ثانياً: تغيير طريقة تدريس العلوم والرياضيات في المدرسة بحيث يتحول الطلاب إلى الانغماس في المعرفة العلمية، والمهارات، والعادات العقلية، ليقوموا بممارسة العلوم والبحث، والتحري، وحل المشكلات الإبداعية، والتفكير العلمي، من خلال منهج خبرات متكامل يتمركز حول المفاهيم، والاستقصاء المتمركز على حل المشكلات، وتوظيف التقنية، وممارسة النشاطات البحثية، وتوظيف التقويم المستند على الأداء، والواقعي، والمستمر متعدد الأبعاد.
- ثالثاً: تغيير الرؤية، وأهداف التعليم بحيث تسعى إلى تحقيق فهم العلوم، والرياضيات وتطبيقاتهما التكنولوجية من قبل جميع أفراد الشعب، وليس لفئة من الصفوة العلمية فقط.
في المدخل القائم على الفرص فإن الطالب يكون بمثابة القائد، ويكون التخطيط من قبل المعلم في ضوء استجابات الطلبة لخبرة مشتركة، فعادة يتشارك المعلم والطلاب خبرة شخصية قوية، مثل زيارة أو استقبال زائر، أو أي مثير قوي للتعلم، وهنا على المعلم أن يستمع بحرص إلى ردود أفعال الطلاب، ويلاحظ التغير في سلوكهم إزاء هذه الخبرة أو الحدث، وربما يسأل المعلم الطلبة عما يرغبون القيام به لفهم الخبرة أو التعبير عنها بشكل أفضل.
إن الطرق القائمة على استغلال الفرص في التعليم التكاملي تعد امتيازاً للمعلمين الأكثر خبرة لما تحوي من المخاطرة وعدم اليقين، ولكن الهدف من هذه الطرق هو توظيف الفضول والحماس الطبيعيين لدى الطالب لتحفيز التعلم، ويتمثل دور المعلمين بإضافة المزيد من التحدي والمهارات والمعارف للاهتمامات القائمة لدى الطلبة، حيث أن التحديات المضافة أو المهارات الجديدة المتعلمة من شانها أن تسهل انتباه الطلاب واهتمامهم نحو حالة من التدفق المعرفي للخبرات.
تعمل المداخل مزدوجة التركيز على تحقيق نوع من التوازن، حيث يشير الكثير من الباحثين أن بعض الخبرات عبر المناهجية (التكاملية) قد تضحي بالفهم العميق، والتقدم في مفهوم دراسي محدد لتحقيق استمتاع الطلبة، فالتعلم عبر المناهجي يكون فعالاً في تحقيق تقدم الطلاب
حينما يكون وعي المعلم بمعرفة المحتوى بدرجة مرضية، وكذلك عندما يكون الطلبة واعون بنموهم المعرفي وتقدمهم في فهم موضوع التعلم.
تقترح المداخل مزدوجة التركيز أسلوبين في إدارة التعلم بشكل متزامن، أحدهما في موضوع محدد، والآخر عبر مناهجي، حيث يتم التقدم في المواد المنفصلة خلال العام الدراسي، ولكن
يتخلله فرص متعددة لوضع مهارات ومعارف جديدة في محل التنفيذ في سياقات عبر مناهجية.
وفي هذا المدخل على المعلم أن يخطط سلسلة من الخبرات القوية، وأن يستخدم طرق تدريس واسعة الخيال، ومحفزة على الانخراط، لتوسيع المفردات والمهارات والمعارف الدراسية، وكلما
ازدادت قوة المساهمة من كل فرع أو منهاج دراسي بعينه، تزداد قيمة هذا المنهاج في الإعدادات عبر المناهجية، وسرعان ما توضع المهارات والمعارف من كل موضوع دراسي محل التطبيق في العالم
الواقعي وفي سياقات ذات صلة.
