المسؤولية المجتمعية
0%
Close العودة إلى الرئيسية

العمل التطوعي دافع أساس من دوافع التنمية بمفهومها الشامل اقتصادياً، وسياسياً، واجتماعياً، وثقافياً، ودليل ساطع على حيوية المجتمع واستعداد أفراده للتفاني والتضحية. وهو أيضاً نوع من الاختبار الحر للعمل، وقناعة لمشاركة الأفراد طواعية في العمل من واقع الشعور بالمسؤولية. وبالرغم من أن الدور الرئيس لمؤسسات التعليم العالي يتمثل في الرسالة العلمية المعرفية، إلا أن تحديات العصر ومتطلباته فرضت على هذه المؤسسات مسؤوليات وأدوارا تطال جوانب مختلفة من الحياة اليومية، وعلى رأسها المسؤولية المجتمعية، والفعل الحقيقي والمباشر والمستمر في تنمية المجتمع والقيام بدورها كمؤسسات مجتمعية.

مخرجات التعلم
  • تعرف العمل التطوعي.
  • توضح أهمية العمل التطوعي والحاجة اليه.
  • توضح أهداف العمل التطوعي.
  • تتعرف على العلاقة بين العمل التطوعي والمسؤولية الاجتماعية.
الموضوعات

عزيزي الطالب، اضغط على الخريطة الآتية لتتعرف على أهم الموضوعات التي تناولها الوحدة.


للتعرف على تفاصيل الوحدة، يمكنك تصفح الموضوعات التالية:

  • مقدمة
  • تعريف العمل التطوعي
  • أهمية العمل التطوعي
  • أهداف العمل التطوعي
  • العمل التطوعي والمسؤولية الاجتماعية
  • تدريب
  • اختبر نفسك

العمل التطوعي دافع أساس من دوافع التنمية بمفهومها الشامل اقتصادياً، وسياسياً، واجتماعياً، وثقافياً، ودليل ساطع على حيوية المجتمع واستعداد أفراده للتفاني والتضحية. وهو أيضاً نوع من الاختبار الحر للعمل، وقناعة لمشاركة الأفراد طواعية في العمل من واقع الشعور بالمسؤولية. الطالب، بالرغم من أن الدور الرئيس لمؤسسات التعليم العالي يتمثل في الرسالة العلمية المعرفية، إلا أن تحديات العصر ومتطلباته فرضت على هذه المؤسسات مسؤوليات وأدوارا تطال جوانب مختلفة من الحياة اليومية، وعلى رأسها المسؤولية المجتمعية، والفعل الحقيقي والمباشر والمستمر في تنمية المجتمع والقيام بدورها كمؤسسات مجتمعية.

  • تعرف العمل التطوعي.
  • توضح أهمية العمل التطوعي والحاجة اليه.
  • توضح أهداف العمل التطوعي.
  • تتعرف على العلاقة بين العمل التطوعي والمسؤولية الاجتماعية.

يعرف التطوع بأنه جهود إنسانية تبذل من أفراد المجتمع، بصورة فردية أو جماعية، ويقوم بصفة أساسية على الرغبة، والدافع الذاتي، سواءً أكان هذا الدافع شعورياً أم لا شعورياً، ولا يهدف المتطوع تحقيق مقابل مادي أو ربح خاص، بل هو الشعور بالانتماء إلى المجتمع وتحمل بعض المسؤوليات التي تسهم في تلبية احتياجات اجتماعية ملحة، أو خدمة قضية من القضايا التي يعانيها المجتمع، إذن فهو تضحية بالوقت، أو الجهد، أو المال، أو كل ذلك، دون انتظار عائد مادي يوازي الجهد المبذول.

  • كما عرف التطوع بأنه «الجهد الذي يبذله أي إنسان لمجتمعه بلا مقابل، بدافع منه للإسهام في تحمل مسؤوليات المؤسسة الاجتماعية التي تعمل على تقدم الرفاهية الإنسانية».
  • ويذهب آخرون إلى أن التطوع هو «المجهود القائم على مهارة، أو خبرة معينة، والذي بذل عن رغبة واختيار بغرض أداء واجب اجتماعي، دون توقع جزاء مالي بالضرورة».
  • وتعرفه جمعية الأخصائيين الاجتماعيين في الولايات المتحدة الأمريكية بأنه «جهود يبذلها المتطوعون المتخصصون، أو شبه المتخصصين الذين يملكون خبرة أو مهارة معينة، ولهم دور فاعل في المشاركة؛ لتحقيق خدمات المهنة التي تهدف إلى رفاهة الأفراد والمجتمعات بطريقة تكاملية محققةً أكبر نفع ممكن لهم».

وعند تحليل هذه التعريفات نخلص إلى بعض العناصر الأساسية التي تسهم في تحديد ماهية التطوع وهي:

  • أن التطوع يشمل التبرع بالوقت، أو المال، أو الجهد، ويتم دون انتظار أو توقع مقابل مادي يوازي الجهد المبذول، ويوظف في المجالات التي تعود بالنفع العام على المجتمع أفراداً ومؤسسات.
  • أن التطوع نابع من دافع ورغبة ذاتية، دون إجبار لتحمل المسؤولية الاجتماعية، وهو لا يرتبط بمهنة أو تخصص أو شريحة عمرية، وإنما يقوم على تنوع المهارات والخبرات السابقة، ويغلب عليه العمل المؤسسي المنظم، ويتنوع بتنوع الاحتياجات الإنسانية حسب طبيعة المجتمع، ويعبر عن الإرادة الوطنية والمسؤولية الأخلاقية، والالتزام الشخصي بتنمية المجتمع.
  • إن العمل التطوعي دافع أساس من دوافع التنمية بمفهومها الشامل اقتصادياً، وسياسياً، واجتماعياً، وثقافياً، ودليل ساطع على حيوية المجتمع واستعداد أفراده للتفاني والتضحية. وهو أيضاً نوع من الاختبار الحر للعمل، وقناعة لمشاركة الأفراد طواعية في العمل من واقع الشعور بالمسؤولية.

يمثل الثراء الفكري الذي يشهده مفهوم التطوع في أدبيات العلوم الإنسانية، مرآة تعكس مدى أهمية العمل التطوعي بالنسبة إلى الفرد والمجتمع، حيث استقر في يقين الفكر الإنساني أهمية التطوع بوصفه وسيلة فاعلة للنهوض بالمجتمع، والمشاركة في الجهود التي تبذل لتنميته وتقدمه ورخائه، وفي الوقت ذاته يعدّ السبيل الأمثل للتواصل مع المجتمعات الخارجية ضمن دائرة أوسع لمفهوم التكافل الاجتماعي، ومن ثم تنامت حركة إنشاء المؤسسات الخيرية التطوعية وتطويرها، وأفُسحت المجالات أمامها خاصة القانونية منها لممارسة أنشطتها، وغالباً ما تسهم الحكومات، على اختلاف أنظمتها، في التسهيل الإداري لشؤون هذه المؤسسات؛ كالإعفاءات الجمركية، ورفع رسوم الضرائب عنها وغيرها. ويأتي الحرص على توسيع دائرة عمل مؤسسات العمل التطوعي، وتطوير إدارتها، وتفعيل أنشطتها ومشاريعها، من منطلق الحاجة الماسة إلى مجهودات العمل التطوعي والتي تتمثل فيما يأتي:

  • إن العمل التطوعي، وبفعل المتغيرات العالمية والمجتمعية، والزيادة السكانية، أصبح ضرورة ملحة، فلم تعد الحكومات قادرة بمفردها على تحقيق التنمية المستدامة، أو تقديم جميع المساعدات والاحتياجات للسكان، وعليه برزت الحاجة إلى مشاركة المتطوعين؛ لمساندة الإنفاق الحكومي من جانب، وتوفير الجهود الحكومية للمسؤوليات الكبرى من جانبٍ آخر.
  • إن التطوع يؤثر في النسق القيمي لدى الفرد، ويعدّ التطوع أحد المؤشرات الدالة على مستوى نضج الشعور بالمواطنة والانتماء للوطن.

