المسؤولية المجتمعية
0%
Close العودة إلى الرئيسية

سنهتم بتعريفك إلى دور القيادة التحويلية في تعزيز المسؤولية المجتمعية للجامعات، فتستعرض مفهوم القيادة من حيث: تعريفها، ونظرياتها، وأهميتها، كما تعرض مفهوم القيادة التحويلية من حيث: تعريفها، وتطور مفهومها تاريخياً، وأبعادها، وخصائص القائد التحويلي، ثم تتعرض إلى علاقة القيادة التحويلية بالتعليم الجامعي، وتختتم بعرضٍ لدور القيادة التحويلية في تعزيز المسؤولية المجتمعية.

مخرجات التعلم
  • تعرّف مفهوم القيادة، وتستخلص أهميتها.
  • توضح مفهوم القيادة التحويلية، وتستعرض تطوره التاريخي.
  • تحدد أبعاد القيادة التحويلية.
  • تتعرف خصائص القائد التحويلي.
  • تستخلص علاقة القيادة التحويلية بالتعليم الجامعي، وتستنتج دور القيادة التحويلية في تعزيز المسؤولية المجتمعية.
الموضوعات

عزيزي الطالب، اضغط على الخريطة الآتية لتتعرف على أهم الموضوعات التي تناولها الوحدة.


للتعرف على تفاصيل الوحدة، يمكنك تصفح الموضوعات التالية:

  • مقدمة
  • القيادة
  • نظريات القيادة
  • أهمية القيادة
  • اختبر نفسك

القيادة من أكثر المصطلحات التي حظيت باهتمام الباحثين والكتّاب والعلماء في العلوم المختلفة، وكلّ متخصص يتناولها من زاويته؛ فقد تناولها الإداريون بما يتلاءم مع إدارة الأعمال، فالنجاح الإداري في نظرهم يتمثل في مقدرة المدير على قيادة المشروع الرابح وحُسن توجيه المرؤوسين فيه. بينما تناول التربويون القيادة التربوية من زاوية أثر القائد، ومدى تأثيره في الأفَراد الذين يقودهم وتوجيهه لهم، أما السياسيون والأمنيون فقد تناولوا القيادة السياسية والأمنية من منظور مدى المقدرة على التغيير الكبير الحادث في الأمة، وصناعة الأحداث المؤثرة في تاريخها.

  • تتعرف على مفهوم القيادة.
  • تتعرف على نظريات القيادة.

تنوعت تعريفات القيادة حسب المحور الذي تمحورت حوله أفكار صاحب التعريف، فمنها ما تمحور حول شخصية القائد، حيث اقتربت في فلسفتها ونظرتها للقائد- نوعاً ما- من نظرية الرجل العظيم، وقد عرّفت وفقاً لهذا المحور بأنها «مقدرة شخص ما على التأثير في الآخرين، بحيث يجعلهم يقبلون قيادته طواعية، ودون إلزام قانوني، وذلك لاعترافهم بدوره في تحقيق أهدافهم، وكونه معبراً عن آمالهم وطموحاتهم، مما يتيح له المقدرة على قيادة أفراد الجماعة بالشكل الذي يراه مناسباً.

  • القيادة مفهوم علمي له تعريف، ومحددات، وارتباطات، وشروط.
  • مفهوم القيادة تمحور حول شخصية القائد، وانطلق منها.
  • امتلاك القائد مقدرة خاصة على التغيير، تجعله يسيطر على شخصيات المرؤوسين.
  • القيادة ملك للقائد وحده، فهو عقل الجماعة، والأتباع هم أدوات يوجهها نحو هدفه دون إبراز لشخصياتهم، وخصائصهم النفسية، وقدراتهم، وتنوع مهاراتهم.