ولعل مهارات القرن الحادي والعشرين هي الواجب استهدافها ومساعدة الطلبة على امتلاكها ومن أهم هذه المهارات:
- المسئولية والقدرة على التكيف.
- الإبداع، والانفتاح على وجهات النظر الجديدة.
- التفكير النقدي والمنظومي.
- مهارات المعرفة الخاصة بالمعلومات والوسائط.
- التوجيه الذاتي.
- تحديد المشكلات وصياغتها وحلها.
- المسئولية الاجتماعية.
- مهارات التعامل والتعاون مع الآخرين.
يقوم المعلم بتدريس المعرفة أو المهارة، ومن ثم يعطي للطلاب الفرصة (فرادى أو في مجموعات) لاستخدام معارفهم الجديدة في حل مشكلة، أو ابتكار منتج، أو تقديم عروض، وتنظيم معارض، أو تنفيذ أداء، أو إنشاء تركيب، بحيث يتاح للطلبة اختيار الخبرات التي يرون أنها مهمة، أو تخطيط سلسلة من الأحداث في ضوء اهتمامات الأطفال، ليكون للطلبة دور فيما يتعلمون وكيف يتعلمون أيضا، فالمتعلم هو القائد للتعلم، وهذا ما يعد مدخلا لـــ "التدريس من أجل الفهم" الذي يقوم على تقديم فرص غزيرة للطالب ليضع تعلمه محل الممارسة من خلال مواقف أصيلة، وأن يُدعى لتطبيق المعارف والمهارات الجديدة استجابة لتحديات حقيقية ومشجعة على الانخراط، إن البيداغوجيا الناجحة (فنون التعليم) هي التي تساعد في التأكيد على الظروف الوجودية (التعلم من الممارسة والخبرة الحياتية)، وذات المعنى للتعلم الأعمق.
- مقدمة
- التكامل الرمزي
- التكامل الهرمي
- التكامل متعدد التخصصات
- التكامل القائم على استغلال الفرص
- التكامل مزدوج التركيز
- التكامل القائم على المشاريع
كما سبق وأسلفنا فان المداخل التي يمكن توظيفها لتعزيز التعليم التكاملي كثيرة ومتنوعة، كما تجدر الاشارة الى أن معرفة هذه المداخل من الناحية النظرية لا يكفي ولا يفيد المعلم والمتعلم في شيء، وعليه لابد من تطبيق مضامين هذه المداخل على أرض الواقع، وضرورة امتلاك المعلم لكفايات تطبيقها خلال عمليات التخطيط والتنفيذ والتقويم للتدريس، وذلك بهدف ضمان مخرجات تعليمية ذات جودة عالية.
- توظف مداخل التعليم التكاملي في التدريس.
مثال(1):
في درس اللغة العربية بعنوان "دمية حسنة" حيث ان اهداف الدرس متمحورة على الموضوع وهو اللغة العربية، ولكن يتجه بعض المعلمون الى توجيه سؤال للطلبة عن عدد الاشخاص الذين يظهروا في الصورة، كتوجه نحو تحقيق التكامل مع مادة الرياضيات.

مثال(2):
في أحد دروس مادة لغتنا الجميلة بعنوان حرف الغين تظهر الصورة أدناه، حيث أن أهداف الدرس متمحورة حول تعليم الطلبة حرف الغين رسماً وصوتا، يتجه بعض المعلمون الى الطلب من بعض الطلبة تحديد فيما اذا كان الحيوان الذي يظهر في الصورة اليفا ام غير اليف، وهل هو من اكلات العشب او اللحوم، وكذلك قد يطلبون من الطلبة ذكر عدد الاشخاص الذين يظهرون في الصورة، كتوجه نحو تحقيق التكامل بين هذا الدرس (اللغة العربية)، مع مادتي العلوم والرياضيات.