  • يمثل التطوع تعبيراً صادقاً عن قدرة الأفراد على التعاون والتشارك خارج أطر الارتباطات التقليدية، ويوسع ولاء الفرد من الوحدات الاجتماعية الضيقة؛ كالعائلة، والعشيرة، والقبيلة، والطائفة الدينية، إلى دائرة أوسع مثل الانتماء للبيئة الاجتماعية، وهنا تنتصر فكرة الإرادة الجماعية الهادفة لخير المجموع، ومن ثم الارتقاء بتنمية المجتمع.
  • وجود نقص في المهنيين، مما يستدعي استكمال هذا النقص بالمتطوعين المدربين.
  • إن التطوع يعبئ الطاقات البشرية والمادية، ويوجهها ويحولها إلى عمل مثمر.
  • يسد التطوع الفراغ في الخدمات ويوسع قاعدتها تحقيقا لمبدأ الكفاية، والوصول بها إلى المناطق المحرومة تحقيقاً لمبدأ العدل.
  • تحويل الطاقات الخاملة أو العاجزة إلى طاقات قادرة عاملة ومنتجة.
  • تعزيز انتماء الشباب وتفعيل مشاركتهم في مجتمعهم، وتنمية قدراتهم، ومهاراتهم الشخصية، والعلمية، والعملية، كما يشكل فرصة للتعبير عن أفكارهم وآرائهم في القضايا العامة في المجتمع، ويشكل لهم فرصة لتنمية مهاراتهم الشخصية والعلمية والعملية.

يحقق العمل التطوعي جملة من الأهداف لعل من أهمها ما يأتي:

  • تنمية روح الانتماء لدى الشباب بإدراك أهميتهم وولائهم للمجتمع الذي ينتمون إليه، حيث يقدمون إليه جهدهم برضى واقتناع، مقابل ما يحصلون عليه من حقوق من هذا المجتمع.
  • يثير دافع التطوع الحوافز الإيجابية التي تعمل على رفع مستوى الأداء وسرعة الإنِجاز، وزيادة معدل إنتاجية العمل، وتحويل الطاقات المعطلة إلى طاقات عاملة ومنتجة.
  • يتيح التطوع للمتطوعين الفرصة لتنظيم أوقات فراغهم بطريقة إيجابية، وتكسبهم الخبرات اللازمة، وتعود على المجتمع بالنفع الكبير.
  • يعمل التطوع على معاونة المنظمات التي تعاني صعوبة تمويل أنشطتها، بتوفير الخبرات البشرية، والمهارات اللازمة لتنفيذ هذه الأنشطة.
  • يعدّ العمل التطوعي مجالاً خصباً لممارسة حرية الاختيار في العمل، حيث تتاح الفرصة للأفراد لتخطيط الأنشطة وتنفيذها ومتابعتها.
  • يتيح التطوع فرص الاستفادة من التخصصات النادرة، وتعرف ذوي المهارات والقدرات المتميزة، واكتشافها، وتدريبها، وجعلها قيادات قادرة على تحمل المسؤولية الاجتماعية.
  • يساعد على تخطي الحواجز السلبية والانعزالية في المجتمع.
  • يسهم العمل التطوعي في التخفيف من حالة التخلف، وتوفير أسباب التقدم والرفاهية لأفراد المجتمع بالوسائل الأكثر سهولة، وبالأسلوب الأفضل أداء وأكثر نفعاً.
  • تعبئة الطاقات البشرية والمادية وتوجيهها وتحويلها إلى عمل اجتماعي مسؤول.
  • يعمل التطوع على ترسيخ قيم: المشاركة، والتعاون، والبذل، في المجتمع، مما يقوي الأواصر الاجتماعية.
  • تتداخل المفاهيم عند كثير من العاملين في الشأن العام بشأن العلاقة بين العمل التطوعي والمسؤولية الاجتماعية، ويعدهما كثير من هؤلاء بأنهما مفهوم واحد. والحقيقة أَن هناك فرقاً جوهرياً بين العمل التطوعيوالمسؤولية المجتمعية؛ فالعمل التطوعي يقصد به أي نشاط تطوعي إنساني خيري غير حكومي، أو شبه حكومي، يقوم به كيان تطوعي وطني، أو كيان أجنبي مانح، أو منفذ لبرامجه، ويكون النشاط ذا أغراض اجتماعية، أو تنموية، أو إِغاثية، أو رعائية، أو خدمية، أو علمية، أو بحثية، يتم تسجيله وفقاً لأحكام القانون في كل دولة.
  • أما مفهوم المسؤولية المجتمعية والتي عرفها مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة للمسؤولية الاجتماعية على أنها «الالتزام المستمر من قبل شركات الأعمال بالتصرف أخلاقياً، والإسهام في تحقيق التنمية الاقتصادية، والعمل على تحسين نوعية الظروف المعيشية للقوى العاملة وعائلاتهم، والمجتمع المحلي والمجتمع ككل .»
  • ويمكن أن نستخلص من التعريفين المشار إليهما سابقاً، بأن العمل التطوعي هو مبادرة ذاتية من الأفراد أو المؤسسات، في حين أن المسؤولية المجتمعية هي التزام اجتماعي من قبل الأفراد والمؤسسات تجاه بيئات أعمالهم ومجتمعاتهم. وعليه، فإن إحجام الكثير من الشركات عن رعاية مشاريع ومبادرات تنموية مجتمعية تتقدم بها مؤسسات المجتمع المدني ليس في صالحها، ويفترض أن لا يكون خيارها؛ لأنها مسؤولة مجتمعياً عن هذا المجتمع الذي حققت من خلاله أرباحاً كبيرة، إضافة إلى أن المسؤولية المجتمعية واجب أخلاقي على جميع الشركات الالتزام به؛ لأنها تعكس الصورة التكافلية للمجتمع .

العناصر الرئيسة للعمل التطوعي:

  • يشمل التطوع التبرع بالوقت، أو المال، أو الجهد.
  • يتم دون انتظار أو توقع مقابل مادي يوازي الجهد المبذول.
  • يوظف في المجالات التي تعود بالنفع العام على المجتمع أفراداً ومؤسسات.
  • ينبع من دافع ورغبة ذاتية، دون إجبار على تحمل المسؤولية الاجتماعية.
  • لا يرتبط بمهنة أو تخصص أو شريحة عمرية، وإنما يقوم على تنوع المهارات والخبرات السابقة.
  • يغلب عليه العمل المؤسسي المنظم.
  • يتنوع بتنوع الاحتياجات الإنسانية حسب طبيعة المجتمع.
  • يعبر عن الإرادة الوطنية، والمسؤولية الأخلاقية، والالتزام الشخصي بتنمية المجتمع.
  • مقدمة
  • ميادين العمل التطوعي
  • فوائد العمل التطوعي
  • الفوائد المتوقعة لبرامج العمل التطوعي
  • تدريب
  • اختبر نفسك

سبق وتعرفنا على مفهوم العمل التطوعي، وأهميته، وأهدافه، وفي هذا الجزء من الوحدة سنتعرف ميادين العمل التطوعي، والآثار المترتبة على الأفراد الذين يمارسون العمل التطوعي، وبالتالي سنتعرف آثار العمل التطوعي في المجتمع بشكل عام.

  • تتعرف على ميادين العمل التطوعي ومجالاته.
  • تذكر فوائد العمل التطوعي.
  • تتعرف على الفوائد المتوقعة لبرامج العمل التطوعي.