ومن تعريفات القيادة ما تمحور حول مردود عملية القيادة، بمعنى أنها ركزت على مدى تحقيق الأهداف، فقد عرّفت بأنها: تنسيق لجهود الموارد البشرية، وهي توجيه وإرشاد نحو الأهداف والفرص، كما أنها عملية مساندة، ودعم لفرق العمل ذاتية الإدارة. وعرفها القاموس الدولي للتربية بأنها: «عملية إنجاز عمل ما عن طريق التأكد من أن أفراد الجماعة يعملون معاً بطريقة طيبة، وأن كل فرد منهم يؤدي دوره بكفاءة عالية، وقد جمعت التعريفات وفقاً لهذا المحور نتائج عدّة أهمها:

  • القيادة عملية، وليست لحظة عابرة.
  • الهدف الأسمى للقيادة هو إنجاز الأهداف، وتحقيق الأعمال.
  • القائد سيحاسب المرؤوسين فقط على مدى تحقيقهم للأهداف، وإنجازهم للأعمال، دون النظر إلى قناعاتهم، وشخصياتهم، وحاجاتهم المختلفة.

وبتأمل التعريفات السابقة يلاحظ أن هناك فرقاً بين القائد والمدير، فالمدير غاية عمله تتمثل في تنفيذ العمل في أقل وقت، وجهد، وكلفة، ويكتسب قوة التأثير، له من سلطته القانونية الممارسة على المرؤوس بغض النظر عن جانب القناعة أو الفكر، أو بمعنى آخر يستهدف المدير التغيير التحويلي المطلوب حدوثه لدى المرؤوس، فالإدارة معنية بالحاضر، أما القيادة فتعنى بالتغيير والرؤية المستقبلية مستندة إلى التأثير، وقوّة الإقناع، والتفاهم المشترك.

برزت نظريات عدّة للقيادة في محاولة لتفسير أسباب تأثّر الأفراد والجماعات بقيادة شخص ما، وقبولهم لقيادته، وانقيادهم له، وأهم هذه النظريات:

وتدور هذه النظرية حول مفهوم أساس، وهو أن القادة يولدون ولا يصنعون، ويحملون مواهب تؤهلهم للقيادة، وتغفل هذه النظرية دور التعلّم في صناعة القائد.

تقوم هذه النظرية على افتراض مفاده: أن هناك مجموعة من الخصائص والصفات الشخصية، التي تعمل على تفسير القدرات القيادية عند شخص ما، وهذه الصفات تتراوح بين خصائص وصفات جسمية فسيولوجية يندرج في إطارها: الشكل، والحجم، ونبرة الصوت، والوسامة، وهناك صفات أخرى نفسية تتمثل في الحماس، والثقة بالنفس، والقدرة على التفكير والتخيل، والشجاعة وترتبط هذه النظرية ارتباطاً وثيقاً بنظرية الرجل العظيم، من حيث أن القادة يولدون قادة، وأن الصفات القيادية التي يتمتعون بها هي صفات موروثة.

ركزت النظرية السلوكية على ثلاثة اهتمامات:

  • سلوك القائد، وكيفية تأثّره وتأثيره في جماعة العاملين التابعين له.
  • المرؤوسين، دوافعهم وسلوكهم، وتأثيرهم في مدى نجاح القائد وتعامله معهم، وترتب على ذلك وجود عاملين مهمين في تحديد القيادة وهما: الاهتمام بالعمل، والاهتمام بالعاملين.
  • المهمة، وقد حددت هذه النظرية في مجملها أن القيادة تتأتى من تفاعل عدة قوى، هي قوى القائد المتمثلة في ثقته بالمرؤوسين، واتجاهه، وسلوكه، وقوى المرؤوسين وتتمثل في دوافعهم وتوقعاتهم ومواقفهم، وقوة الموقف المتعلقة بسلوك الأفراد وقيم التنظيم...

وفقاً لهذه النظرية لا يوجد نمط قيادي مفضل أو مثالي يصلح للقيادة في كل الأوقات أو الظروف، وأن محك فعالية القائد هو نجاح المؤسسة، ونجاح أفرادها في تحقيق أهدافهم، فالقادة ليسوا جامدين، بل يكيفون أسلوبهم وفق المواقف المختلفة.

