تناقش هذه الوحدة الفتح العثماني للمدينة عام 1516م والتشكيلات الإدارية للمدينة والنشاط العمراني كالسرايا بالإضافة إلى الحمامات والتكايا التي بقيت معالمها حتى يومنا هذا.
- تتحدث عن أعمال العثمانيين في القدس الشريف.
- مناقشة دور العثمانيين في الحفاظ على القدس.
- مناقشة أهمية دور سور القدس في الحفاظ على طابع المدينة الحضاري.
- تعداد مختلف المؤسسات الدينية والاجتماعية والاقتصادية في القدس خلال العصر العثماني.
عزيزي الطالب، اضغط على الخريطة الآتية لتتعرف على أهم الموضوعات التي تناولها الوحدة.
للتعرف أكثر على تفاصيل الوحدة، يمكنك تصفح الموضوعات التالية:
- مقدمة
- الفتح العثماني
- التقسيمات الإدارية
- المجلس البلدي
- الفرق العسكرية
- اختبر نفسك
بعد أن استقر للدولة العثمانية أمرها شرعت في تقسيم بلاد الشام إلى ولايات، متعددة وتم تقسيم كل ولاية إلى مقاطعات.
- تتحدث عن الجهاز الإداري في القدس وأقسامه وصلاحياته.
- تناقش دور الجهاز الإداري في المحافظة على القدس.
الفتح العثماني للقدس 1516م:
تمكنت الـدولة العثمانية من السيطرة على بـلاد الشام، إثر معـركة مـرج دابق922هـ/1516م، وبعد أن وصل السلطان سليم الأول دمشق أرسل عشرة آلاف جندي لفتح القدس، ودخولها في العام ذاته، ثَمَّ نُصِّب أول حاكم لإمارة القدس من العثمانيين وهو إسكندر بن أرنوس ، بعد ذلك زارها السلطان قبل أن يتوجه لفتح مصر حيث دخلها دون قتال.
أعمال السلطان سليم بعد دخول القدس:
- عند وصوله إلى مشارف القدس خرج أهل القدس من الأعيان والعلماء والوجهاء لاستقباله والترحيب به وسلموه مفاتيح المسجد الأقصى الشريف وقبة الصخرة، ثم سجد السلطان شاكرا لله تعالى على هذه النعمة.
- بدأ بزيارة الأماكن المقدسة ثم اطلع على شؤونها وأمر ولاته بتنظيم أحوالها.
- قام بإكرام أهلها والتودد إليهم ومنحهم الأعطيات والهدايا المجزية.
السلطان سليم الأول في طريقه للقدس
التقسيمات الإدارية للقدس:
بعد أن استقر للدولة العثمانية أمر القدس شرعت في تقسيم بلاد الشام إلى ثلاث ولايات، هي: ولاية حلب وولاية ودمشق وولاية طرابلس، وتم تقسيم كل ولاية إلى مقاطعات، عرفت بالسناجق(السنجَق) أو الألوية(اللواء)، وكانت القدس لواءً من بين أحد عشر لواءً كانت تابعة لولاية دمشق الشام، وأصبح لكل لواء إدارته الخاصة به، كما قسم كل سَنجَق إلى عدد من النواحي، وكل ناحية تضم مجموعة من القرى، وكانت القرية أصغر الوحدات الإدارية، وقد ضمَّ لواء القدس في بداية الحكم العثماني نواحي هي: ناحية القدس وناحية الخليل وناحية بني زيد، وناحية العرقوب، وناحية الغور.
نظرا لطول الفترة التي حكم فيها العثمانيين والتي وصلت إلى أربعة قرون كان من الطبيعي أن تتباين التشكيلات الإدارية خلال هذه القرون، وهي:
- لواء القدس(1516-1841م).
- ولاية القدس الشريف(1841-1864م).
- متصرفية القدس(1864-1869م).
- متصرفية مستقلة(1874-1918م)، في هذه المرحلة كانت تقسم إلى خمسة أقضية هي الخليل والقدس وغزة ويافا وبئر السبع.
- إشاعة الأمن والأمان وحفظ النظام العام في مدينة القدس ونواحيها.
- المشاركة في إعداد قافلة الحج الشامي حيث كان الوالي يكلف حاكم لواء القدس بحماية القافلة ذهابا وإيابا.