تتعدد ميادين التطوع في المجتمع وتتنوع، وكلما تطور المجتمع وتغير ملمح أو أكثر من ملامحه زادت ميادين التطوع ومجالاته، ويعدّ الميدان الاجتماعي من أبرز ميادين التطوع، فقد ارتكز العمل التطوعي منذ بداياته على فكرة الخير والأعمال الخيرية، وذلك امتداداً للمشاعر الدينية التي عاشها الإنسان، فمساعدة الفقراء والمحتاجين وتلبية حاجاتهم الأساسية من مأكل، ومشرب، وملبس، ومسكن، كانت الهدف الأول للمتطوعين في هذا الميدان. ومن الميدان الاجتماعي انطلق العمل التطوعي إلى ميادين أخرى لا تقل عنه أهمية، حيث نجد هذا العمل في الميدان الصحي، وذلك في محاولة لتأمين الرعاية الصحية الأوّلية للمحتاجين، وهنا يبرز تطوع الأطباء والممرضين والمسعفين للتخفيف من آلام المرضى، وفي هذا الميدان يبرز دور كبير لجهاز الدفاع المدني أيضاً، هذا الجهاز الذي تظهر أهميته في حالات الطوارئ ء والخطر، حيث يتمتع العاملون فيه بمواصفات خاصة تتلاءم وطبيعة مهماتهم مثل: البنية القوية، والشجاعة والإقدام والاستعداد للتضحية، إضافة إلى ما يتمتعون به من إيثار وحب للآخرين، والاستعداد للعمل في جميع الأوقات، وتحت كل الظروف. ويعد الميدان التربوي التعليمي أيضا من الميادين المهمة في مجال التطوع، فبعد تأمين الاحتياجات الأساسية للإنسان التي تكفل استمرار حياته؛ كالغذاء، والدواء، تبرز أهمية الإسهام في بناء فكرة عبر فتح آفاق العلم والمعرفة أمامه، وهنا يأتي دور العاملين في الحقل التربوي، والطلاب الذين يتطوع بعضهم لتعليم الأطفال والتلاميذ، أو كبار السن في دروس محو الأمية، ومثال على ذلك ما يقوم به الطلاب الجامعيون في برامج التعليم المساند، الذي يستهدف طلبة المدارس في تخصصات مختلفة؛ كالرياضيات، واللغة الإنِجليزية، واللغة العربية، وغيرها من المواد التي يحتاج الطلبة فيها إلى برامج ودروس داعمة لهم توفر على ذويهم الوقت والمال. أما الميدان الرابع فهو ميدان العمل البيئي، والذي يعد عنوانا آخر للتطوع، وقد نشط كثيرون في السنوات الأخيرة في التطوع في هذا المجال، نظراً لتفاقم المشاكل البيئية، التي باتت تهدد العالم بكوارث خطيرة، وفي هذا الميدان ينطلق المتطوعون من إحساس بالمسؤولية تجاه الكرة الأرضية التي نعيش عليها، في محاولة لحفظ ثرواتها الطبيعية التي تكفل استمرار الحياة عليها. وهنا تنشط حملات التوعية البيئية، لتعريف المجتمع بالطرق البسيطة والسلمية والتي تنطلق من المنزل؛ للتخفيف مثلاً من كمية النفايات، أو الإسهام في تدوير هذه النفايات، كما تنشط حملات تنظيف الشواطئ ، والساحات، والحدائق العامة، والشوارع؛ للمحافظة على البيئة من التلوث. ومن المجالات الأخرى في العمل التطوعي، والتي لا يقل أهمية عن المجالات السابقة مجال الدفاع عن حق الإنسان في حياة كريمة في أرضه، ووطنه، وحمايته من أي استغلال أو احتلال أو عدوان قد يهدد سلامته أو سلامة أرضه وبيته أو مستقبله، وفي هذا المجال يتجلى الربط بين مثلث اجتماعي حيوي بنّاء، أركانه: المسؤولية المجتمعية، والبناء الوطني، وتعزيز قيم الانتماء للوطن من خلال المشاركة، والتطوع، والخدمة المجانية.

بعد هذا السرد في مجالات التطوع، وأنا على يقين أن هناك مجالات أكثر مما ذكر، دعنا نحاول سوياً تلخيص أهم مجالات العمل التطوعي في الآتي:

  • المجال الاجتماعي: ويتضمن: رعاية الطفولة، ورعاية المرأة، وإعادة تأهيل مدمني المخدرات، ورعاية الأحداث، ومكافحة التدخين، ورعاية المسنين، ومساعدة المشردين، ورعاية الأيتام، ومساعدة الأسر الفقيرة.
  • المجال التربوي والتعليمي: ويتضمن: محو الأمية، والتعليم المستمر، وبرامج صعوبات التعلم، وتقديم التعليم المنزلي للمتأخرين دراسيا وبطيئي التعلمً .
  • المجال الصحي: ويتضمن: الرعاية الصحية، وخدمة المرضى والترفيه عنهم، وتقديم الإرشاد النفسي والصحي للمحتاجين، وتقديم العون لذوي الاحتياجات الخاصة.
  • المجال البيئي: ويتضمن: الإرشاد البيئي، والعناية بالغابات، ومكافحة التصحر، والعناية بالشواطئ والمتنزهات، ومكافحة التلوث.
  • مجال الدفاع المدني: ويتضمن: المشاركة في أعمال الإغاثة، والإسهام مع رجال الإسعاف لتقديم العون لهم، والمشاركة في أوقات الكوارث الطبيعية.

هناك جملة من الفوائد التي يتركها العمل التطوعي سواء على المتطوع نفسه أم على المجتمع، فعلى المستوى النفسي: فإن المتطوع يقدِّم جزءاً من جهده ووقته، وأحياناً ماله، تلبية لاحتياجات الآخرين وخدمتهم، وهذا يشكل بالنسبة إليه مصدر راحة نفسية، ترتفع كلما تحققت أهداف التطوع، وتركت آثارا إِيجابية على الفئات التي يعمل من أجلها. ومن جانب آخر فإن العمل التطوعي يخفف من النظرة العدائية أو التشاؤمية لدى المتطوع تجاه الآخرين والحياة، ويمده بإحساس وشعور قوي بالأمل والتفاؤل، كما أن التطوع ينمي الشخصية ويوسع مداركها، ويزيد خبراتها ومعرفتها، نظراً للأدوار التي يقوم بها المتطوع والخبرات والتجارب التي يمر بها.
أما على المستوى الاجتماعي، فالعمل التطوعي يزيد من قدرة الإنسان على التفاعل والتواصل مع الآخرين، كما يحد من النزوع إلى الفردية، وينمي الحس الاجتماعي لدى الفرد المتطوع، ويسهم في جعل المجتمع أكثر اطمئناناً، وأكثر ثقة بأبنائه، كما يخفف من الشعور باليأس والإحباط، ويحد من النزعة المادية لدى أفراده. ويتيح التطوع للإنسان تعلم مهارات جديدة، أو تحسين مهارات يمتلكها أصلاً، كما يمكِّنه من اختيار حقل قد يختاره فيما بعد للتخصص فيه، كذلك يتيح للإنسان تعرف مجتمعه عن كثب، والانخراط في قضاياه، وتعرف أناس يختلفون عنه في السن والقدرات والخبرات، مما يؤدي إلى تبادل هذه الخبرات، كما يساعد على إنشاء صداقات جديدة، وتنمية الثقة بالنفس، ويسهم في تطوير شعور الإنسان بقدرته على إحداث تغيير ما. وبالمجمل فإن العمل التطوعي، يعمل على صقل شخصية المتطوع، ويعظم من تقديره لذاته، بفعل الممارسات التطوعية التي يقوم بها، كما يعمل أيضاً على تعزيز الجانب الديني والوطني لديه بفضل المنطلقات التي ينبع منها العمل التطوعي، إضافة إلى ذلك فإن العمل التطوعي يعزز جوانب التخطيط والانضباط لدى المتطوعين، ويلبي حاجاتهم النفسية والاجتماعية، ويكسبهم خبرات منوعة.

إن تزايد الاهتمام الدولي بالتطوع، وتزايد أعداد المتطوعين عالميا، مؤشر على الفوائد الكبيرة التي يحققها التطوع للفرد والمجتمع؛ فعلى المستوى الاجتماعي تحقق الخدمات التي يقدمها التطوع دوراً مهماً في تكملة ما تعجز الدولة عن تقديمه من مشروعات خدمية وتنموية، كما تتميز أنشطة القطاع التطوعي بالسلاسة في الحركة، مما يساعد على تقديم الخدمات التطوعية بصورة أسرع وأيسر من تقديم الأجهزة الحكومية لها. ويتيح التطوع الفرصة لتعرف احتياجات المجتمع وتحديد مشكلاته، مما يسهم في تبني هذه المشكلات وحلها سواء عن طريق الحكومة، أو عن طريق المؤسسات الاجتماعية الأخرى. كما يسهم التطوع في تعبئة الموارد البشرية والمادية المحلية في سبيل النهوض بالمجتمع.