مثال(1):
في احدى دروس لغتنا الجميلة هناك درس بعنوان (الخباز)، وقامت احدى المعلمات بالبحث عبر اليوتيوب عن أغنية ترتبط ارتباطا كبيرا بالدرس وعرضاها للطلبة وطلبت منهم تحليل مضمونها، ومحاولة غنائها مع الحفاظ على الايقاع.
مثال(2):
في احدى دروس مادة العلوم هناك درس لتعليم الطلبة قراءة الساعة (الوقت)، قام أحد المعلمين بالرجوع الى مادة الرياضيات واستدعى خبرة سابقة اتقنها الطلبة سابقا الا وهي الكسور، واستعان بهذه الخبرة المتوافرة لدى الطلبة في اكسابهم مهارة ومعرفة جديدة الا وهي قراءة الساعة.

مثال(1):
قامت احدى المعلمات بالعودة الى وحدات ودروس المنهاج الفلسطيني في مواد المرحلة الاساسية الأولى، واستطاعت من خلال التحليل وضع مصفوفة تقاطعات بين هذه المواضيع (الدروس) كي تستطيع الربط بينها وتدريسها بمنحى تكاملي.
المادة | اللغة العربية | التربية الإسلامية | التنشئة الوطنية | الرياضيات | الصف الأول |
---|---|---|---|---|
وطني أجمل | أحب وطني | ------ | الهندسة والقياس (نشاط عملي) زراعة نبته في حديقة المدرسة وقياس أطوال هذه النبته في مراحل مختلفة |
|
الفراشة والنحلة | صديقتي الجميلة | الفراشة السعيدة وأصدقائها | الأعداد من (3-11) عدد الفراشات الحمراء وعدد الفراشات الزرقاء من خلال الصورة المعطاة |
|
الماء نبع الحياة | الله الرحيم | أهلاً بفصل الشتاء | وحدات قياس الزمن (في فصل الشتاء الليل أطول من النهار) | |
القرد الطماع | صديقتي الجميلة | نباتات بلادي (الغطاء النباتي في وطني) |
الهندسة والقياس درس وحدات الطول (طول نبته أو زهرة من نباتات وطني الجميل) |
الصف الثاني |
صباح جديد | الله القادر | القمر (دوران الأرض حول القمر) |
الكسور السؤال الأول صفحة 70 |
|
عمر والغلام | الصدق والأمانة | الحيوانات تتغذى وتنمو | جمع عددين دون حمل (ضمن 999) |
مثال(2):
قام أحد المعلمين بالتخطيط لتدريس موضوع في مادة اللغة العربية (الشعر الجاهلي)، مع موضوع آخر في مادة التربية الاسلامية (معركة أحد) وتحقيق أهداف في كليهما من خلال خبرة واحدة، حيث قام بعرض جزء من فيلم الرسالة وتقديمه للطلبة كخبرة تكاملية.
مثال(1):
قامت احدى المعلمات بالاجتهاد ووضع قائمة بالمناسبات التي يمكن ان توظفها لتعزيز التعليم التكاملي والربط بين المواد المختلفة، وكانت القائمة كالاتي:
مثال(2):
قام أحد المعلمين بالاجتهاد ووضع المخطط ادناه لاستغلال يوم الشجرة (عيد الشجرة) لتدريس أكثر من مادة معا في هذه المناسبة وتحقيق أهداف تخدم المواضيع في مواد (مناهج) متعددة، وتدريسها بمنحى تكاملي.
مثال(1):
قامت احدى المعلمات في الشر الثاني من الفصل الأول لإحدى الاعوام الدراسية بالتخطيط لفعالية تقوم خلالها الطالبات بإعادة هيكلة الساحة الخلفية للمدرسة، واخراجها على شكل حديقة فيها عدة نباتات وازهار ومقاعد للطالبات...الخ، ومن خلال التنسيق مع ادارة المدرسة،
وبعض المهندسين المدنيين والزراعيين وغيرهم، وتسهيل عملية اتصال الطالبات بهم كمستشارين استطاعت الطالبات تحويل الساحة الى حديقة جذابة، فيها الكثير من أنواع الزهور والورود والاشجار، وفيها مقاعد للطالبات
بأشكال هندسية مختلفة، اضافة الى شواخص وارمات ارشادية كتبت من قبل الطالبات بخط النسخ، كما تضمنت احدى الواجهات آية قرآنية.