- جمع الضرائب المطلوبة من السكان وتأمين وصولها إلى العاصمة.
- الحرص على استقرار الأوضاع الاقتصادية في المدينة من خلال ضبط الأسواق وضمان تدفق البضائع فيها، والتنبيه على أصحاب الطوائف الحرفية بأن يلتزموا القانون المعمول به.
التقسيمات الإدارية في فلسطين
أول مجلس بلدي بعد العاصمة اسطنبول:
- تكريماً لمكانة القدس الدينية قامت الدولة العثمانية سنة 1863م بتشكيل المجلس البلدي، وقد جاء ذلك بأمر من السلطان العثماني. وتشكل المجلس من جميع طوائف المدينة برئاسة عبد الرحمن الدجاني.
- بعد صدور قانون البلديات العثماني عام 1877م، بدأ تشكيل المجلس من خلال الانتخاب، فكل مقدسي أتم 25 سنة له حق الانتخاب وأن يدفع ما عليه من ضرائب.
- بموجب ذلك تشكل المجلس من 12 عضو لمدة 4 سنوات.
- أبرز الذين تولو منصب رئاسة المجلس هو: يوسف الخالدي.
الفرق العسكرية
- عسكر الأرياف: وهي الفرق العسكرية التي تعرف بالسباهية حيث كانت تمنح اقطاع من الأرض مقابل تقديم خدمات عسكرية للدولة.
- العسكر النظامي ومقره في القلاع الموجودة في القدس ونواحيها وهي: قلعة القدس وقلعة الخليل، وقلعة بيت جبرين، وقلعة برك سليمان قرب بيت لحم
وظائف أخرى في الدولة العثمانية
- المفتي : يقف شيخ الإسلام على رأس جهاز الإفتاء في الدولة العثمانية، وكان له نواب في جميع المدن، وقد تقدم المفتي الحنفي على غيره من المذاهب الآخرى كون الدولة العثمانية كانت تعتمد الحنفية مذهبها الرسمي.
- نقيب الأشراف:هو الشخص الذي توكل إليه الإشراف ومتابعة قضايا آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم داخل القدس، يذكر أن الدولة العثمانية أولت هذه الأسرة اهتماماً بارزاً، فمنحتهم حقوقاً وامتيازات، لم تعطَ لغيرهم، وكان للأشراف نقيب عام مقره اسطنبول
- شيخ الحرم القدسي:ومن مهامه الإشراف على الحرم القدسي بما فيه قبة الصخرة والمسجد الأقصى وساحاته وأبوابه وضمان سير أموره على ما يرام، حتى تتحقق الخدمة الدينية داخل الحرم.
العساكر الخيالة العثمانية
لتحقيق مخرجات التعلم المطلوبة أرجو الإجابة عن أسئلة الموضوع قبل الانتقال إلى الموضوع التالي:
- مقدمة
- الصناعة
- الأسواق والخانات
- الأوضاع الاجتماعية
- التنافس الأجنبي
- اختبر نفسك
تم بناء جهاز إداري للنظام الاقتصادي في القدس عرف بالطوائف الحرفية كما شهدت أعداد السكان تذبذبا خلال العصر العثماني وذلك لأسباب طبيعية بشرية.
- تناقش جوانب الحياة الاقتصادية في القدس وأوضاعها خلال العصر العثماني.
تعد الصناعة على قدر عالٍ من الأهمية، كونها تلبي احتياجات أساسية للسكان، فكانت الصناعات الغذائية والنسيجية والمعدنية والجلدية...إلخ، وقد تم بناء جهاز إداري للنظام الاقتصادي في القدس عرف بالطوائف الحرفية، وهي أن يتم تنصيب شيخ لكل طائفة يعمل على تصريف أمورها وينظم علاقاتها، ومن المهن التي درجت في هذه الطوائف الحلوانية والدباغة والنساجون، والصاغة، ...ألخ.
ومن أبرز الصناعات التي كانت منتشرة في القدس صناعة الصابون، وصناعة المنسوجات، حيث كان لها رواجا كبيرا حتى أنها كانت تصدر إلى البلاد المجاورة لا سيما مصر وقبرص.
