ناقشت الوحدة الخامسة المجتمع العربي الفسطيني، وأثر الهجرة الصهيونية عليه، ومدى ارتباطه بالأرض الفلسطينية وأثر النكبة عليه في كافة مجالات حياته، كما تحدثت عن التراث الفلسطيني وأقسام هذا التراث ومراكز الحفاظ عليه في فلسطين، ومحاولة الحركة الصهيونية السيطرة على هذا التراث الفلسطيني وتهوديه وتصويره للعالم بأنه تراث يهودي.
- توضح ديناميكية المجتمع العربي الفلسطيني المعاصر من منظور مجتمعي.
- تربط بين المواضيع المتصلة ببعضها وهي: التاريخ والمجتمع والجعرافيا.
- تبين البناء الاجتماعي للمجتمع العربي الفلسطيني، وقيمته الاجتماعية، والبنى والمؤسسات الاجتماعية.
- توضح تفرد المجتمع الفلسطيني ببعض الخصائص.
- تتبين أثر البعد الاستيطاني على بنية المجتمع الفلسطيني والشخصية الفلسطينية.
- تقترح خطة عملية لمواجهة الاستيطان وإيقافه.
للتعرف على تفاصيل الوحدة، يمكنك تصفح الموضوعات التالية:
- مقدمة
- المجتمع الفلسطيني
- الهجرة اليهودية والصناعة
- احتكار اليهود للصناعات
- تخلف الصناعات العربية
- الأرض
- اختبر نفسك
كان المجتمع الفلسطيني يتعرض لكارثة كبيرة مع نهاية الحرب العالمية الأولى فهو قد ابتلي بالاستعمار الانجليزي ، والحركة الصهيونية التي تحاول اقتلاعه من جذوره وإضفاء شرعية على وجودها في فلسطين.
- تعرّف المجتمع الفلسطيني.
- تلم ببعض الملاحظات حول حياة هذا المجتمع.
- تناقش أسباب بقاء الصناعة العربية متخلفة تحت الاحتلال البريطاني.
- تقترح خطة لمواجهة النشاطات الاستيطانية.
يُعرّفْ بعض الباحثين المجتمع بأنه عبارة عن (مجموعة من الأفراد تقطن بقعة جغرافية محدّدة من الناحية السياسية ومعترف بها دولياً، ولها مجموعة من العادات والتقاليد والمقاييس والقيم والأحكام الاجتماعية والأهداف المشتركة المتبادلة التي أساسها الدين واللغة والتاريخ) .
-
More
أولاً: اكتمال عروبة فلسطين منذ القرن الأول الهجري كاستمرار للتراث الكنعاني، وقد انتمى لهذه العروبة شعب فلسطين بمسلميه ومسيحييه ويهوده، وعاش الجميع في تسامح وتآخٍ في معظم الأحيان.
Close -
More
ثانياً: ساهم شعب فلسطين بمختلف طوائفه في بناء ركب الحضارة العربية الإسلامية مع بقية شعوب الأمة العربية والإسلامية الأخرى .
-
More
ثالثاً: استقبلت فلسطين أعداداً من اليهود هرباً من الاضطهاد الأوروبي (الغربي)، فآوتهم وأحسنت إليهم
أولاً: اكتمال عروبة فلسطين منذ القرن الأول الهجري كاستمرار للتراث الكنعاني، وقد انتمى لهذه العروبة شعب فلسطين بمسلميه ومسيحييه ويهوده، وعاش الجميع في تسامح وتآخٍ في معظم الأحيان.
ثانياً: ساهم شعب فلسطين بمختلف طوائفه في بناء ركب الحضارة العربية الإسلامية مع بقية شعوب الأمة العربية والإسلامية الأخرى .