استطاعت المعلمة من خلال النشاط السابق تحقيق اهداف لدى الطالبات ترتبط بعدد من المواد (المناهج) الدراسية، كما تطورت مهارات الطالبات في القدرة على الاتصال والتواصل، والمسؤولية، ومهارة التعامل والتعاون
مع الآخرين.
شاهد عزيزي الطالب الفيديو الاتي المتعلق بتجربة احدى المدارس الفلسطينية لتوظيف المشروع في التعليم التكاملي.
قناة الجزيرة. (2015، ابريل 11). تداول الجنيه الفلسطيني بدل عملة الاحتلال بجنين [ملف فيديو]. تم الاسترجاع من الرابط https://www.youtube.com/watch?v=d4cMwrMcIac
- مقدمة
- مفهوم خريطة المنهاج
- عناصر ومكونات خريطة المنهاج
- اختبر نفسك
لا يمكن للمعلم النجاح في عمله دون امتلاك القدرة على تحليل المنهاج، ومعرفة الاسس التي بني عليها (الفلسفية والمعرفية والاجتماعية والنفسية)، اضافة الى تحديد العلاقات التي تربط عناصره الأربعة (الأهداف والأنشطة والمحتوى والتقويم)، وقدرته على اعادة رسم هذا الادراك على شكل خريطة تكاملية تبرز المنهاج ككتلة واحدة (خريطة المنهاج) كي ينجح في تحقيق أهداف التعلم المرغوب تحقيقها لدى المتعلمين.
- تُعَرف مفهوم خريطة المنهاج بلغتك الخاصة.
- تذكر عناصر(مكونات) خريطة المنهاج.
- تستخلص العلاقة بين خريطة المنهاج والتعليم التكاملي.
تعد خريطة المنهاج أداة بنائية تهدف الى تخطيط وتنظيم وادارة عناصر المنهاج التعليمي وفق منظومة متكاملة ومتسقة، بحيث يتأثر كل عنصر من عناصرها بالعناصر الأخرى ويتكامل معها، وكل ذلك بهدف تحقيق نواتج التعلم المستهدفة والمرغوب بتحقيقها لدى المتعلمين، حيث يمكن للمعلم في حال قيامه بتصميم خريطة لكل منهاج يدرسه تكوين تصور شامل له مما يعينه ويساعده في عملية الاتجاه نحو الربط بين هذه المناهج او المواد المختلفة وتدريسها بطرق تكاملية، وتضم خريطة المنهج جملة من العناصر والمكونات يوضحها الشكل الاتي:
المعايير القياسية | نواتج التعلم | موضوعات المنهاج | طرق واستراتيجيات التدريس | الانشطة التعليمية التعلمية | أساليب التقويم | الادلة والشواهد على تحقق نواتج التعلم |
---|---|---|---|---|---|---|
- المعايير القياسية: وهي صياغات لغوية أو عبارات تشير الى الحد الادنى من الكفايات المطلوب تحقيقها لغرض معين، اذ يعد الحد الادنى بمثابة أقل الكفايات الواجب توافرها لدى المتعلم لضمان تأديته للوظيفة المناطة به، حيث تحدد المعايير القياسية مخرجات التعليم والتعلم المرغوبة بدقة، من خلال تضمنها لما ينبغي أن يعرفه ويقوم به المتعلم من أداءات (سلوكيات)، وهذه المهمة عادة ما تناط بالمعهد الوطني للتأهيل والتدريب التابع لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية.