عبارة عن مجموعة من الدكاكين تصطف على جانبي بعض الشوارع داخل المدينة معقودة سقوفها ويتخللها فتحات لدخول الضوء، للرفق بالمتجولين فيها صيفاً وشتاءً، وكان لكل سوق مدخلان يغلقان ليلاً، أما اسواق القدس في هذا العصر فهي:
سوق التجار، سوق الجوخ، سوق الخضر، سوق الصرف، سوق. الطباخين، سوق العطارين، سوق الفخر، السوق الكبير.
الخان: عبارة عن مبنى كبير يتكون من عدد من العناصر المعمارية كل واحد منها له وظيفة معمارية وإنشائية، ومنها:
خان الزيت
، خان الغادرية، خان العمارة العامرة، خان الفحم، خان الوكالة.
سوق القطانين
بلغ عدد سكان القدس في القرن السادس عشر 14000 نسمة، وقد شهدت أعداد السكان تذبذبا خلال العصر العثماني وذلك لأسباب طبيعية بشرية منها انتشار الأمراض وتدني مستوى الخدمات الطبية فضلا عن الكوارث التي كانت تعصف بالمنطقة بين الفينة والأخرى.
يذكر أن أكبر خلل في عدد السكان كان في السنوات الأخيرة من الحكم العثماني حيث الحرب العالمية الأولى وحالة الجفاف وانتشار الجراد والأمراض التي فتكت باعداد كبيرة من السكان.
التنافس الأجنبي في القدس: يظهر في أواخر العهد العثماني أن وتيرة التغلغل الأجنبي بدأت متسارعة بصورة لافتة للنظر حيث تمثل ذلك بداية فتح القنصليات الأجنبية في القدس وكان أولها القنصلية البريطانية 1838م بعد أن سمح لهم محمد علي باشا بذلك، الذي كان في حينه مسيطرا على بلاد الشام جميعها، ومن ثم تقاطرت دول أخرى على فتح قنصليات لها ومن بينها روسيا، وقد تمحورت أنشطة هذه القنصليات في رعاية مصالح بلادها في القدس، والحصول على المعلومات الاستخباراتية عن هذه البلاد فضلا عن مراقبة أنشطة الدول الأخرى.
موقف الدولة العثمانية من النشاط الأجنبي في القدس:
- قامت الدولة العثمانية بداية بمسايرة الضغوط السياسية التي كان يمارسها سفراء الدول الأجنبية ومهادنة حشوداتها العسكرية، وفضلاً عن ذلك كانت المشاكل الاقتصادية سبباً في تأخر الدولة العثمانية في إصدار موقفها من السياسات الأجنبية، لكنها قامت في المماطلة أو حتى منع اصدار افتتاح قنصليات والأذونات لشراء الأراضي لبناء القنصليات، كما ساندت السكان نشاطهم في مواجهة سياسات الدول الأجنبية.
- كانت الحرب العالمية الأولى فرصة للعثمانيين في منع نشاط التغلغل الأجنبي في القدس على ضوء تحالفها مع ألمانيا، فجمدت النشاط القنصلي باستثناء قنصلية أمريكا وألمانية الحليفة لها.
لتحقيق مخرجات التعلم المطلوبة أرجو الإجابة عن أسئلة الموضوع قبل الانتقال إلى الموضوع التالي:
- مقدمة
- سور القدس
- قلعة القدس
- السرايا
- الأماكن الدينية المسيحية
- اختبر نفسك
قام العثمانيون بالمحافظة على سلامة المسجد الأقصى، والعمل على تقديم كل ما يحتاج إليه من تعميرات وإصلاحات وفراش وقناديل وغيرها، وتم بناء سور القدس الذي يعتبر لوحة معمارية عثمانية وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر بدأ النشاط العمراني خارج أسوار المدينة.
- تناقش التفاصيل المعمارية الرئيسة في القدس التي احدث عليها العثمانيين تطورا أو إضافات معمارية جديدة.
يعد سور القدس لوحة معمارية عثمانية بامتياز، فقد ثبت حسب ما هو مسجل في اللوحات التأسيسية المثبتة على سورها أن الذي أمر في ببنائه هو السلطان سليمان القانوني في الفترة (944-947هـ/1537-1541م).
ويبدو أن السلطان كان يرغب في النهوض بالقدس وإعادة مجدها بعد ركود أصابها أواخر العهد المملوكي، كما أن الهاجس الأمني كان سببا آخر في بناء هذا السور حيث لا بدّ من الأمن كحاجة مهمة للاستقرار، كما أن المكانة الدينية للقدس تجعل من بناء هذا السور أمرا ملحاً.