  • تنمية مفهوم الذات لدى الفرد.
  • تقوية الانتماء الديني والوطني.
  • تنظيم حياة الفرد بما يعزز جوانب الالتزام والتخطيط.
  • إشباع حاجات الفرد النفسية والاجتماعية.
  • إكساب الفرد الخبرة وتطوير مهاراته العملية والاجتماعية.
  • مقدمة
  • بدايات العمل التطوعي في فلسطين
  • أسباب تراجع العمل التطوعي في فلسطين وسبل تفعيله
  • تدريب
  • نشاط
  • اختبر نفسك

بدأ العمل الاجتماعي التطوعي المنظم في فلسطين في بداية عشرينيات القرن الماضي، غارساً جذوراً عميقة في العمل الإنساني، وخاصة في الظروف العصيبة التي مرت بها فلسطين، فقد سقطت فلسطين في يد الاستعمار البريطاني عام 1921 م، ومنذ ذلك الوقت عرف الفلسطينيون العمل التطوعي ومارسوه من خلال الجمعيات الخيرية: كاللجنة العليا للعمل التطوعي، واللجان الاجتماعية التطوعية على مختلف إنتماءاتها الفكرية والإيديولوجية، واللجان النسائية، ولجان الإغاثة الصحية، وغيرها. وبفعل الأحداث القاسية التي عاشها الشعب الفلسطيني، والدور المهم والحيوي الذي قامت به مؤسساته الجماهيرية والنقابية والحزبية في مواجهة هذه الظروف، كل هذا أدى إلى تعزيز مفهوم العمل التطوعي، والتقريب بين فئات الشعب على اختلاف ألوانها: الدينية، والمذهبية، والفكرية، والسياسية، والاجتماعية، وبذا ترسخ مفهوم الانتماء والولاء للمجتمع الفلسطيني بشكل عام، وشكل ذلك اللبنة الأساسية للعمل التطوعي، الذي نما وازدهر ونمت معه المؤسسات التطوعية.

  • تتعرف على بدايات العمل التطوعي في فلسطين.
  • تتعرف على اسباب تراجع العمل التطوعي في فلسطين .

من بديهيات القول أن المرأة الفلسطينية شاركت في الأعمال التطوعية منذ بدايتها، فكان لها دورها المميز، وبالذات بعد عام 1921م، عندما اتخذ التطوع شكلاً أكثر تنظيماً من خلال العديد من الممارسات والأنشطة التطوعية، التي تضمنت الجانب الاجتماعي، والتربوي، والصحي، والإيوائي، واتسعت دائرة الأعمال التطوعية في أعقاب المؤتمر النسائي الفلسطيني الذي عقد في مدينة القدس عام 1929م، الذي حضره عدد كبير من السيدات من مختلف أنحاء فلسطين، وكان من أهم قراراته ضرورة تأسيس الجمعيات التطوعية النسائية وتشكيلها في مختلف المدن الفلسطينية. وامتد عطاء المرأة الفلسطينية بمشاركتها للمرأة العربية، عندما عقد المؤتمر النسائي العربي في القاهرة بدعوة من السيدة هدى شعراوي، بناءً على طلب من اللجنة النسائية الفلسطينية، حيث خرج المؤتمر بعدة توصيات أهمها ضرورة تأسيس جمعيات خيرية عربية في مختلف المدن العربية. وكان لهذه الجمعيات الخيرية الدور الحيوي في إضراب عام 1936م، وفي كل الأحداث التاريخية والسياسية التي مرّ بها الشعب الفلسطيني. وفي أعقاب حرب 1948 م، واستجابة للظروف العصيبة التي ألمت بالشعب الفلسطيني من تشريد، وتهجير، وتجويع، كان على القطاع التطوعي أن يعتمد على ما يتوافر له من إمكانات، وتحمل العبء الأكبر في سد احتياجات الأسر المنكوبة، واللاجئة، والمشردة، دون أن يضع في حساباته توقع أي تعاون أو دعم من الجهات الرسمية، فأنشئت عام 1958 م ثلاثة اتحادات للجمعيات الخيرية، لتقديم الخدمات الاجتماعية؛ كالخدمات الطبية المختلفة، والخدمات التعليمية والمهنية، وخدمات رعاية المعوقين والمسنين. وفي عام 1980م تم انتخاب أول هيئة للجنة العليا للعمل التطوعي في الضفة الغربية وقطاع غزة، التي ضمت أثناء تأسيسها 37 لجنة، مثلت 1200 متطوع، وبعد عام واحد فقط أصبحت تضم 76 لجنة عمل، وتمثل 3500 متطوع، وتفيد الإحصائيات أنها في ذلك العام استطاعت تنفيذ 31500 يوم عمل تطوعي في القرى والمخيمات والمدن في الأراضي الفلسطينية المحتلة. لقد تميز العمل التطوعي في الأراضي الفلسطينية تاريخياً باعتماده على مبادرات منظمات المجتمع المدني، وكان للمنظمات غير الحكومية الفلسطينية دوران أساسيان هما:

  • مقاومة الاحتلال الإسرائيلي من جهة، ودعم المواطنين وحمايتهم من قسوة الاحتلال وسياساته التدميرية على كافة الأصعدة من جهة أخرى، وقد نشأت هذه المؤسسات في محاولات عقلانية من الفلسطينيين لتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني في ظل غياب حكومة وطنية، وبالرغم من ملاحقة سلطات الاحتلال لهذه المؤسسات إلا أن نشوءها أدى إلى ثروة مجتمعية فريدة في تشعبها ونشاطها وتخطيها للحدود المعتادة لمثل هذه المنظمات غير الحكومية، وبالإجمال فقد أَدت هذه المؤسسات دوراً مهماً وحيوياً في ظل غياب الدولة الوطنية.

في السنوات السابقة، وبالرغم من المد الجماهيري للعدد الأكبر من منظمات المجتمع المدني الفلسطيني، إلا أن هناك تراجعاً ملحوظاً في عدد المنتسبين إليها، وفي محدودية التواصل بينها وبين الجمهور، خاصةً في مجال تحديد الأولويات، والإسهام في صنع القرار، والمشاركة في التنفيذ، وتراجعت المشاركة التطوعية في هذه المنظمات وانحصرت في عضوية مجالس الإدارة والجمعيات العمومية. وتشير بعض الدراسات الفلسطينية إلى أن العمل التطوعي في فلسطين تراجع بدرجة كبيرة، وأن هذا التراجع يعود إلى تراجع القيم الإيجابية في المجتمع، وعدم اهتمام مؤسسات التنشئة الاجتماعية، على اختلافها، بتعميق هذه القيم لدى الأبناء، كما أن الظروف الاقتصادية السائدة، وضعف الموارد المالية للمنظمات التطوعية، وبعض الأنماط الثقافية السائدة في المجتمع، كالتقليل من شأن الشباب، والتمييز بين الرجل والمرأة كلها عوامل سلبية أدت إلى تراجع العمل التطوعي، بالإضافة إلى ضعف الوعي بمفهوم المشاركة في العمل التطوعي وفوائد هذه المشاركة، وهذا ناجم عن عدم الاهتمام بالعمل التطوعي كقيمة اجتماعية، وإنسانية إيجابية، يجب المحافظة عليها وتجذيرها مجتمعياً. وأرجعت دراسات أخرى أسباب هذا التراجع إلى تراجع دور الأحزاب السياسية في الحياة اليومية للشعب الفلسطيني، والتي استخدمت العمل التطوعي شكلاً من أشكال التعبئة الوطنية والمقاومة، إضافة إلى الفهم الخاطئ للتطوع، ومن الأسباب أيضا غياب قيم المشاركة، وروح الجماعة، والعمل ضمن فريق، والنزوع إلى الفردية، إلى جانب غياب روح التطوع عند الكثيرين، والشعور بالاغتراب عن الواقع الحالي، وغياب الحوافز التشجيعية، وضعف التنسيق بين المؤسسات الحكومية والمؤسسات الأهلية. وبالرغم مما ذكر من أسباب أدت إلى تراجع العمل التطوعي في فلسطين، إلا أَنه يمكن إعادة تفعيله وجعله سلوكاً يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالشباب، وذلك من خلال:

  • تنشئة الأبناء تنشئة اجتماعية سليمة، بقيام مؤسسات التنشئة المختلفة بدورها في غرس قيم التضحية، والإيثار، وروح العمل الجماعي في نفوس الناشئة منذ مراحل الطفولة المبكرة.
  • تضمين البرامج الدراسية بعض المقررات التي تركز على مفاهيم العمل التطوعي وأهميته، ودوره التنموي مقترناً ببرامج تطبيقية؛ مما يثبت هذه القيمة في نفوس الشباب.
  • دعم المؤسسات والهيئات التي تعمل في مجال العمل التطوعي: مادياً، ومعنوياً، بما يمكنها من تأدية رسالتها وزيادة خدماتها.
  • إقامة دورات تدريبية للعاملين في الهيئات والمؤسسات التطوعية وإكسابهم الخبرات والمهارات المناسبة، مما يحسن من كفايتهم، ويطلعهم على تجارب الآخرين في هذا المجال.
  • التركيز في الأنشطة التطوعية على البرامج والمشروعات التي ترتبط بإشباع الاحتياجات الأساسية للمواطنين، الأمر الذي يسهم في زيادة الإقبال على المشاركة في هذه البرامج.
  • مطالبة وسائل الإعلام المختلفة بدور أكثر تأثيراً في التعريف بماهية العمل التطوعي وحاجة المجتمع إليه، وتبصير المجتمع بأهميته ودوره في عملية التنمية، وإبراز دور العاملين في هذا المجال بطريقة تكسبهم الاحترام الذاتي واحترام الآخرين.
  • استخدام التكنولوجيا الحديثة لتنسيق العمل التطوعي بين الجهات التي تقدم الخدمات، وإعطاء بيانات دقيقة عن حجم العمل التطوعي الأهم للمجتمع واتجاهاته وحاجاته.
  • عدم اهتمام مؤسسات التنشئة الاجتماعية على اختلافها بتعميق قيم العمل التطوعي لدى الأبناء.
  • ضعف الموارد المالية للمنظمات التطوعية أدى إلى ضعف العمل التطوعي.
  • بعض الأنماط الثقافية السائدة في المجتمع؛ كالتقليل من شأن الشباب، والتمييز بين الرجل والمرأة.
  • ضعف الوعي بمفهوم المشاركة في العمل التطوعي وفوائد ذلك.
  • تراجع دور الأحزاب السياسية التي استخدمت العمل التطوعي شكلاً من أشكال التعبئة الوطنية والمقاومة.
  • غياب قيم المشاركة وروح الجماعة والنزوع إلى الفردية.
  • غياب روح التطوع عند الكثيرين، والشعور بالاغتراب عن الواقع الحالي.
  • غياب الحوافز التشجيعية، وضعف التنسيق بين المؤسسات الحكومية والمؤسسات الأهلية.

نشطت الجمعيات الخيرية في فلسطين بعد الاحتلال الإسرائيلي عام 1948 ، وأَدت دوراً مهما في التخفيف من حدة الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي عاشها المهجرون إثر النكبة، حاول أن تتعرف هذه الجمعيات، واكتب تقريراً تبرز فيه الدور التطوعي الذي قامت به هذه المؤسسات، ثم اعرضه أمام زملائك.

  • مقدمة
  • دور الشباب في العمل التطوعي
  • عزوف الشباب عن العمل التطوعي
  • نشاط
  • تدريب
  • اختبر نفسك

يعتمد العمل التطوعي على عدّة عوامل لنجاحه، ومن أهم هذه العوامل المورد البشري، فكلما كان المورد البشري متحمساً للقضايا الاجتماعية، ومدركاً لأبعاد العمل التطوعي، أتى العمل الاجتماعي بنتائج إيجابية وحقيقية.

  • تتعرف على دور الشباب بالعمل التطوعي.
  • تتعرف على اسباب عزوف الشباب عن العمل التطوعي.

أتى العمل الاجتماعي بنتائج إيجابية وحقيقية. وانطلاقاً من العلاقة التي تربط العمل التطوعي بالمورد البشري، وبما أن عماد المورد البشري الممارس للعمل التطوعي هم شريحة الشباب، خاصة في المجتمعات الفتية، فإن حماس الشباب وانتماءهم لمجتمعهم كفيلان بدعم هذا العمل والرقي بمستواه ومضمونه، فضلاً عن أن العمل التطوعي سيراكم خبرات الشباب وقدراتهم ومهاراتهم، والتي سيكونون بأمسّ الحاجة لها خاصة في مرحلة تكوينهم، ومرحلة ممارستهم لحياتهم العملية، وعليه تكمن أهمية العمل الاجتماعي التطوعي للشباب في الآتي:

  • تعزيز انتماء الشباب ومشاركتهم في قضايا مجتمعهم.
  • تنمية قدرات الشباب ومهاراتهم الشخصية والعلمية والعملية.
  • إتاحة الفرصة لهم لتعرف الثغرات التي تسود نظام الخدمات في المجتمع.
  • التعبير عن آرائهم وأفكارهم في القضايا العامة التي تهم المجتمع.
  • تأدية الخدمات بأنفسهم، وحل المشاكل بجهدهم الشخصي.
  • المشاركة في تحديد أولويات المجتمع، وفي اتخاذ القرارات.

أما على صعيد الشباب من طلبة الجامعات فإن مشاركتهم في العمل التطوعي، وتفاعلهم مع مجتمعاتهم المحلية، يمثل بعداً مهما في ربط الجامعة ومخرجاتها التعليمية باحتياجات المجتمع ومشكلاته، كما يفتح العمل التطوعي آفاقاً واسعةً أمامهم لاستكشاف مجتمعاتهم بعيداً عن أسوار الجامعة وبرامجها النظرية. وتطبق العديد من الجامعات نظام التعليم التطوعي (Student Volunteerism)، حيث تجد هذه البرامج تفاعلاً وتقديرا مًن المجتمعات المحلية. وتقوم الوحدات المعنية بالتطوع في الجامعة بالجوانب الآتية:

  • دراسة احتياجات العمل التطوعي في المجتمع المحلي.
  • التنسيق مع مؤسسات المجتمع الراغبة في استقبال الطلاب، وفي تطوير البرامج المناسبة.
  • التنسيق مع الوحدات والأقسام الأكاديمية لتشجيع برامج العمل التطوعي.

ويتضمن البرنامج الأكاديمي للطالب الجامعي ساعات محددة تحسب على أنها أعمال تطوعية في المجتمع، وتدرج ضمن الساعات المعتمدة للبرنامج الأكاديمي، والمحصلة النهائية لتطبيق هذا البرنامج تقود إلى ما يأتي:

  • زيادة التفاعل والتعاون بين الجامعة والمجتمع المحلي.
  • ربط البرامج الأكاديمية الجامعية باحتياجات المجتمع.
  • زيادة خبرة الطالب العملية، وتنمية مهاراته: الاجتماعية، والعلمية، والتطبيقية.

الأنماط بالرغم مما يتسم به العمل التطوعي من أهمية بالغة في تنمية المجتمعات، وتنمية قدرات الأفراد، إلاّ أن نسبة ضئيلة من الأفراد هم الذين يمارسونه، فهناك عزوف من أفراد المجتمع، وبخاصة الشباب منهم، عن المشاركة في العمل التطوعي، بالرغم من أن الشباب يتمتع بمستوى عالٍ من الثقافة والفكر والانتماء، وهذا ما يثير التساؤل عن الأسباب المؤدية إلى عزوفهم عن المشاركة في العمل التطوعي، والتي يمكن إجمالها في الآتي:

  • الظروف الاقتصادية الصعبة، وضعف الموارد المالية للمنظمات التطوعية.
  • الثقافية السائدة في المجتمع، والتي تقلل من شأن الشباب وتميز بين الرجل والمرأة.
  • ضعف الوعي بمفهوم المشاركة في العمل الاجتماعي التطوعي، وفوائد هذه المشاركة.
  • قلة التعريف بالبرامج والنشاطات التطوعية التي تنفذها المؤسسات الحكومية والأهلية.
  • عدم السماح للشباب بالمشاركة في اتخاذ القرارات داخل هذه المنظمات.
  • قلة البرامج التدريبية الخاصة بتكوين جيل جديد من المتطوعين، وصقل مهاراتهم.
  • قلة تشجيع العمل التطوعي.