ثالثاً: استقبلت فلسطين أعداداً من اليهود هرباً من الاضطهاد الأوروبي (الغربي)، فآوتهم وأحسنت إليهم
في فترة الانتداب البريطاني شجعت الهجرة اليهودية وتدفق رؤوس الأموال والعمال الصناعيين المهرة، يضاف إلى ذلك النشاط الصهيوني للسيطرة على الاقتصاد المحلي أدّى إلى تطّور صناعي سريع في الفترة اللاحقة للحرب العالمية الأولى. وعلى الرغم من الصراع للسيطرة على السوق المحلي، كانت معظم الصناعات في تلك الفترة تتركز بيد العرب في مدن القدس ويافا وحيفا.
ومع تدفق رؤوس الأموال اليهودية، بدأت الصناعات اليهودية في الازدهار حتى إنها تفوّقت على الصناعات العربية، وذلك بسبب:
- الهجرة اليهودية إلى فلسطين وخاصة أصحاب الحرف والمهارات.
- تشجيع بريطانيا لها.
وهذا التطّور لم يأت نتيجة طبيعية لتغيّر الاحتياجات المحلية لسكان البلاد، وإنما كان بتخطيط من الاحتلال البريطاني الصهيوني كمدخل لاحتكار الدخل القومي للبلاد، وخلقِ حالة من الفقر لأهل البلاد الأصليين كمرحلة أولى من أجل قيام الدولة الصهيونية.
وكانت عملية شراء الأراضي الفلسطينية وطرد العمال الزراعيين منها، وكذلك احتكار الصناعات البسيطة والدعوة إلى عدم تشغيل العمال العرب في المصانع اليهودية، أساليب ناجحة بالنسبة للصهاينة، إذ استطاعوا إدخال عدد كبير من الصناعات المتطورة نسبياً واحتكارها، ومنافسة الصناعة العربية التي كانت بسيطة وحرفية وغير مدعومة من أية جهة، مما أدى إلى تخلّفها مقارنة مع صناعات الاحتلال.
ومن الأسباب التي أسهمت في بقاء الصناعات العربية متخلّفة:
- عدم تدفق الأموال الأجنبية للاستثمار في الصناعة العربية.
- أنّ أصحاب المصانع العربية كانوا من أوساط التجار، بينما كان أصحاب المصانع اليهودية من الصناعيين الذين جلبوا معهم المال والتجهيزات والخبرة الفنية من أوروبا.
- أنّ المؤسسات الصهيونية أقامت بدعم من سلطات الانتداب البريطاني مؤسسات تمويل وتأهيل مهني بغرض النهوض بالصناعة اليهودية.
- أنّ غالبية اليهود كانت تعيش في المدن، لذلك ازداد الطلب عندهم على المنتجات الصناعية أكثر مما كان عند السكان العرب الذين عاش .معظمهم في القرى.
مع نهاية القرن فإن التصاعد السريع في أسعار الأرض، وازدياد الطلب عليها نتيجة للهجرة اليهودية، قد أعطى للملاّك الكبار حافزاً أكثر لإقصاء الفلاحين أو لبيع الأرض دون اعتبار لحقوق الرعي التقليدية للبدو، أو لحقيقة أن أجيالاً من الفلاحين كانت قد حرثتها بوصفها ملكاً لها.
وفي عام 1914م ارتفعت كمية الأرض التي يملكها الصندوق القومي اليهودي ومؤسسات صهيونية أخرى في فلسطين إلى ما مجموعه 420.700 دونم و 38.000 هكتار بالمقارنة مع 25.000 دونم عام 1882م، وارتفع عدد المستعمرات اليهودية إلى 47 بالمقارنة مع 5 فقط كانت في فلسطين قبل 30 سنة من ذلك.
ونتيجة لهذا أصبح الإخلاء شائعاً في المقاطعات الساحلية وفي أجزاء من الجليل.
خاصة وإن بيع عائلة سرسق اللبنانية لأرضها في سهل مرج ابن عامر فقط قد أدى إلى إقصاء حوالي 8000 فلاح وخسارة 22 قرية، وفي حين أن بعض الفلاحين باعوا للمهاجرين، فإن الغالبية العظمى من البيع خاصة بعد سنة 1900م قد مثلت أعمال شراء من قبل الصهاينة من أولئك الملاّك العرب الذين يعيشون في خارج فلسطين، أو في داخلها.