جمعت هذه النظرية بين كل من نظرية السمات والنظرية الموقفية، فالقيادة الناجحة في هذه النظرية لا تعتمد على السمات التي يتمتع بها القائد في موقف مهني، لكنها تعتمد على مقدرة القائد على إيجاد التفاعل الإيجابي بينه وبين المرؤوس.

يرى أصحاب هذه النظرية أن العلاقة بين القائد والمرؤوس قائمة على تبادل النفع للحصول على النتائج وحدوث التغيير المنشود، فالمرؤوس يعطي جهده ووقته وراحته، وينجز العمل تحت قيادة شخص، مقابل أن يتلقى من هذا القائد الحوافز والمكافآت التي تدفعه بعد ذلك للبذل أكثر، ورفع مستوى الأداء لديه.
وقد يكون الشيء المتبادل بين القائد والمرؤوس واحداً من الأشياء الآتية:

  • المال: وهو ما يعرف بنموذج القيادة التبادلية المادية.
  • السمعة السياسية: وهو ما يعرف بنموذج القيادة التبادلية السياسية.
  • الاحترام والتقدير: وهو ما يعرف بنموذج القيادة التبادلية التربوية.

وفقاً لهذه النظرية يستطيع القائد تحويل أتباعه وحثهم على الأداء بشكل أفضل مما هو متوقع منهم عادةً.

تناول الباحثون القيادة من عدة مداخل، وذكروا مجموعة من النقاط التي تمثل أهمية مكانة القيادة، وأثرها في سير العملية الإدارية داخل المؤسسة ومنها :

  • أن القيادة حلقة الوصل بين العاملين في المؤسسة، وخططها وتصوراتها المستقبلية.
  • تمثل القيادة البوتقة التي تنصهر بداخلها طاقة المفاهيم، والسياسات، والاستراتيجيات.
  • تقوم القيادة من أجل تحقيق الأهداف المرسومة.
  • تعميم القوى الإيجابية في المؤسسة، وتقليص الجوانب السلبية قدر الإمكان.
  • السيطرة على مشكلات العمل، ورسم الخطط اللازمة لعملها.
  • تنمية الأفراد وتدريبهم ورعايتهم، حيث يمثلون رأس المال والمورد الأعلى في المؤسسة.
  • مواكبة التغيرات المحيطة وتوظيفها لخدمة المؤسسة.
  • رسم سياسات التغيير بما يتضمن ذلك من تطوير مطرد لأنشطة المؤسسة.
  • مقدمة
  • تعريف القيادة التحويلية
  • أبعاد القيادة التحويلية
  • خصائص القائد التحويلي
  • اختبر نفسك

حظيت القيادة التحويلية في العصر الحديث اهتمام كبير لدى الأوساط الرسمية وغير الرسمية، وقد تم تناول هذا الموضوع ضمن إطار المسؤولية المجتمعية، لما له من أهمية مباشرة على واقع تطوير العمل المسؤول مجتمعياً.

  • تتعرف على مفهوم القيادة التحويلية.
  • تحدد ابعاد القيادة التحويلية.
  • تتعرف على خصائص القائد التحويلي.

لم يتفق الباحثون على تعريف محدد للقيادة التحويلية، ويعود السبب في ذلك لاختلاف الفلسفات ووجهات النظر حول القيادة التحويلية، حيث تعدّ من المفاهيم الحديثة في الإدارة، الأمر الذي نتج عنه تعدد التعريفات.

  • فالقيادة التحويلية من وجهة نظر الهواري (2001) تعدّ نمط يعمل على توسيع اهتمامات المرؤوسين وتنشيطها، وتعميق مستوى إدراك هؤلاء المرؤوسين وقبولهم لرؤية الجماعة وأهدافها، مع توسيع مداركهم للنظر إلى ما هو أبعد من اهتماماتهم الذاتية من أجل الصالح العام للمنظمة.