ومن أجل دفع الشباب للمشاركة في المجهودات التطوعية لا بد من تحفيزهم، وإثارة هممهم للمشاركة الفاعلة والدائمة في الأعمال التطوعية، سواء على مستوى مجتمعاتهم المحلية أو على المستوى الوطني والإقليمي، وهذا يتطلب رفع مستوى الوعي لديهم، وتعريفهم بدور العمل التطوعي وأهميته، سواء أكان العمل على المستوى الفردي، أم الجماعي، أم المجتمعي بشكل عام، وهذا يتحقق من خلال:

  • إتاحة الفرصة أمام الشباب للتطوع، وعدم احتكار فئة أو مجموعة معينة العمل التطوعي.
  • تكريم المتطوعين من الشباب، ووضع برنامج امتيازات وحوافز لهم.
  • تشجيع العمل التطوعي في صفوف الشباب، مهما كان حجمه، أو شكله، أو نوعه.
  • تطوير القوانين والتشريعات الناظمة للعمل التطوعي بما يكفل إيجاد فرص حقيقية لمشاركة الشباب في اتخاذ القرارات المتصلة بالعمل الاجتماعي.
  • إنشاء اتحاد خاص بالمتطوعين يشرف على تدريبهم، وتوزيع المهام عليهم، وينظم طاقاتهم.
  • تشجيع الشباب بإيجاد مشاريع خاصة بهم تهدف إلى تنمية روح الانتماء والمبادرة لديهم.
  • قيام المدرسة والجامعة والمؤسسة الدينية بدور أكبر في حث الشباب على التطوع خاصة في العطل الصيفية.
  • ممارسة وسائل الإعلام دوراً أكبر في دعوة المواطنين إلى العمل التطوعي، والتعريف بالنشاطات التطوعية التي تقوم بها المؤسسات الحكومية والجمعيات.

اكتب تقريراً عدد فيه مشاركتك في أعمال تطوعية في بلدك، بعد التحاقك بالجامعة وقبل ذلك، وبين فيه أثر الجامعة في تعزيز روح العمل التطوعي لديك،ثم ناقش هذا الموضع مع زملائك.

انطلاقاً من العلاقة التي تربط العمل التطوعي بالمورد البشري، وبما أن عماد المورد البشري الممارس للعمل التطوعي هم الشباب، خاصة في المجتمعات الفتية، فإن حماس الشباب وانتماءهم لمجتمعهم كفيلان بدعم هذا العمل ومساندته، والرقي بمستواه ومضمونه، فضلاً عن أن العمل التطوعي سيراكم خبرات الشباب، وقدراتهم، ومهاراتهم، والتي سيكونون بأمس الحاجة لها خاصة في مرحلة تكوينهم، ومرحلة ممارستهم لحياتهم العملية.

  • مقدمة
  • معوقات العمل التطوعي
  • تدريب
  • اختبر نفسك

تواجه برامج العمل التطوعي في العالم العربي العديد من الصعوبات والعقبات التي تحد من توسعها وانتشارها، كما تؤدي هذه المعوقات إلى تقليص أعداد المؤسسات التطوعية وعدد الملتحقين بها. وستتعرف في هذا الموضوع على أهم هذه المعوقات.

  • تتعرف على معوقات العمل التطوعي .

تواجه برامج العمل التطوعي في العالم العربي العديد من الصعوبات والعقبات التي تحد من توسعها وانتشارها، كما تؤدي هذه المعوقات إلى تقليص أعداد المؤسسات التطوعية وعدد الملتحقين بها. ويمكن تحديد أهم هذه المعوقات في الأبعاد الآتية:

يعد البعد الثقافي القيمي عاملاً مؤثراً في العمل التطوعي، لما للمنظومة الثقافية والقيمية من تأثير في الدوافع والأسباب التي يحملها الأفراد. وتسهم بعض الأنماط الثقافية السائدة في المجتمع في تقليص مشاركة الشباب في العمل التطوعي؛ كالتقليل من أهميتهم الاجتماعية، ومن دورهم في بناء المجتمع، وكذلك ضعف وعي الشباب بمفهوم العمل التطوعي وفوائده. كما أن هناك أسباباً تتحمل مسؤوليتها المؤسسات الحكومية والأهلية، وتتمثل في قلة التعريف بالبرامج والنشاطات التطوعية، أو عدم السماح للشباب بالمشاركة في صنع القرار داخل مؤسسات العمل التطوعي، وقلة تشجيع العمل التطوعي، وعدم الاهتمام به، أو النظر إليه بوصفه عملاً هامشياً.

تشكل الأبعاد التنظيمية والقانونية إحدى العقبات الرئيسة في مجال تطوير العمل التطوعي، ذلك أن عدم توافر التشريعات والأنظمة واللوائح التي توفر الإطار القانوني لعمل المنظمات التطوعية، ومجال عملها، وطرق إشهارها، يجعل من تأسيس المنظمات التطوعية أمراً بالغ الصعوبة. وبالرغم من أن الوعي بالعمل التطوعي وأهميته للفرد والمجتمع آخذ في التنامي، إلا أن التنظيمات واللوائح لا تتواكب مع الحاجات الفعلية لتطوير العمل بالصورة المناسبة. وتعاني برامج التطوع قلة التنسيق والتكامل بين المؤسسات العاملة في مجال التطوع من ناحية، وانخفاض مستوى التعاون بين تلك الجهات والقطاعات الرسمية من ناحية أخرى. إن تفعيل الأطر التنظيمية للعمل التطوعي، وتسهيل إجراءاته، يمثل إحدى الركائز الأساسية لتطوير العمل التطوعي وتشجيع ممارساته، كما أن تسهيل إجراءات العمل الإدارية، والتخفيف من القيود البيروقراطية الحالية يسهم في إنجاح العمل التطوعي، وتطويره.

تبنت أغلب البلدان العربية مفهوم دولة «الرعاية الاجتماعية »، حيث تتولى الدولة توفير أغلب الخدمات الصحية، والتعليمية، والخدمية لمواطنيها. وقد أسهمت الطفرة الاقتصادية الناتجة عن ارتفاع عائدات النفط في دول الخليج العربي في ارتفاع مواردها المالية، مما عزز من قيام الدولة ببرامج الرعاية الاجتماعية، وأدى إلى عدم اهتمام الأفراد ومؤسسات المجتمع المدني بتطوير برامج ومؤسسات تعنى بمجالات التطوع. وعلى النطاق الفردي يؤدي العامل الاقتصادي السيء دوراً مهماً في الحد من مشاركة الأفراد في العمل التطوعي، إذ إن ضعف الدخل الاقتصادي للأفراد، يجعلهم ينصرفون عن أعمال التطوع إلى الأعمال التي تدر عليهم ربحاً يساعدهم على قضاء حاجياتهم الأساسية. وبالرغم من التفاوت الاقتصادي، ومعدلات الدخل القومي للدول العربية، إلا أن غالبية الأنظمة السياسية العربية ظلت غير متحمسة في العقود الثلاثة الماضية لتطوير برامج العمل التطوعي، وذلك لتخوف الأنظمة السياسية من تجذر دور الشباب في المجتمع، وتطور هذا الدور، بحيث يتدخل في الجوانب الاجتماعية المختلفة من سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وتشير التجارب الدولية إلى أن كثيراً من المؤسسات التطوعية تركزت أهدافها وبرامجها في نقد الواقع السياسي أو الاقتصادي وإصلاحهما، كما تشير أدبيات العمل التطوعي؛ إلى أَن المشاركة السياسية، والتطوع في الحملات الانتخابية للمرشحين، ودعم بعض البرامج السياسية والاجتماعية ذات الصلة بحقوق الإنسان والحريات العامة، والحقوق المدنية، تأَتي على رأس الأوليات والمجالات التي تستهوي المتطوعين، وتحظى بمشاركة شعبية واسعة، ومن فئات اجتماعية مختلفة تمثل أعماراً متفاوتة.