- بدأ الانتشار العمراني خارج الأسوار في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وكان من أهم الأسباب التي دفعت السكان لذلك زيادة أعداد السكان بفعل الزيادة الطبيعية والهجرة الوافدة، وتحسن الأوضاع الأمنية ومن ثم ارتفاع مستوى المعيشة بفعل تحسن مستويات الدخل فضلا عن استعمال مواد البناء الحديثة المستوردة من الأسواق الأجنبية.
مقطع سور القدس عند باب العامود
- باب العمود: ، ويعرف أيضاً بباب نابلس، وباب دمشق، وهو الباب الرئيس للقدس ويقع في الجدار الشمالي للقدس.
- باب الساهرة: يقع في الجدار الشمالي، ويصل إلى حارة السعدية وحارة باب حطة.
- باب الاسباط: وهو الباب الوحيد المفتوح في السور الشرقي للقدس حيث يصل ما بين المدينة وطريق اريحا عبر واد جهنم.
- باب النبي داود وباب الخليل وباب المغاربة في الجدار الغربي للمدينة، وكذلك الباب الجديد وهو باب استحدث في السور في سنة 1899م، وكان الهدف منه تسهيل التنقل ما بين المدينة والاحياء الجديدة التي اقيمت خارج السور.
تقع القلعة على صخرة مرتفعة بعض الشيء في القسم الغربي الجنوبي من المدينة بين باب الخليل وباب النبي داود حيث تشرف على القسم الغربي الجنوبي.
ويشير النقش التذكاري على باب القلعة إلى أن الذي بنى القلعة هو السلطان سليمان القانوني، في حين أشار الرحالة التركي اوليا جلبي أن من بناها كان السلطان سليم العثماني، وهذا يظهر أن إعادة تجديد القلعة كان في العصر العثماني، في حين أشارت مصادر سابقة لهذه الرحلة أن الذي شيّدها هو السلطان المعظم عيسى الأيوبي، يذكر أن القلعة شهدت أكثر من مرحلة لإعادة اعمارها.
وكما هو معروف بأن هناك فرق بين أبواب المسجد الأقصى وأبواب المدينة، فأبواب الأقصى هي: الأسباط، الدودارية، الغوانمة، القطانين، الناظر، المتوضأ، الحديد، السكينة، السلسلة وباب المغاربة، وجميعها في الجهة الشمالية والغربية للحرم، وهناك أبواب مغلقة في السور الشرقي منها باب الرحمة والباب الذهبي.
قلعة القدس
السرايا(مقر الحكومة المحلية): تقع في وسط المدينة تجاه باب الناظر حيث كان مقراً للحكومة وأجهزتها التنفيذية والعسكرية وعلى رأسها المتصرف، وفي عام 1914م جعل قائد الحربية العثماني القدس مقرا له بدلا من دمشق حيث جبهة القتال مع الحلفاء، واتخذ من عمارة الألمان على جبل الزيتون مقره المعروف بالمطلع الذي بناه الامبراطور الألماني 1910م تكريما لزوجته. وما أن دخلت الحرب حتى شهدت القدس إنشاء أول مطار فيها قرب جبل المكبر حيث حطت أول طائرة بها ضابط تركي وأخر ألماني، وكان المطار الثاني هو مطار قلنديا الذي افتتح في العشرينيات من القرن الماضي.
الإهتمام بالأماكن الدينية المسيحية:
اهتمت الدولة العثمانية بفرض حالة من التسامح الديني لمختلف الطوائف النصرانية، وكانت تحرص دائما على إتمام مشاريع الاعمار والصيانة والترميمات للأماكن الدينية كافة والمقدسة للمسيحيين من خلال العديد من أذونات الترخيص وحالات الكشف والمعاينة التي أشارت لها المصادر التاريخية، ومنها ما جرى على كنيسة القيامة في القدس وكنيسة المهد في بيت لحم.
كنيسة القيامة
لتحقيق مخرجات التعلم المطلوبة أرجو الإجابة عن أسئلة الموضوع قبل الانتقال إلى الموضوع التالي:
- مقدمة
- المدارس
- الزوايا والأربطة العلمية
- مكاتب تعليم الأطفال
- التكايا
- اختبر نفسك
شهد بداية العهد العثماني انتعاشا للتعليم من خلال تفعيل أداء المدارس القديمة واستحداث مدارس أخرى ، وكذلك الاهتمام بالأربطة والزوايا.