  • ويعرف (رشيد، 2003) القيادة التحويلية بأنها «عملية تسعى إلى حفز التابعين من خلال جعلهم يتطلعون إلى مثل وقيم سامية بدلاً من التركيز على المصالح الذاتية ». والقادة التحويليون هم في المقام الأول وكلاء التغيير، فهم يمتلكون رؤية مقنعة، وصورة متكاملة لما ستكون عليه المنظمة في المستقبل، أو لما ينبغي أن تكون عليه، وهذه الرؤية تقود سلوكهم وقراراتهم، وتمثل إطاراً مرجعياً لنشاطاتهم في المنظمة وعرفها آخرون بأنها « القيادة التي تساعد على إعادة النظر في الرؤية المتصلة بالأفراد ومهماتهم وأدوارهم، وتعمل على تجديد التزامهم، وتسعى لإعادة هيكلية النظم، وبناء القواعد العامة التي تسهم في تحقيق غاياتهم.

  • وقد ظهر مصطلح القيادة التحويلية على يد بيرنز 1976 في كتابه القيادة، ذلك للتمييز بين أولئك القادة الذي يبنون علاقة ذات هدف، وفي الوقت نفسه يمارسون صوراً تحفيزية مع مرؤوسيهم، وأولئك القادة الذين يعتمدون بشكل واسع على عملية تبادل المنافع للحصول على نتائج. ولذلك عرفها بيرنز «بأنها عملية يسعى من خلالها القائد والتابعين له النهوض بمؤازرة كل منهما للآخر، للوصول إلى أعلى مستويات الدافعية والأخلاق» حيث تسعى القيادة التحويلية إلى النهوض بشعور التابعين، وذلك بالاحتكام إلى أفكار وقيم اخلاقية مثل: الحرية، والعدالة، والمساواة، والسلام، والإنسانية.

  • إن المحتوى الجوهري الحقيقي للقيادة التحويلية هو حدوث عملية التحويل والتغيير لدى الأتباع، وتحفيز دوافعهم بحيث يقومون بإعطاء نتاجات أعلى مما هو متوقع منهم، وتعديل السلوكيات الخاطئة، بغرس القناعات التحويلية لدى المخطئين وتفهم مواقفهم المختلفة، من أجل إحداث تغييرات جذرية داخل المؤسسة؛ ليسود فيها مناخ مؤسسي ايجابي. فالقيادة التحويلية اليوم من أكثر النظريات القيادية شهرة لتحويل المنظمات، وهذا النوع من القيادة هو الذي تحتاجه منظمات اليوم ذات التغيير المتسارع، فهي تقوم على إحداث تغييرات جذرية عن طريق إقناع المرؤوسين للنظر الى ما هو أبعد من مصالحهم الذاتية من أجل الصالح العام للمنظمة، وتوسيع اهتماماتهم، وتعميق مستوى إدراكهم وقبولهم لرؤية المنظمة وأهدافها عن طريق التأثير الكاريزماتي، والاهتمام الفردي، والتشجيع الإبداعي.

