مغارة شقبة (الحضارة النطوفية )

أي مرحلة الانتقال من الجمع إلى الإنتاج وأشهر حضاراتها حضارة الكبارا التي وجدت في خربة العاشق على الساحل الشرقي لبحيرة طبرية، والحضارة النطوفية التي تعتبر بمثابة الخطوة الأولى للجماعات الزراعية في بلاد الشرق الأدنى القديم، ولذلك سمي بالعصر الحجري الوسيط، واكتشفت بقايا الحضارة النطوفية في كهف شقبة في وادي الناطوف بالقرب من القدس.

“تل السلطان ” أريحا

جاءت فيه البيوت مستديرة الشكل مبنية من اللبن على أساسات حجرية، كما ظهرت في هذه المرحلة بوادر لتدجين الحيوانات وزراعة بذور النباتات.
و أصبحت البيوت تبنى بشكل منظم وتوصل الإنسان لتدجين الحيوانات وتميزت الأدوات الصوانية بالشفرات الدقيقة والطويلة ورؤوس السهام الناتئة.
وتميزت هذه الفترة بظهور أنواع متعددة من الأواني الفخارية إضافة إلى الادوات الصوانية وأعتمد الإنسان الفلسطيني على الزراعة وتربية الحيوانات وصيد الأسماك، وأخذ الإنسان يبني منازل لنفسه منتظمة الشكل.
ويمكن العثور على بقايا العصر الحجري الحديث في تل الفارعة قرب نابلس وأريحا، وتل العجول قرب غزة.

أدوات تعود لزمن الحضارة الغسولية

وجدت قرى هذا العصر في مناطق الساحل الفلسطيني والنقب وغور الأردن ومن أشهرها الحضارة الغسولية نسبة إلى تليلات الغسول شمال شرق البحر الميت.
اعتمدت هذه الحضارة على الاقتصاد الزراعي والرعي وربما الاستغلال الجزئي للنحاس بالإضافة إلى التجارة مع المواقع المجاورة. وكان أهم منجزات هذه الفترة هو التواصل لمعرفة الكتابة وبداية تدوين التاريخ. ويجزم العلماء أن ساكني فلسطين خلال الألف الرابع قبل الميلاد وما بعده كانوا من الكنعانيين الذين هاجروا من شبه الجزيرة العربية.

السورالمنزلق في شكيم ” بلاطة“

مع بداية هذا العصر عادت المدن الكنعانية لتنشط وتأخذ مكانها من جديد في فلسطين وظهرت أنماط عمرانية وأنواع فخار جديدة ، وتميز هذه الحقبة بعلاقات تجارية وسياسية واسعة مع مختلف بلدان الشرق الادنى القديم ، كما تمثل هذه المرحلة بدايات التغلغل المصري في فلسطين. وتميزت هذه الفترة بوجود المدن المحصنة بجدران منزلقة وخنادق كانت تملأ في الماء لإعاقة المهاجمين ، كما حدث تطور في نوعية المرفقات الجنائزية التي كانت توضع مع المتوفي.

رسائل تل العمارنة

تتصف هذه المرحلة بالسيطرة المصرية شبه التامة على أجزاء من بلاد الشام، ومنها فلسطين ويظهر ذلك من رسائل تل العمارنة. التي تعود إلى النصف الاول من القرن الرابع عشر ق.م وتكمن أهمية هذه الرسائل بأنها تعكس الأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية في منطقة بلاد الشام فهذه الرسائل بالأصل من ملوك دويلات المدن الكنعانية إلى فرعون مصر الذين يخضعون لولائه.

بعد انتصار الإسكندر المقدوني على الملك الفارسي دارا الثالث في معركة ايسوس عام 333 ق.م أصبحت فلسطين تحت الحكم اليوناني ، لكن بعد وفاة الإسكندر المفاجئة انقسمت الامبراطورية إلى دولتين : البطالمة في مصر والسلوقيين في بلاد الشام، واستمر الصراع بينهما على فلسطين. فلسطين أصابها الضرر في الحروب إلا انها لم تتأثر بشكل مباشر وكان يسودها نوع من الاستقرار النسبي باستثناء حروب السلوقين مع المكابيين والذي انتهت بقيام الأسرة الحشمونية.

في عام 65 ق.م تمكن القائد الروماني بومبي من القضاء على السلوقيين ودخول بلاد الشام ومن ثم فلسطين ودخل القدس عام 63 ق.م ووضع تنظيماً ادارياً جديداً.
وفي سنة 57ق.م تولى غابيوس ولاية سوريا وقسم فلسطين الى خمسة أقضية هي:
1. قضاء بيت المقدس ؛ ويتبعه جبال القدس والخليل وادوم.
2. قضاء اريحا ، وكان يضم السفوح الشرقية لجبال القدس وعقربة.
3. قضاء جازر ؛ وكان يضم السفوح الغربية لمنطقة القدس - رام الله.
4. قضاء صفورس ( صفورية ) وكان يشمل الجليل الشرقي.
5. قضاء أماتوس ( عماتا ) ؛ وهو بيريا سابقاً ( أكثر الى الشرق من نهر الاردن ).
حكم هيردوس فلسطين ( 37 – 4 ق.م ) ، وكان بناءً من الدرجة الأولى فبنى ميناء كبير وسماه قيصرية نسبة الى اغسطس قيصر وهي قيسارية الحالية ثم بنى مدينة السامرة وسمى سبسطية بإسم الامبرطور ثم مدينة رأس العين تخليدا لذكر ابية وغيرها من المدن كما بنى المسارح وملاعب الرياضة في مختلف المدن الفلسطينية.

بدأت هذه الفترة باعتراف الملك قسطنطين الأكبر في الديانة المسيحية ديناً رسمياً للدولة الرومانية وبنى عاصمته الجديدة القسطنطينية وقامت والدته هيلانه بزيارة للقدس وأمرت ببناء كنيسة القيامة في القدس وكنيسة المهد في بيت لحم وكنيسة البشارة في الناصرة. خلال سنة 610 م – 622 م قام الفرس بعدة هجمات على الإمبراطورية البيزنطية واستطاعوا بمساعدة اليهود من احتلال القدس عام 614 م وإشعال النار في عدد من الكنائس ولكن هرقل تمكن من هزيمة الفرس والوصول إلى عاصمتهم المدائن سنة 627م وحاصرها وعقد الصلح معهم لكن لم يدم الامر طويلاً لهرقل فهزم امام جيوش المسلمين الذين فتحوا فلسطين.

وكانت فلسطين أيام الدولة البيزنطية تقسم إلى الأقسام الأتية:
• فلسطين الأولى التي شملت وسط فلسطين وعاصمتها مدينة قيسارية.
• فلسطين الثانية التي شملت شمال فلسطين وعاصمتها مدينة بيسان.
• فلسطين الثالثة التي شملت جنوب فلسطين وعاصمتها مدينة بتراء.