- تناقش واقع التعليم في العصر العثماني.
شهد بداية العهد العثماني انتعاشا للتعليم من خلال تفعيل أداء المدارس القديمة واستحداث مدارس أخرى كانت المدينة بحاجة لها، ومنها المدرسة الرصاصية والمدرسة الحجرجية التابعة لتكية العمارة العامرة في القدس، وقد جاء هذا الانتعاش بفضل الاعمال الجليلة التي قدمتها الدولة العثمانية لا سيما ما قام به السلطان سليمان القانوني الذي ساعد في تحسين الوضع الأمني وسهل الاستقرار فيها وخصها بأعطيات نقدية سنوية جعلت منها مقصدا للعلماء والزهاد والعباد من كل الديار.
وبعد حصر المدارس التي كانت عامرة في صدر العصر العثماني وجد فيها أكثر من 50 مدرسة كانت عامرة يرتادها طلبة العلم وبها من المدرسين والمشايخ ما يجعل منها منارة علم لقاصديها.
التعليم في أواخر العهد العثماني:
- حظيت القدس باهتمام الإدارة العثمانية لا سيما التعليم لما له من دور في تطور هذه المدينة حتى تكون على معرفة تامة بما يحاك لها من مؤامرات تستهدف حاضرها ومستقبلها، فقامت في البداية بتنظيم التعليم في القدس من خلال تعيين أول مدير معارف في القدس هو أحمد أفندي وهو من وزارة المعارف، كلّف بإعادة إصلاح المدارس المعطلة، ومن ثم إنشاء المدارس الحديثة ومنها مدارس رشيدية 6 للذكور و3 للإناث في القدس و70 مدرسة في القرى والنواحي و30 في قصبة الخليل وقراها و47 في قصبة غزة.
- كما يظهر أن القدس كانت من أوائل المدن التي ظهرت فيها المدارس الاعدادية وذلك سنة 1890م، وكذلك المدارس الرشيدية وهي المرحلة المتوسطة بين الابتدائي والاعدادي، وقد تم تحويل المدرسة الإعدادية في سنة 1913م إلى مدرسة سلطانية وهو الشكل المتطور من المدرسة الإعدادية، وكانت مدة الدراسة فيها 7 سنوات، درس فيها 174 طالبا.
المدرسة العثمانية في المسجد الأقصى
أولاً: الزاوية: لقد كانت مدينة القدس في القرن 11هجري/17ميلادي، محط أنظار المسلمين قاطبةً من زهاد ومتصوفة وطالبي علم وغيرهم، من جميع الأقطار والأقاليم، فمنهم المغربي والحبشي والهندي والتركماني والفارسي، ونستدل على ذلك من أسماء المواقع والأماكن التي سكنتها هذه الجماعات، ومنها الزوايا.
تكمن أهمية هذه الزوايا في القدس كونها تعطي قداسة ومكانة روحية لا تتوفر في مواقع أخرى حيث أرض الإسراء والمعراج، ومهد الديانات السماوية، علماً أن المريد يستطيع أن يجد هذه الأماكن حيثما هو موجود دون أن يعاني صعوبات السفر وتعبه، فكان المسافر يشعر بسعادة كبيرة حينما يذهب إليها، لأنه ينال بركة الصلاة في المسجد الأقصى وقبة الصخرة وزيارة مقامات الأنبياء والأولياء والصالحين، كما يستزيد المريد من العلم والمعرفة إذا ما وصل الحرم القدسي.
وتتكون الزاوية من عناصر معمارية هي: غرف للإقامة والتدريس والذكر ومسجد ومطهرة للاغتسال والوضوء وبئر ماء وتُربة(مقبرة) يدفن بها شيخ الزاوية وبعض أتباعه، أحياناً تكون عبارة عن مغارة أو كهف واسع لا يوجد له أي بناء.
ثانياً: الرباط: هو اصطلاح ظهر في العصور الإسلامية الأولى، وقد عرف على أنه المكان الذي يتجمع به المسلمين بمواجهة الأعداء من أجل الاستعداد المستمر، وعدم الغفلة في أمرهم، لذلك لا تكاد تخلو مدينة أو قرية في فلسطين إلا فيها رباط أو أكثر، سواء عرف بهذا الاسم أو غيره، بعد ذلك أصبح المصطلح يأخذ بعداً دينياً، فبدأ الكثير من أهل الزهد والتصوف التوجه إلى هذه الأماكن للطاعة والتعبد.