  • وبناء عليه، تعدّ القيادة التحويلية عملية مستمرة يقوم من خلالها القائد بالتغيير في قيم المرؤوسين ودوافعهم الحالية وتحويلها للصالح العام للمؤسسة، وذلك بصياغة رؤية مستقبلية تدعم وضع المؤسسة المستقبلي، ولذلك يخلط كثير من الباحثين بين القيادة التحويلية وقيادة التغيير، ومن أجل توضيح الفارق المفاهيمي نورد، عزيزي الطالب، الفروق الآتية بين المفهومين:
    • التحويل يغلب عليه المعنى الإقناعي، وله علاقة بالتغيير الزمني ونضج الرؤية، بينما التغيير عبارة عن استبدال شيء بشيء آخر.
    • التحويل لا يقصد به أي مردود مالي أو مادي إلا ما يترتب على التغيير الحادث بتحويل القناعات، فهو ناتج طبيعي ثابت المقدار، يرتبط بمدى تعمق الفكرة والقناعة بها.
    • التحويل لا مقاومة له، بينما التغيير له أعداء، وهم الذين تتضرر مصالحهم بصورة مباشرة من جرائه.
    • أثر التحويل أعمق؛ لأنه تغيير من الداخل، وفي المقابل قد يكون التغيير شكلياً في بعض الأحيان، مثل: تغيير وجوه دون تغيير المضمون.
    • لا يتطلب التحويل أن ينطلق من واقع غير مرغوب فيه، بل يحدث بشكل ممارسة وسلوك قيادي دائم الحدوث والتكرار في السلوك القيادي للقائد التحويلي، لكن التغيير لا بد أن في حالة تصل فيها الأمور إلى أسوأ درجاتها بحيث لا يكون الحل في هذه الحالة إلا التغيير.

عزيزي الطالب: اضغط على إشارة (+) لتتعرف على أبعاد القيادة التحويلية، واضغط عليها مرة أخرى لإغلاقها.

  • More

    الاثارة الفكرية Intellectual Simulation

    وهي مقدرة القائد التحويلي على زيادة وعي الأتباع فكرياً؛ ليمتلكوا الأفكار الإبداعية التي تجعلهم يثيرون تساؤلات من شأنها إعادة التشكيل الفكري لفهم مشكلات العمل، أي قراءة مشكلات العمل وفهمها بطريقة جديدة.

    Close
  • More

    الاعتبارات الفردية Individualized Consideration

    وتعني اهتمام القائد الشخصي بمرؤوسيه والاستجابة لهم، وتوزيع المهام عليهم على أساس حاجاتهم وقدراتهم، والعمل على تدريبهم؛ وإرشادهم؛ لتحقيق مزيد من النمو والتطور.

    Close
  • More

    التحفيز الإلهامي Inspirational Motivation

    وهو مقدرة القائد على إيصال توقعات الأداء العالية إلى الآخرين، واستخدام الرموز، لتركيز الجهود والتعبير عن الأهداف المهمة بطرق بسيطة؛ أي إنجاز أشياء كثيرة عن طريق |زيادة الجهد المبذول.

    Close
  • More

    التأثير المثالي (الكاريزما) Idealized Influence

    وهو مقدرة القائد على إظهار مواهب غير عادية، واللجوء إلى المخاطرة، بحيث يخلق في التابعين الإخلاص والتفاني والإحساس بالهدف المشترك. فالتأثير المثالي إذن عبارة عن مقدرة القائد على ربط العاملين معه بأهداف سامية واقعية قابلة للتطبيق، ومُثُل عليا، تجعله يوجه سلوكهم لمصلحة العمل، ويتفانون في أداء العمل بدافع داخلي، ورغبة في جودة الإنتاج أو المخرج، لا رهبة من عقوبة تؤخذ بحقهم، ولا تعسفاً في استخدام السلطة من طرف القائد عليهم، حيث يقدم القائد احتياجات العاملين معه على احتياجاته الشخصية، ولا يستخدم سلطته إلا عند الحاجة إليها. ويحظى القائد وفقاً لهذا البعد بدرجة عالية من الاحترام والثقة من تابعيه، وتهتم هذه الشخصية بصفة أساسية بتطوير رؤية جديدة تعد نموذجاً للمثل والسلوكيات المشتركة.

    Close

تتطلب القيادة التحويلية من القائد القدرة على المبادرة بالتغيير وتحدي الوضع الراهن، وإدراك الفرص المتاحة أمام المؤسسة والعمل على اقتناصها، إلى جانب القدرة على تحمل المخاطر المصاحبة للتغيير، وضمان مشاركة جميع أعضاء المؤسسة في عملية التغيير المرجوة.