لتحقيق مخرجات التعلم المطلوبة أرجو الإجابة عن أسئلة الموضوع قبل الانتقال إلى الموضوع التالي:
- مقدمة
- عزل الضفة الغربية
- اللاجئين
- الشتات الفلسطيني
- توزيع الفلسطينيون في الشتات
- نشوء طبقات اجتماعية جديدة
- اختبر نفسك
حاولت الصهيونية من خلال الاحتلال والنكبة اقتلاع الشعب الفلسطيني من جذوره ، ولكن هذا الشعب عبر مكوناته وصموده بقي على هذه الأرض واستمر في الحياه كطائر الفنيق الذي يخرج حيا من بين الرماد.
- تتفهم معاناة الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات.
- تثمن دور الشعب الفلسطيني في الحفاظ على هويته في وجه الاحتلال.
- تناقش موضوع المخيمات الفلسطينية وتوزيعها.
كان (80% تقريباً) من الشعب الفلسطيني حتى عام 1948م يعيشون حياة ريفية، وهذا يعني أن الأسرة الفلسطينية كانت تعتمد في بقائها على الأرض وحرف الزراعة المختلطة بالرعاية والتمركز الأسري حول الأرض.
وكانت إحدى النتائج الرئيسة لحرب عام 1948م أن جزءاً بكامله من المرتفعات الريفية في وسط فلسطين (الضفة الغربية) أصبح معزولاً عن الأراضي القابلة للزراعة، وعن أسواق الساحل وعن المراكز المدنية الكبرى، وأصبح سكان هذه المرتفعات محاصرين براً.
وألحقت هذه الأراضي إلى الأردن“ الضفة العربية“ ومصر ” قطاع غزة“ عام 1948م وأدت الهجرات القسرية التي فرضها الاحتلال على سكان الأراضي في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى الحد من نشاطات الفلاحين الزراعية.
نتيجة لحرب 1948م ثم حرب 1967م (إلى حدّ ما)، فإن اثنين من أصل خمسة أشخاص في الأراضي المحتلة هم من اللاجئين أو المنحدرين منهم. وما يزال أقل من نصف اللاجئين تقريباً يعيش في المخيمّات.
وكان لنكبة 1948م تأثيرات درامية في التركيب السكاني للضفة الغربية.
واليوم هناك واحد من كلّ أربعة اشخاص في الضفة الغربية هو لاجئ تابع للأونروا، ويعيش أكثر من اثنين من كل ثلاثة لاجئين خارج المخيمات، وتكاد نسبة اللاجئين في القدس العربية توازي تقريباً نسبتهم في الأراضي المحتلة.
لقد خلقت نكبة عام 1948م آثارها في كل النواحي، وأحالت الحياة الاجتماعية إلى نار مشتعلة اكتوت بلهيبها كلّ أسرة، ففي عام 1948م أطلق لفظ مخيم على التجمعات الفلسطينية الطارئة الناجمة عن الشتات القسري الذي تعرض له الفلسطينيون عام 1948م وبعد حرب عام 1967م.
والشتات الفلسطيني هو : الحالة المكانية والزمانية والاجتماعية الاقتصادية والثقافية الناشئة عن تهجير مليون فلسطيني من المدن والقرى والتجمعات البدوية؛ ومنعهم من الرجوع بالقوة أيضاً إلى بيوتهم وقراهم ومدنهم نتيجة لإحلال المستوطنين اليهود المهاجرين محلهم.
ومن أهم المعايير التي يتوزع الفلسطينيون على أساسها في الشتات المعيار الجغرافي أو المكان الذي توجهت إليه المجموعة السكانية، وقد حَكَمتّهُ ضرورة القرب والبعد:
- فأهل الجنوب مثلاً توجهوا قسراً إلى أقصى جنوب فلسطين (غزة) ومن ثم إلى مصر.