ومن أشهر أربطة القدس العامرة خلال العصر العثماني: رباط بيرام جاويش، الرباط الحموي، رباط كرد الرباط المنصوري.
حائط رباط الكرد الذي حوّله الصهاينة إلى مصلّى باسم المبكى الصغير
مكاتب تعليم الأطفال وتأديبهم: شهد العصر العثماني نمواً في عدد هذه المكاتب حيث زادت عما كانت عليه ابان العصر المملوكي، وقد خصصت هذه المكاتب لتعليم الأطفال وتأديبهم في فترة مبكرة من العمر، ليكونوا مهيئين لالتحاقهم بالمؤسسات التعليمية الأخرى، ومهمتها تنحصر في تقديم العلوم الأولى للأطفال من قراءة للقرآن والكتابة والخط والإملاء،
ومن أهم المكاتب التي أسست في هذا العصر: مكتب بيرام جاويش في شارع واد الطواحين، ومكتب درغود آغا، ومكتب الطواشي، ومكتب نصوح أفندي في باب السكينة أحد أبواب المسجد الأقصى.
التكية : هي المكان الذي يسكنه الدراويش الذين يقضون وقتهم في العبادةِ والذِّكْر، وَتُقَدّمُ لهم فيها وجبات من الطعام باستمرار، ومع مرور الوقت اختفى المعنى الأول وأصبح يطلق على المكان الذي تقدم فيه الوجبات الشعبية المجانية للفقراء والمجاورين للمسجد الأقصى والعاملين فيه.
ومن أهم التكايا التي عرفتها القدس تكية العمارة العامرة التي أنشأتها خاصكي سلطان ، زوجة السلطان سليمان القانوني سنة959هـ/1551م، وتعدُ من أهم المنشآت التي أقامها العثمانيون في بلاد الشام بعامة والقدس بخاصة. حبست عليها أوقافاً كثيرة داخل لواء القدس وخارجه حتى تبقى عامرة، وقد استمرت في تقديم الوجبات الساخنة لأهل القدس من الفقراء والعلماء القادمين من بلاد مختلفة، يذكر أنها ما تزال عامرة إلى اليوم.
تكية خاصكي سلطان - القدس
لتحقيق مخرجات التعلم المطلوبة أرجو الإجابة عن أسئلة الموضوع قبل الانتقال إلى الموضوع التالي:
الى هنا أعزائي الطلبة نكون قد استوفينا وإياكم الحديث عن أوضاع القدس خلال العصر العثماني، هذا العصر الذي شهد تغيرات مفصلية في مختلف جوانب الحياة في القدس الإدارية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، والتي كان لها أكبر الأثر في مستقبل القدس الشريف في الحقب التاريخية اللاحقة، حيث تم التركيز في هذه الوحدة على الترتيبات الإدارية في القدس ومن ثم الإضافات العمرانية التي احدثها العثمانيون في القدس لاسيما في المدينة والمسجد الأقصى، ومن ثم تم معالجة الجوانب الاقتصادية وأهم التحولات التي برزت خلال هذا العصر، وقد جاء التركز بعد ذلك على الحالة العلمية التي عاشتها المدينة مع ابراز الدور العلمي والفكري الذي قامت به القدس خلال ذلك العصر.
- بشير عبد الغني بركات : القدس الشريف في العهد العثماني،القدس، مكتبة دار الفكر، 2002.
- تسفي بيلغ : المفتي الأكبر، ترجمة مصطفى كبها، مؤسسة الأسوار، عكا، 1991.
- حسن عبد الرحمن السلوادي س: القدس الهوية والانتماء التاريخي، الطبعة الأولى، دار الشيماء للنشر والتوزيع، 2009م.
- زياد عبد العزيز المدني : مدينة القدس وجوارها في أواخر العهد العثماني 1246 – 1336هـ / 1831 – 1918 م، عمان، 2004.
- محمد سليم اليعقوب، ناحية القدس الشريف في القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي،ج2،ط1 البنك الأهلي الأردني، عمان 1999م.
- جامعة القدس المفتوحة ، تاريخ القدس، فلسطين، 2016م