ولكي يستطيع القائد التحويلي إدارة التغيير وتحويل منظمته نحو الأفضل فإنه ينبغي أن يتسم بعدد من الخصائص، (العمري، 2004) منها:

  • القائد التحويلي هو شخص قادر على خلق رؤية المنظمة ورسالتها، وإيصال هذه الرؤية بطريقة تستثير وتدفع المرؤوسين لاعتناقها.
  • يرى القائد التحويلي أن المبرر من وجوده هو نقل الناس نقلة حضارية، فهو يتمتع بثقة ذاتية عالية، ويتمتع بوعي خال من الصراعات الداخلية.
  • للقائد التحويلي حضور واضح، ونشاط بدني متفاعل، حيث يشارك الناس مشاكلهم، ويقدم لهم الحلول المناسبة.
  • يستطيع القائد التحويلي التعامل مع الغموض والمواقف المعقدة.
  • يسعى القائد التحويلي إلى الوصول بمرؤوسيه إلى تحقيق إنتاجية عالية تفوق الأهداف المخطط لها وتفوق ما هو متوقع منهم، وما هو متوقع من المنظمة.
  • القائد التحويلي عنصر تغيير، ومحب للمخاطر المحسوبة، ولا يحب الاستقرار الذي لا يؤدي الى التطوير.
  • مقدمة
  • أهمية القيادة التحويلية
  • القيادة التحويلية في مؤسسات التعليم العالي
  • صفات الطالب في الجامعات التحويلية
  • اختبر نفسك

القيادة التحويلية من أكثر ما عنيت به الأوساط الإدارية حديثاً، لما لها من أثر فعّال على أداء العاملين وتحقيق الأهداف بكفاءة وفاعلية. فقد اهتم العديد من الباحثين بموضوع القيادة التحويلية في المجال التربوي والتعليمي عموماً، وقاموا برسم الطرق للسير وفق معطياتها، وتفعيل جودتها وسيادتها في المؤسسات التعليمية، حيث ذكر لثوود ان أساليب القيادة التحويلية في مجال الإدارة التعليمية ملائمة للتحديات التي تواجه المؤسسات التعليمية حاضراً ومستقبلاً، وأكد على أن القيادة التحويلية تعد من أفضل الأساليب الإدارية التي ترتقي بالعاملين وشمولهم في سلم الاحتياجات البشرية والمتطلبات الذاتية والاجتماعية والمؤسساتية، مما جعل هذا الفن الإداري مطلباً ملحاً في ضوء التحديات العالمية التي تنعكس على مجال التعليم الجامعي؛ لأن هذا النمط من القيادة يتفاعل من خلاله مقومات عدّة محفزّة نحو الأداء النوعي على المستوى المؤسسي.

  • تتعرف على علاقة القيادة التحويلية بالتعليم الجامعي.

يؤكد توماس سيرجيوفاني أهمية القيادة التحويلية وإمكانية تطبيقها في المؤسسات التعليمية، وذلك لاعتبارات عدة يمكن إجمالها فيما يأتي:

  • أنها قيادة فنية تتضمن أساليب إدارية على درجة عالية من الأهمية.
  • الحاجة إلى إعداد الطاقات الفردية والاجتماعية، من أجل نشر المعرفة الناتجة عن الخبرة بالعمل في المؤسسة التعليمية.
  • الحاجة إلى القيادة الرمزية، مع التركيز على الأهداف والسلوكيات المهمة.
  • الحاجة إلى القيادة الثقافية وتعزيزها، مما يسمح للمنظمة التعليمية بتطوير شخصية متفردة وتنميتها.
  • الحاجة إلى القيادة الإنسانية التي تحترم الطاقات والمشاعر الشخصية للعاملين.
  • أن الأبعاد الفنية والتربوية والإنسانية، هي التي تساعد المؤسسة التعليمية على أن تتحول إلى مؤسسة أكثر فاعلية، أما الأبعاد الرمزية والثقافية فهي التي تساعدها على التميّز.