- أهل الوسط الشرقي توجهوا إلى الضفة الغربية ثم عبر النهر إلى الأردن.
- توجه أهل الوسط الشمالي إلى سوريا وأهل الشمال إلى لبنان.
وقد تشكلت علاقات ناشئة بين مجموعات اللاجئين والسكان المقيمين. اتسمت بالتوتر أحياناً، وكان لتجربة الشتات آثار لا تخفى على البناء الاجتماعي الفلسطيني .
إذا كانت الهجرة والاقتلاع قد أثرت في البناء الاجتماعي للمجتمع الفلسطيني بإلغائه أو تحطيمه، فإن ذلك قد أكسب الفلسطينيين مهارات وأدواراً جديدة، وعدّل الأدوار التقليدية، وأطلع على ثقافات عربية ومحلية ودولية جديدة، فأغنت تجربتهم، الأمر الذي أثرى البناء الاجتماعي الفلسطيني وأغناه.
وقد تأثر البناء الاجتماعي الفلسطيني بهذه التجارب حيث انقلب سلم المراكز والأدوار التي صدر عنها، ونشأت طبقات وجماعات جديدة مثل جماعات المثقفين وأصحاب رؤوس الأموال، وهبطت مراكز العائلات المالكة سابقاً للأرض، كما أن القمع قد ساوى بين الأسر والجماعات الفلسطينية وزاد الترابط بينها وبرزت إثر ذلك قيادات جديدة وشابة.
لتحقيق مخرجات التعلم المطلوبة أرجو الإجابة عن أسئلة الموضوع قبل الانتقال إلى الموضوع التالي:
- مقدمة
- قرار رقم 194
- دور الجمعيات الخيرية
- التعليم
- التراث
- اختبر نفسك
تعرض الفلسطينيون عام 1948 م إلى شتات قسري لم يحدث مثله في التاريخ المعاصر، فلم يجر اقتلاع شعب من ارضه ووطنه بالقوة ليحل محله شعب آخر ويسرق كل شيء حتى تاريخه .
- تتعرف إلى دور الجمعيات الخيرية في المجتمع الفلسطيني.
- تناقش مسألة التعليم في المجتمع الفلسطيني.
- تكتب تقريراً عن تهويد التراث الفلسطيني.
- تلم بأهداف وأعمال بعض مؤسسات إحياء التراث الفلسطيني.
أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 194 (الدورة الثالثة) في 11/12/1948 الذي تقرر فيه "وجوب السماح بالعودة، في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وكذلك عن كل فقدان أو خسارة أو ضرر للممتلكات بحيث يعود الشيء إلى أصله وفقاً لمبادئ القانون الدولي والعدالة، بحيث يعوّض عن ذلك الفقدان أو الخسارة أو الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسؤولة".
أولاً: دور الجمعيات الخيرية
لقد خلقت نكبة عام 1948م آثارها في كل النواحي، وأحالت الحياة الاجتماعية إلى نار مشتعلة اكتوت بلهيبها كلّ أسرة، ولكن الجمعيات الخيْريّة استطاعت أن تغامر فتحمل المشعل الذي أضاء الطريق:
أدركت الجمعيات الخيرية أهمية توفير الخدمات الصحية للمواطنين في بيوتهم، وفي العيادات والمستشفيات التي يمكنها أن تتفاعل معها، لا سيّما أنّ معاناة الشعب في هذا المجال كانت شديدة.
حاولت الجمعيات الخيرية أن تخفف ما يمكنها من المصاعب والعقبات، فأولت اهتمامها لكل مراحل التعليم من دور الحضانة إلى التعليم نصف الجامعي، بما في ذلك التعليم المهني، وسعت لفتح قاعات الدرس أمام من اشتدت عليهم قسوة الأحداث والظروف، فأمدتهم بما يمكّنهم من أن يواصلوا طريق العلم.