أسهم غياب الدور الإعلامي عن التوعية بأهمية التطوع وبمؤسساته وبالأدوار التي يمكن أن يقدمها للمجتمع في قلة الإقبال على التطوع. وقد أسهمت الأبعاد الثقافية والتنظيمية والاقتصادية والمجتمعية السابق ذكرها في عدم تفاعل وسائل الإعلام مع برامج التطوع. وساعدت عدة عوامل على عدم اهتمام وسائل الإعلام بالعمل التطوعي لعل من أبرزها:

  • عدم ترسخ ثقافة التطوع في المجتمع.
  • قلة البرامج والفعاليات الخاصة بالتطوع مما يحد من تفاعل وسائل الإعلام.
  • قلة مصادر المعلومات عن برامج التطوع ومجالاته، وندرة قواعد البيانات والإحِصائيات التي تدلل على حجم العمل التطوعي وبرامجه، مما يضع صعوبات جمة أمام وسائل الإعلام لصياغة مواد إعلامية إِخبارية عن التطوع ومجالاته.

علل:

  • على النطاق الفردي يؤدي العامل الاقتصادي دوراً أساسياً في الحد من مشاركة الأفراد في العمل التطوعي.
  • تشكل الأبعاد التنظيمية والقانونية إحدى العقبات الرئيسة في مجال تطوير العمل التطوعي.
  • يؤدي العامل الاقتصادي دورا أساسيا في الحد من مشاركة الأفراد في العمل التطوعي لأن ضعف الدخل الاقتصادي للأفراد يجعلهم ينصرفون عن أعمال التطوع إلى الأعمال التي تدر عليهم ربحاً يساعدهم على قضاء حاجاتهم الأساسية.
  • تشكل الأبعاد التنظيمية والقانونية إحدى العقبات الرئيسة في مجال تطوير العمل التطوعي ذلك أن عدم توافر التشريعات والتنظيمات والأنظمة واللوائح التي توفر الإطار القانوني لعمل المنظمات التطوعية، ومجال عملها، وطرق إشهارها، يجعل من تأسيس المنظمات التطوعية أمرا بالغ الصعوبة.
  • مقدمة
  • وسائل العمل التطوعي
  • برنامج متطوعي الأمم المتحدة
  • السنة الدولية للمتطوعين
  • نشاط
  • تدريب
  • اختبر نفسك

في بداية ثمانينيات القرن الماضي، بدأ التفكير في توظيف المنظمات التطوعية الخاصة للعمل في مشاريع التنمية في الدول النامية. وفي التسعينيات بدأ التوسع بشكل واضح في مفهوم العمل التطوعي إذ شمل مفاهيم وأبعاد سياسية أهمها مفهوم المشاركة السياسية والحكم الرشيد، فمثلاً، تبنت الأمم المتحدة مفهوم الحكم الرشيد بركائزه الثلاث وهي الدولة، والقطاع الخاص، والمنظمات غير الحكومية، والتي أطلق عليها اسم القطاع الثالث تعبيراً عن مدى أهميتها في المجتمع. وظهرت نظريات جديدة أخرى حول العلاقة بين الدولة والمجتمع تقوم على مفهوم انحسار دور الدولة في المجتمع، ومن هذه النظريات والمدارس ما يهتم بما يسمى مجتمع الشبكات (Network Society) ، أو مجتمع اللامركزية (Center less Society) أو المجتمع متعدد المراكز (Polycentre Society) وهو ما يتجه نحوه العالم المتقدم اليوم خصوصاً في ظل العولمة، والتطور المبهر في تقنية الاتصالات، التي تمكنت من الدخول إلى كل بيت، واجتازت جميع الحواجز. وجاءت الأبعاد السياسية لفهم العمل التطوعي من منظور البعد الخيري والتنموي نتيجة للبحث في دور الدولة عامة، وخصوصاً دور الدولة في العالم الثالث.

  • تتعرف على وسائل العمل التطوعي.
  • تتعرف على برنامج متطوعي الامم المتحدة.
  • توضح المقصود بالسنة الدولية للمتطوعين.
  • تناقش اهداف السنة الدولية للمتطوعين.

من الحقائق الثابتة أن المجتمع بكل جوانبه: الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والثقافية، وقيمه الأخلاقية، والروحية، كل لا يتجزأ إلا في التجريد العلمي. هذه الحقيقة تنبع وتقوم على أساس أن الإنسان بوصفه الخلية الحية للمجتمع كل لا يتجزأ. ولذلك فإن العمل التطوعي يجب أن لا ينحصر في جوانب محدودة للمجتمع والإنسان، بل يجب أن يتسع ليشمل كل المجتمع وكل الإنسان وحقوقه الأساسية في الحياة، والسلام، والحرية، وليشمل حقوقه الاجتماعية من: مأكل، ومشرب، ومسكن، وملبس، وصحة، وتعليم، وحقوق اقتصادية أهمها الحق في العمل والأجر، والراحة والعطلات، وليشمل كذلك حقوقه السياسية والمدنية كافة، بما فيها الحق في المساواة أمام القانون، وحق التنمية. إن العمل التطوعي بهذه الأهداف الواسعة يتعدى المفهوم التقليدي الخيري، فلا ينحصر في مساعدة المجموعات الخاصة المستضعفة، مثل: المعوقين، والأيتام، والأرامل والمشردين، وفى محاربة الفقر فقط، بل لا بد من الاستفادة من التقنية الحديثة في مجالات الإعِلام )الفضائيات( وشبكات الاتصالات، وغيرها من وسائل الأعلام، حتى نشكل مفهوماً واسعاً موحداً للتطوع يعكس وجهة النظر العربية، ويبرز خصوصية مجتمعاتنا، وعقائدنا، وعاداتنا السمحة، ويكون لنا المرجع الأساس للعمل من خلاله. وحتى نحقق الهدف من العمل التطوعي، ولتمكين المجموعات المستهدفة في المناشط: الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والثقافية، والمعنوية أيضاً، يجب أن توظف وسائل العمل التطوعي الآتية وبصفة متكاملة:

  • ضرورة تقديم الخدمات لتلبية الاحتياجات الأساسية من خارج المجتمعات المحلية المعنية كما في حالة الإغاثة والنزوح.
  • بناء القدرات البشرية المهنية والفنية، والقدرات في إدارة الأعمال، وإدارة العمل التطوعي، والمشاركة السياسية (تكثيف التدريب).
  • بناء تنظيمات المجموعات المستهدفة لتخرج من دائرة الوصاية ولتتحدث بنفسها عن واقعها، واحتياجاتها، ومطالبها، عبر مؤسساتها المستقلة.
  • توجيه البحث العلمي لخدمة أهداف العمل التطوعي والمجموعات المستهدفة بصورة علمية.
  • المناصرة والتشبيك بين منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص للتأثير في متخذي القرار في الدولة، لتبنى قرارات وتشريعات لتمكين المجموعات المستهدفة وللدفاع عن حقوقها: السياسية، والمدنية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية.

أنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين في عام 1970م، وعدته جهازاً مساعداً لها، وليكون الذراع التطوعي لمنظومة الأمم المتحدة، بالإضافة إلى كونه مشروعاً تطوعياً متعدد الأطراف، يهدف إلى تشجيع الإسهامات التطوعية في مجالات التنمية المختلفة، وخاصة التنمية التي ترتكز على المجتمع المحلي، كما يسعى البرنامج إلى التأثير السياسي بغرض التوصل إلى نتائج مستدامة، والبرنامج مسؤول أمام المجلس التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ويعمل من خلال مكاتبه الميدانية في كل أنحاء العالم. يعمل في البرنامج عدد كبير من المتطوعين سنوياً، ويتميزون بمستويات رفيعة من المؤهلات والخبرة وحافز العطاء للآخرين، وينتمون لأكثر من 140 جنسية، يعملون في البلدان النامية وبلدان (الانتقال) كأخصائيين متطوعين وعمال ميدانيين، وكمتطوعين وطنيين في برامج الأمم المتحدة في بلدانهم. وهم يعملون في مجال التعاون الفني والتقني من أجل التنمية، وفى دعم مبادرات المجتمعات المحلية، وأعمال الإغاثة الإنسانية، والتعمير، كذلك يدعمون أعمال الأمم المتحدة في مجال السلام، والانتخابات، وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى ذلك يقدم برنامج متطوعي الأمم المتحدة (موارد الأمم للمشورة الدولية القصيرة الأجل – UNISTAR) المستشارين للقطاعين: الخاص، والعام، وذلك لتمكين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من نقل التكنولوجيا من خلال المغتربين لمساعدة بلدانهم الأصلية TOKTEN .يحتفظ برنامج متطوعي الأمم المتحدة بجدول للمتخصصين يغطي 115 فئة مهنية في مختلف المجالات، وتبرز من بينها الزراعة، والصحة، والتربية، والشؤون الاجتماعية، والتدريب المهني، والصناعة، والسكان، والاتصالات/الإعلام، وتقنية المعلومات. ويرد في جانب آخر، صور أعمال الإغاثة الإنسانية، والسلم، والانتخابات، والتي تندرج تحت فئة المساعدات الإنسانية المباشرة. وانعكاساً لالتزام المتطوعين وتضحيتهم من أجل الشعوب والمجتمعات في أرجاء المعمورة، فإن كثيراً منهم يعملون في بلدان ومناطق ريفية نائية، ويشمل هذا العمال الميدانيين كذلك، والذين يعملون على المستوى القاعدي في برامج التنمية المشتركة ومشاريع التبادل الحرفي ومتطوعي البيئة، ولا يطبق نهج التركيز المحلي على الاهتمامات التقليدية فقط مثل: إنتاج الأغذية أو الصحة المحلية، بل ينتقل إلى دور المرأة الحضرية والريفية معاً في التنمية، بالإضافة إلى احتواء المرض بجميع أنواعه، وإدارة الموارد البيئية المحلية، ومكافحة الفقر الحضري. ويسعى العمال الميدانيون لبرنامج متطوعي الأمم المتحدة للاستناد إلى المعرفة الأصلية بالمجتمعات، وتسهيل المبادرة المحلية، وتبادل الخبرات. يعمل البرنامج بالمشاركة مع الحكومات، ووكالات الأمم المتحدة، وبنوك التنمية والمنظمات غير الحكومية، ومنظمات المجتمعات المحلية.

ظهرت فكرة السنة الدولية للمتطوعين للوجود إثر دخول العالم في القرن الحادي والعشرين، لتيسير إسهامات المتطوعين والاعتراف بإنجازاتهم في خضم مشاورات جرت بين العديد من المنظمات الدولية غير الحكومية في مطلع تسعينيات القرن الماضي. إن الأساس الذي بنيت عليه السنة الدولية للمتطوعين سنة 2001م هو أن الخدمة التطوعية أصبحت مطلوبة- بصورة غبر مسبوقة – لمعالجة مجالات ذات أهمية أولية في ساحات اجتماعية، واقتصادية، وثقافية، وإنسانية، وفي إفشاء السلام العالمي، كما أن هناك حاجة ماسة لزيادة عدد الأفراد لتقديم خدماتهم التطوعية، وذلك يتطلب اعترافاً وتيسيراً أكثر للعمل التطوعي، وترويجاً أكبر لمثل هذه الخدمات، بتقديم نماذج لأحسن المبادرات، والمجهودات المنسقة لدى المتطوعين. إضافة إلى أن شعوراً قوياً قد تشكل بأن تعيين سنة دولية للمتطوعين من الجمعية العمومية للأمم المتحدة، يؤسس بنية مهمة، وجواً أكثر ملائمة للنمو والاستفادة من المشاركات التطوعية.

وتتلخص الأهداف العامة للسنة الدولية للمتطوعين على النحو الآتي:

  • الاعتراف المتزايد بأهمية التطوع، والاحتفاء بالمتطوعين، وتحفيزهم مادياً ومعنوياً.
  • التيسير العام الدولي للتطوع، وذلك لعدة سبل مثل: ضمان التأمين الاجتماعي للمتطوعين، وعدّ الخدمة التطوعية بديلاً للخدمة العسكرية مثلاً، إضافة إلى توفير مستلزمات العمل من أجهزة، ومعدات.
  • دعم العمل التطوعي إعلامياً، ونشر قصص العمل، وتعميم نجاحاته.
  • الترويج لدور التطوع في عملية التنمية الاجتماعية، وخلق رأي عام إيجابي حوله.
  • ربط العمل التطوعي، وأثره في المجتمع، وتفاعل الفئات العاملة فيه، برسالة المسؤولية المجتمعية، وإظهار العمل التطوعي بوصفه منحى من مناحي المسؤولية الاجتماعية، وركناً أساسياً من أركانها.

هل سبق وتعرفت إحدى وكالات التنمية الدولية، أو أحد صناديق التنمية العربية، أو برامج الامم المتحدة، اكتب تقريراً لا يزيد على خمس صفحات استعرض فيه أهم هذه المؤسسات ودورها في عملية التنمية.

يعمل متطوعو برنامج الأمم المتحدة للتطوع في مجال التعاون الفني والتقني من أجل التنمية، وفى دعم مبادرات المجتمعات المحلية، وأعمال الإغاثة الإنسانية، والتعمير، كذلك يدعمون أعمال الأمم المتحدة في مجال السلام، والانتخابات، وحقوق الإنسان.

تناولنا في هذه الوحدة موضوع المسؤولية المجتمعية من جوانبه وأبعاده كافة؛ فمهدنا للحديث عن المسؤولية المجتمعية تناولت هذه الوحدة مفهوم العمل التطوعي وأهميته، والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، وربطنا هذا المفهوم بمفهوم المسؤولية المجتمعية ثم تطرقنا لأهم ميادين العمل التطوعي والفوائد المترتبة عليه، سواء أكان ذلك على الفرد أم على المجتمع. وبما أن المجتمع الفلسطيني كان من أوائل المجتمعات العربية التي وظفت العمل التطوعي في خدمة السكان الفلسطينيين، نتيجة للأحداث التي مر بها المجتمع في أثناء الانتداب البريطاني على فلسطين، وبعد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في عام 1948م، وما تبع ذلك من ضياع ونفي وتشرد، لذا تم تناول بدايات هذا العمل في فلسطين، وظروف نشأته وتطوره، وصولاً إلى الأسباب التي أدت إلى تراجعه بعد ظهور أول كيان وطني للفلسطينيين. يقوم العمل التطوعي في أساسه على الموارد المتاحة داخل المجتمع، وبخاصة الموارد البشرية، ولأن الشباب يشكلون العنصر الأساس من هذه الموارد فقد تم في هذه الوحدة التعريف بدور الشباب في العمل التطوعي، والعوامل والأسباب التي أدت إلى عزوف الشباب عن الانخراط في العمل الاجتماعي التطوعي، بالرغم مما تكسبه هذه المشاركة للمتطوعين من خبرات ومهارات اجتماعية ومهنية. ولم تغفل هذه الوحدة العمل التطوعي بأبعاده الأربعة والمتمثلة في: البعد الثقافي الاجتماعي، والبعد التنظيمي القانوني، والبعد الاقتصادي السياسي، والبعد الإعلامي. وأخيرا تم تناول العمل التطوعي من منظور عالمي على أَساس أن السلوك التطوعي لا يقتصر على مجتمع بعينه أو ثقافة محددة، بل هو سلوك إنساني له جذوره المتعمقة في حياة البشر منذ وجدودهم على هذا الكون وان اختلفت صوره وأَشكاله.

  • جامعة القدس المفتوحة.(2010). مقرر المسؤولية المجتمعية. جامعة القدس المفتوحة: عمان، الأردن.
جامعة القدس المفتوحة
مركز التعليم المفتوح - OLC
تابعونا
الدعم والمساندة