تعمل القيادة التحويلية في مؤسسات التعليم العالي على:

  • تحسين عناصر الجودة للجامعة في النمو: المعرفي، والثقافي، والحضاري، والتقدم التكنولوجي لدى الطلبة.
  • إقامة جسور التواصل بين الجامعة والمؤسسات التعليمية والاجتماعية.
  • إعداد الطالب إعداداً جيداً، بحيث يكون قادراً على تحديات الحاضر ومشكلاته، ومواجهة المستقبل.
  • مساعدة الطلبة على التكيف مع التغيير واتجاهاته على المستوى المحلي، والإقليمي، والعالمي.
  • بناء عقلية ناقدة تسهم بشكل إِيجابي في مواجهة مشكلات المستقبل.
  • توفير مناخ تربوي سليم يسود الجامعة، ويحفز الطلبة على الابتكار والإبداع.
  • الارتقاء بالمستوى المهني للعاملين في الجامعة، ورفع مستوى الأداء.
  • تنمية عنصر الرقابة الداخلية.
  • تعزيز القيم وغرسها لدى الأَتباع.
  • تقدير الاحتياجات والاعتبارات.

ينبغي على القيادة الجامعية الاهتمام الكبير والمستمر بالنشاطات الطالبية اللامنهجية ممثلة في النشاطات الرياضية، والفنية، والثقافية، والعالمية، والعلمية، والترفيهية، وغيرها من النشاطات والتي تعمل على بناء شخصية الطالب المتكاملة، وتبرز من خلالها مواهب الطلبة في مختلف المجالات. وتعمل القيادة التحويلية على تشجيع هذه الأنشطة والمشاركة فيها، ورعايتها بصورة مباشرة، وتوفير الدعم المادي والمعنوي لها، وتكريم القائمين على إعدادها وتنظيمها، وتشجيع المتميزين منهم لكفاءتهم، ويكسب الطالب في الجامعات التحويلية مجموعة من الصفات نجملها بما يلي:

  • يمتلك النفس والهمة والتفاؤل بالمستقبل القادم، ويؤهل نفسه لهذا المستقبل فهو ايجابي.
  • يتقبل دائماً كل جديد بعقل متسع واستعداد متميز، ويبدو حريصاً على ما ينفعه، فهو متحفز.
  • تولد الجامعة في داخله استعداداً دائماً للتعلم المستمر والتطوير الدائم، والسبق العلمي التخصصي، فهو متفوق.
  • يكون سلوكه غير محكوم بوجود المدرس أو الإدارة، و يتولد في داخله رقابة ذاتية تقود سلوكه، فيمتلك بذلك القيم الداخلية التي عناها باس ي إضافته على مفهوم القيادة التحويلية، فهو صاحب قيم.
  • مثقف الفكر، واقعي الفهم؛ فالمناخ الجامعي يوفر للطالب جواً مناسباً يبحث فيه عن المعلومة، ويحقق له التواصل الإيجابي مع أركان الجامعة جميعاً بكل حرية.
  • اجتماعي بطبعه؛ فالعلاقة الإنسانية السائدة في المناخ الجامعي التحويلي تولد في نفس الطلبة أسلوباً ناضجاً في التعاملات الاجتماعية الراقية، فيحرص على تكوين شبكة العلاقات الإنسانية مع الجميع.
  • مقدمة
  • عناصر المسؤولية المجتمعية
  • اختبر نفسك

القيادة بمفهومها الحديث تمثل نشاطاً اجتماعياً هادفاً يدرك فيه القائد أنه عضو في جماعة، يرى مصالحها، ويهتم بأمورها، ويقدر أفرادها، ويسعى لتحقيق مصالحهم، عن طريق التفكير والتعاون في رسم الخطط، وتوزيع المسؤوليات حسب الكفايات والاستعدادات البشرية، والإمكانيات المادية المتاحة، فالقيادة تسعى لمساعدة الأفراد على حلّ مشكلاتهم، وإجابة مطالبهم، وتلبية احتياجاتهم على أسس سليمة، وتعمل على تهيئة الفرص للنمو والتقدم، وتحقيق أهداف المجتمع، عن طريق المشاركة الإيجابية، والتخطيط السليم، والتغيير الدقيق، والتقويم الشامل.