- نواتج التعلم: وتتمثل بكل ما يتوقع أن يكتسبه المتعلم من معارف نظرية أو مهارات أو اتجاهات وقيم وفقا للمعايير القياسية السابقة، اضافة الى ما خطط المؤسسة التربوية والمعلمين اكسابه للطلبة، ويكون المتعلم قادر على أدائه بعد دراسة موضوع، أو وحدة، أو منهاج، أو برنامج تعليمي معين.
- موضوعات المنهاج: وتتمثل بمحتوى وحدات ودروس المواد الدراسية التي يتحقق من خلالها نواتج التعلم المرغوب بها، أي تحليل محتوى المنهاج للتعرف الى الوحدات الدراسية التي ترتبط بنواتج التعلم المحددة في خريطة المنهاج ومقابلتها بها.
- طرق واستراتيجيات التدريس: وهي الطرق والاستراتيجيات التي يختارها ويوظفها المعلم لتحقيق نواتج التعلم المستهدفة، اذ يمكن من خلال هذه الطرق والاساليب المختلفة تقديم المعرفة للمتعلمين واكسابهم المهارات المناسبة، مع الاخذ بعين الاعتبار ان لكل موضوع طرق واساليب محددة، ويجب ان تكون متمحورة حول المتعلم، وتقوم على نشاطه (التعلم النشط)، ويكون دور المعلم ميسرا وموجها.
- الانشطة التعليمية التعلمية: وهناك نوعان من الانشطة فمنها الصفية واللاصفية، فمن خلال الانشطة المخططة بوعي يمكن اكساب المتعلمين المعارف والمفاهيم والخبرات والسلوكيات والاتجاهات والقيم المرغوب بها، اذ تتضمن خريطة المنهج النشاطات المستخدمة لتحقيق نواتج التعلم المرغوب بتحقيقها، حيث يعرض النشاط موجزا في الخريطة لتوضيح طبيعته واليات تنفيذه.
- أساليب التقويم: وتتمثل بالوسائل والادوات والطرق التي ستستخدم لفحص درجة تحقق الاهداف المرغوب بها، وتحديد نقاط القوة والضعف لدى المتعلمين، اذ لابد من توظيف اساليب وطرق تقويم تتلاءم ونواتج التعلم المقصودة، ومراعاة الموضوع وخصائص المتعلمين.
- الادلة والشواهد على تحقق نواتج التعلم: وتتمثل بمجمل المصادر والادلة المتاحة التي يمكن من خلالها التأكد من مدى تحقق نواتج التعلم، ومنها: سجلات العلامات، واوراق الامتحانات، وملفات الانجاز، والملاحظات المدونة، ودفاتر المتعلمين، وسلالم التقدير اللفظية وغيرها.
تم في هذه الوحدة تقديم عرض مفصل لأهم المداخل التي يمكن من خلالها تعزيز فرص التدريس بطرق تكاملية تركز على الروابط بين محتويات ومواضيع المواد المختلفة، حتى وان كانت المناهج مصممة على أساس منهاج المواد المنفصلة؛ حيث تم الإشارة بداية إلى: المدخل الرمزي، والمدخل الهرمي، والمدخل متعدد التخصصات، ومن ثم المدخل القائم على استغلال الفرص والمناسبات والأحداث، ومدخل التكامل مزدوج التركيز (المهارات)، والمدخل التكاملي القائم على المشاريع، تم بعد ذلك عرض عدة تطبيقات تربوية على كل مدخل من هذه المداخل وربط هذه التطبيقات بالمناهج الفلسطينية ما أمكن ذلك، وبعد ذلك كله تم توضيح خريطة المنهاج، واهم عناصرها بصفتها المدخل المناسب والكفاية الرئيسة لدى المعلم كي يستطيع التخطيط، والتعليم، والتقويم بمنحى تكاملي.
- Barnes, J. (2015). Cross-curricular learning 3-14. Sage. from: https://www.amazon.co.uk/Cross-Curricular-Learning-3-14-Jonathan-Barnes/dp/0857020684