ولم تترك الجمعيات الخيرية أولئك الذين فاتهم قطار التعليم في صغرهم: فافتتحت لهم مراكز لمحو الأمية في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وقطاع غزة وزاد اتحاد الجمعيات الخيرية على ما تقوم به مراكزه، فشجع أولئك الذين يهبّون للمشاركة في محو الأمية.
ثانياً : التعليم
في مجال التعليم واجه الشعب الفلسطيني مصاعب جمة ومرهقة، فقد تحملت الدول المضيفة للاجئين المساعدة في تعليم أبناء الشعب الفلسطيني، كل دولة حسب المناهج الصادرة عنها. وتحملت وكالة الغوث التعليم الاساسي في المخيمات بما يوازي ثلث أبناء النكبة. كما أن الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات حمل على ظهره تراجيديا النكبة التي خلقت له تحديات استطاع أن يتحداها وأن يصبح سباقاً في ميدان التعليم، وأن يساهم في خلق النهضة العلمية والتعليمية في كافة الأقطار العربية. والجامعات الفلسطينية بشكل عام كانت منارات أنارت الطريق للعلم والعلماء في كافة أنحاء الوطن والشتات، وتتحمل جامعة القدس المفتوحة أكبر مسؤولية للتعلم والتعلم الجامعي في فلسطين في الوطن.
-
More
المعلمين وأساتذة الجامعات
كما قامت السلطات الإسرائيلية بإبعاد المدرسين وأساتذة الجامعات، كما فعلت عام 1988م، بموجب وثيقة الالتزام التي فرضت السلطات العسكرية على الأساتذة التوقيع عليها بموجب الأمر العسكري رقم 854 لعام 1980م، وهي تطالبهم تحديداً بعدم مؤازرة ودعم منظمة التحرير الفلسطينية، وإلا فإنهم يجب أن يغادروا البلاد، بالرغم من دفاع الأساتذة عن أنفسهم بأنهم أكاديميون، وهذه الوثيقة تقحمهم في أمور لا تتعلق باختصاصاتهم وعملهم.
Close -
More
الطلبة
انعكست سياسة الاحتلال هذه على الطلبة الذين كثيراً ما عانوا تحت الاحتلال من القلق والاضطراب والتمرد الذي ينجم عن غياب الهوية السياسية وغياب الدولة، كما يعاني هؤلاء الطلبة من مشكلات الاقتلاع المستمرة والتغريب والاغتراب، وذلك ضمن استراتيجية إسرائيلية قوامها سياسة احتواء اقتصادي واستيطان استعماري، بالإضافة إلى سياسة التذبذب الفكري والإعلامي، كما يتعرض الطلبة لكثير من المضايقات مثل إلقاء القبض عليهم في بيوتهم، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن هؤلاء الطلبة يخضعون لعمليات تحقيق وإبعاد مفاجئة والسجن لمدة طويلة دون محاكمة.
ثالثاً التراث
يشكل التراث الفلسطيني خاصة وثقافته عامة، هدفاً رئيساً لمحاولات الطمس والايذاء والتعتيم والمسح.
وتتخذ هذه الممارسات مسارين أو طريقين متوازيين:
الأول: التهويد، أو إضفاء الصبغة الإسرائيلية على هذا التراث.
والثاني: إلغاء وإضعاف ومحو فلسطينية هذا التراث وعروبته.
وكل ذلك لهدفين متزامنين:
الأول: خَلْقُ صِلَةٍ ما بين اليهود والأرض وكسب الاعتراف العالمي بهذه الصلة.
والثاني: إضعاف الصلة بين الشعب الفلسطيني وبين أرضه، بل بترها كلياً وقطعها. وتقوم بهذه الممارسات هيئات كثيرة ومتعددة، من وزارات ومكاتب حكومية رسمية أو شبه رسمية، إلى مؤسسات وجهات شعبية وعلمية واجتماعية من كل صنف ولون، ومن الأمثلة على ممارسات الاحتلال :
-
More
المجال المادي :
- هدم وتدمير مئات القرى الفلسطينية في عام 1948م وعام 1967م وتشريد أهلها، ومسح كل أثر لها وإقامة المستوطنات اليهودية على أراضي القرى العربية المدمّرة.