  • تتعرف على دور القيادة التحويلية في تعزيز المسؤولية المجتمعية.

للقائد التحويلي أهمية في تنمية المسؤولية المجتمعية من خلال حرصه على المحافظة على تماسك الجماعة واستمرارها، ووصولها إلى غاياتها وأهدافها، وحرصه على أن تكون تقوم به، وفي تقويمه هو شخصياً، وأن يكون التواصل بينه وبين أعضاء الجماعة مفتوحاً ومستمراً، وبين الأعضاء بعضهم مع بعض، وكذلك يحرص على تحقيق العدل بين أعضاء الجماعة، والقائد الذي يؤمن هذه الخصائص في الجماعة أنما يؤدي إلى نمو المسؤولية المجتمعية لدى أعضائها.

عزيزي الطالب: اضغط على إشارة (+) لتتعرف على عناصر المسؤولية المجتمعية التي يجب توافرها لدى القائد، واضغط عليها مرة أخرى لإغلاقها.

  • More

    الفهم

    أي فهم الجماعة، والأهمية الاجتماعية من خلال سلوكه وتأثيره في الجماعة.

    Close
  • More

    الاهتمام

    أي الانفعال مع الجماعة، أو الاتصال بها والتوحد معها، وتقبلها.

    Close
  • More

    المشاركة

    أي تقبل الأدوار الاجتماعية، والتنفيذ الفاعل الإيجابي، والتقييم الموضوعي، مشبعة لحاجات أعضائها، معترفة بحقهم في المشاركة في صياغة أهدافها، وفي تقويم كل نشاط.

    Close

وعلى الصعيد الجامعي فإن القيادة الجامعية التحويلية مسئولة تجاه المجتمع، حيث ينبغي على القائد أن يحل المشاكل التي تواجه المجتمع المحلي، تلك المشاكل التي تتولد من خلال علاقة الجامعة بالمجتمع، و ينبغي على الجامعة أن تحاول اتخاذ القرارات فيما يتعلق بمجالات المشاكل بتنوعها مثل: التلوث، والماء، والأرض، والضوضاء، وشكاوى المجتمع، لذا يجب على القيادة الجامعية التحويلية (قيادة المستقبل) أن تتصدى لمثل هذه المشاكل قبل أن تتصاعد.

القيادة ظاهرة اجتماعية ذات جذور عميقة تتصل بطبيعة الانسان وتراثه الثقافي ومشاركته لمن حوله في مجتمعه وقد جاءت هذه الوحدة لتعرفك بمفهوم القيادة من حيث: تعريفها وأهم النظريات المتعلقة بها، وأهميتها، ثم انتقلت الوحدة لتوضيح مفهوم القيادة التحويلية .وبينت الفروق التي تميزها عن الأنواع الأخرى من القيادة مثل قيادة التغيير، ووضحت التطور التاريخي لهذا المفهوم، وشرحت أبعاد القيادة التحويلية، واهم الخصائص والسمات التي يحوز عليها القائد التحويلي. كما تناولت علاقة القيادة التحويلية بالتعليم الجامعي واختتمت بتوضيح دور القياد التحويلية في تعزيز المسؤولية المجتمعية.

  • جامعة القدس المفتوحة.(2010). مقرر المسؤولية المجتمعية. جامعة القدس المفتوحة: عمان، الأردن.
جامعة القدس المفتوحة
مركز التعليم المفتوح - OLC
تابعونا
الدعم والمساندة