- بعث الأسماء التوراتية لإطلاقها على الأماكن والمواقع المختلفة، وإعطاء أسماء عبرية جديدة لطمس كل ما يذكر بعروبة فلسطين، فمرج ابن عامر صار مرج يزراعيل، وسهل عكا - سهل زفولون، ونهر العوجا أصبح اليركون ونهر المقطع أصبح الكيشون.
- الاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية كالحريق الذي شب في المسجد الأقصى عام 1969م وحوادث السطو المتكررة على كنيسة القيامة.
- تلاشت الأزياء الشعبية من البيئات الفلسطينية وأخذت في الاختفاء، وأصبح التطريز (إسرائيلياً) والحناء والكحل زينة إسرائيلية.
-
More
مجال التراث الفكري:
حاولت السلطات الإسرائيلية منع تدريس تاريخ فلسطين العربية، بينما يدرس تاريخ فلسطين (اليهودي) بإسهاب وتفصيل وتركيز وتشديد، ولا تكاد تخلو جامعة عبرية من قسم يخصص لدراسات (أرض إسرائيل) وتدرس الجامعات (أرض اسرائيل) لطلابها مشددة على (حق آبائهم وأجدادهم المطلق) في هذا التراب ، كما أنها تدعم الأبحاث في هذا المجال وترعاها وتنشرها، وتوفر البعثات الاستكشافية وتنظم الرحلات لتقدم لطلابها فلسطين كأرض يهودية.
-
More
مجال التراث الفني:
لم يسلم التراث الفني كذلك من محاولات الطمس والمسح والتعتيم، فقد استغلت الموسيقى الفلسطينية خاصة والعربية الشرقية عامة (لتطعم) بها الموسيقى العبرية… فالألحان والأغاني أصبحت وكأنها عبرية، والدبكات والرقصات الفلسطينية تفرعت وتفرقت وتشتتت، فصارت عربية وبدوية وشمالية وجنوبية، واستغل مصممون يهود كثيراً من حركاتها وخطواتها لتقديمها في الخارج كفن إسرائيلي .
ورغم كل هذه الممارسات، فقد ظهرت في فلسطين العديد من مراكز الأبحاث والتراث والجمعيات الاجتماعية التي سعت إلى إحياء التراث الفلسطيني، والمحافظة عليه إبّان الاحتلال الإسرائيلي.
من مراكز إحياء التراث الثقافي المنتشرة في فلسطين لجنة الأبحاث الاجتماعية والتراث الشعبي الفلسطيني: تكونت عام 1972م كفرع يتبع جمعية إنعاش الأسرة في مدينة البيرة، وقد عملت منذ ذلك العام على تكوين مكتبة تشمل كل ما كتب عن الفولكلور الفلسطيني وتبويبه.
لتحقيق مخرجات التعلم المطلوبة أرجو الإجابة عن أسئلة الموضوع قبل الانتقال إلى الموضوع التالي:
إن الأخطار العامة التي تهدد التراث الثقافي، وخصوصاً في فلسطين جاءت نتيجة مرور هذا البلد بظروف قاسية واحتلال استيطاني عمل على تدمير ممتلكاته الثقافية، ويخطو خطوات واسعة نحو إزالة الهوية الأصلية التي امتاز بها هذا البلد على مر العصور.
لقد أثر الاحتلال الإسرائيلي الذي وقع على فلسطين، على واقع المدن والقرى الفلسطينية بشكل كبير، وأدى إلى تشريد ومعاناة الكثيرين من أبناء الشعب الفلسطيني، ولم يحترم الاحتلال ما ورد في اتفاقية لاهاي لحماية التراث الثقافي، ولا أية اتفاقية أخرى خاصة بحماية التراث الثقافي وقت الحرب.
- جامعة القدس المفتوحة.(2005). مقرر فلسطين والقضية الفلسطينية/(0205). جامعة القدس المفتوحة: عمان، الأردن.